story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

البكاري: الدولة في حاجة إلى الزفزافي أكثر مما هو في حاجة إليها

ص ص

يرى الحقوقي والأستاذ الجامعي خالد البكاري أن الدولة المغربية في حاجة إلى ناصر الزفزافي “أكثر مما هو في حاجة إليها”، مشيرا إلى أن “ذاكرة جديدة تكونت بعد حراك الريف”، لتنضاف إلى جراح الماضي وتحتاج إلى معالجة عاجلة حتى لا تتفاقم.

وقال البكاري، خلال مروره ببرنامج “من الرباط” الذي يبث على منصات صحيفة “صوت المغرب”، إن “الدولة في حاجة إلى ناصر الزفزافي أكثر مما هو في حاجة إليها”، مضيفاً أنه إذا كان الحراك قد بدأ بجنازة محسن فكري، “فنتمنى أن ينتهي هذا الملف بجنازة أحمد الزفزافي رحمه الله”.

واعتبر البكاري أن وفاة أحمد الزفزافي، والد ناصر الزفزافي قائد حراك الريف، شكّلت فقدانًا لشخصية نادرة كان الوطن في حاجة إليها، مشيراَ إلى أن ما آلمه أكثر هو أن الراحل “توفي وهو حزين”.

وأشار المتحدث إلى أن أحمد الزفزافي “اعتبر نفسه أبًا لجميع معتقلي الحراك”، مضيفًا أن “هذا البعد الأبوي لم يأت من فراغ، لأنه كان مسؤولًا في فترة من حياته عن دار للأيتام بالحسيمة، حيث عاش مع أجيال كثيرة تعامل معهم كالأب”.

وتوقف الحقوقي خالد البكاري عند علاقة الراحل بأخيه محمد الزفزافي، موضحًا أن هذا الأخير “كان كاتب مراسلات الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي في القاهرة”، في حين كان والدهما يحرر المراسلات مع الأمير من أجدير. وقال إن هذه الأسرة “عاشت مبكرًا إحساس اليُتم والمسؤولية الجماعية”.

وأضاف أن أواخر حكم الحسن الثاني شهدت انفتاحات عديدة، مثل “المصالحة مع اليسار وعودة عبد الرحمن اليوسفي والحوار مع جزء من البوليساريو”، لكن “الجرح الريفي ظل مغلقًا”، إلى أن جاء محمد السادس وزار المنطقة لأول مرة، حيث استُقبل من طرف سعيد الخطابي ابن الأمير، ما أعطى للناس شعورًا بأن الجرح بدأ يلتئم. غير أن كل أمل –يقول البكاري– كان يعقبه “خذلان جديد”.

وعن تعامل الدولة مع حراك الحسيمة بعد مقتل محسن فكري أواخر سنة 2016، قال البكاري إن غياب “العقل الاستراتيجي” جعل الأمور تنزلق، إذ تم التعاطي مع الملف بعقل أمني صرف يطفئ اللحظة دون رؤية بعيدة المدى، موضحا أنه “في عهد الحسن الثاني، رغم الديكتاتورية، كان هناك عقل استراتيجي محاط بعقول سياسية ومثقفين”، بينما لاحقًا اختُزل التدبير في الأمن والتكنوقراط ورجال الأعمال، “وكلها عناصر تفتقر للرؤية”.

ويرى المصدر أن “ترك الملف في يد الأجهزة الأمنية وحدها فاقم الوضع وحوّل احتجاجًا بسيطًا على وفاة محسن فكري إلى حراك اجتماعي استمر شهورًا طويلة”.

وأوضح الحقوقي أن المشكلة لم تكن مع المعتقلين أو عائلاتهم، بل مع جهات أخرى. وقال: “أطرح سؤالًا ليس لدي جواب عليه حتى الآن: من صنع سردية الانفصال؟” مشيرًا إلى أن أكبر مسيرة آنذاك كانت تحت شعار “لسنا انفصاليين”، بحضور حوالي 100 ألف شخص.

وأشار الأستاذ الجامعي إلى محاولات ربط تصريحات ناصر الزفزافي بخطاب انفصالي، وقال إن شريطًا صوتيًا عُرض في المحاكمة كان يُظهر ناصر يوجّه التعليمات للشباب بالخارج، لكن المترجم من المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أوضح أن ما قاله يتعلق بالمطالب المحلية وحقوق الإنسان، وليس له أي بعد سياسي.

وأكد أن ناصر لم يكن يسعى للانفصال، وكانت مواقفه السياسية مبنية على “عائلة وطنية، الوالد فيها كان عضوا بالاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وتجربة سياسية غير تنظيمية، مع ميول أحيانًا للحركة الأمازيغية، التي كان ناصر ينظر لها باعتبارها مدافعة عن خصوصية المناطق دون المطالبة بالانفصال”.

ويرى البكاري، في هذا الصدد، أن جنازة أحمد الزفزافي شكّلت لحظة لالتقاط إشارات جديدة، كما أن حضور القوات العمومية كان هادئًا، وأن التعامل مع توتر محدود وقع بين بعض القاصرين والناس أبان عن “نضج في التعاطي”.

وأكد خالد البكاري أن “هذه الأجواء توحي بوجود نية لدى الدولة لحل الملف”، مشددًا على ضرورة إبراز شخصيات ذات مصداقية مثل النقيب عبد الرحيم الجامعي، الذي “يحظى بتقدير المعتقلين والعائلات والحقوقيين”، مضيفًا أن ناصر الزفزافي نفسه قال له: “حين يصدر حكم النقض، نحن نفوض لك أن تفعل ما تشاء”.

لمشاهدة الحلقة كاملة المرجو الضغط على الرابط