البرلمان يبدأ وساطة بين طلبة الطب والحكومة والسنتيسي: إنقاذ الموسم لا زال ممكنا
أطلق مجلس النواب، مبادرة للوساطة بين الحكومة وطلبة الطب والصيدلة، من أجل محاولة إنقاذ الموسم الدراسي للطلبة، وتجنيبهم خطر السنة البيضاء، بعدما اقتربوا من إكمال شهرهم السابع من مقاطعة الدروس والتداريب، وتحميلهم للحكومة مسؤولية تعثر هذا الموسم.
وقال إدريس السنتيسي، رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب في حديثه لـ”صوت المغرب”، إن لقاء جمع ممثلي مختلف الفرق البرلمانية، من أغلبية ومعارضة بممثلي طلبة الطب، الخميس 11 يوليوز 2024، حيث قدم النواب تفاصيل ما قالته الحكومة حول الأزمة خلال اجتماع وزيريها في التعليم العالي والصحة بالبرلمانيين الأربعاء الماضي، مشددا على أن هذه المبادرة البرلمانية، عنوانها الأبرز “المصلحة الفضلى وإنقاذ السنة الدراسية”.
وأوضح السنتيسي، أن البرلمانيين، يدعمون اتخاذ القرارات في كليات الطب بطريقة تشاركية بين ممثلي الطلبة وعمداء الكليات، إلا أنه ينبه إلى ضرورة “احترام هيبة الدولة” والالتزام بالقوانين “لأن الجميع تحت القانون”.
وعن تفاصيل اجتماع الأمس، يقول السنتيني إن البرلمانيين استمعوا للطلبة ومطالبهم، ونقلوا إليهم تعهدات الحكومة لحل الأزمة، والتي تعهدت بها أمام البرلمان ما يجعلها “ملزمة لها”، ومنها التراجع عن النقطة الصفر وإعادة الطلبة المطرودين وحل عدد من الملفات العالقة.
ويؤكد السنتيسي على أن تدخل البرلماني هذه القضية، نابع من الخوف على مصير الآلاف من الطلبة في كليات الطب الذين بات مصير سنتهم الدراسية مهددا، كما أنه ينبع من صميم أدوار المؤسسة التشريعية، والتي تتدخل في القضايا الكبرى للبلد ويقول إن أزمة كليا تالطب أصبحت من بينها، غير أنه ينبه في ذات الوقت إلى رفض ما وصفه بـ”الضغط باعتبارات سياسية” في هذا الملف، أو “تخوين الطلبة” الذين اختاروا التفاعل مع العرض المقدم لهم.
تفاصيل لقاء الطلبة مع الفرق البرلمانية من أغلبية ومعارضة، نقلت مخرجاته إلى الحكومة، ويأمل البرلمانيون أن تفرز خطوتهم تقدما في الوضع، بما ينقذ السنة الجامعية التي يرون أنه لا زالت هناك إمكانية لإنقاذها، بتعهد الحكومة تعويض الطلبة على ساعات التكوين، والتي تقدر بـ700 ساعة في السنة، والتفاعل الإيجابي للطلبة مع المبادرة الحكومية.
يشار إلى أن مكونات مجلس النواب توحدت في التفاعل مع مبادرة الوساطة في أزمة الطب، بعدما كانت المعارضة قد انسحبت الإثنين الماضي من جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، احتجاجا على رفض الحكومة التفاعل مع طلبها لمناقشة الاحتقان داخل كليات الطب.
تمكن البرلمان بكل مكوناته من وضع أول لبنة في اتجاه الوساطة بين الطلبة والحكومة، يأتي بعدما كانت مكونات من المعارضة، قد اتهمت الحكومة بعرقلة هذا الدور الذي كان البرلمان منذ البداية يسعى للعبه في هذه الأزمة.
ووجه عبد الله بووانو، رئيس المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية اتهامات يوم الإثنين في جلسة الأسئلة الشفوية لعبد اللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، بالوقوف وراء الأزمة، وقال في هذا الصدد إن البرلمان قدم مبادرة للوساطة في هذا الملف إلا أن “الوزير نسفها”.
كما أن النواب وخصوصا من المعارضة، قدموا على مدى أشهر طلبات لمكتب المجلس، من أجل تناول الكلمة في موضوع أزمة كليات الطب ضمن المواضيع الطارئة، إلا أن مكتب المجلس لم يقبلها إلا هذا الأسبوع، ما كان قد فجر خلافا داخل المؤسسة التشريعية.
ومن الجانب الآخر، يواصل طلبة كليات الطب والصيدلة احتجاجاتهم ضمن “أسبوع الغضب” الذي بدأ بوقفة احتجاجية بالرباط، ثم أكادير ومراكش وطنجة، وأمس الخميس بالدار البيضاء، فيما ينتظر أن ينظموا اليوم الجمعة إنزالا محليا في فاس ووجدة، مع برمجة مسيرة وطنية في العاصمة الرباط الثلاثاء المقبل.