البرلمانيون المغاربة يثيرون قضية رفع الرسوم الجمركية مع المسؤولين الموريتانيين
كشفت مصادر موريتانية، عن تفاصيل محادثات أجراها وفد برلماني مغربي رفيع زار نواكشوط خلال الأسبوع الماضي، قاده رئيس مجلس النواب راشيد طالبي العلمي، والتقى مسؤولين في الجارة الجنوبية على رأسهم الوزير الأول.
وأوضحت ذات المصادر التي تحدثت إليها “صوت المغرب”، أن الوفد المغربي، أثار قضية رفع السلطات الموريتانية لضرائبها على الخضر المغربية منذ شهر يناير الماضي، وذلك على الخصوص خلال اللقاء الذي جمعه مع المسؤولين في الجهاز التنفيذي الموريتاني.
وتقول ذات المصادر، إن البرلمانيين المغاربة، حصلوا على تعهدات من المسؤولين الموريتانيين، بالتوصل إلى حل قريب لأزمة تضريب الخضر المغربية، لوضع حد لهذه الأزمة التي يرى الجانب الموريتاني أنها “أخذت أكثر من حجمها”.
وعن مخرجات هذه الزيارة، تشير ذات المصادر إلى أن البرلمانيين في البلدين، اتفقوا على تنظيم منتدى بشكل عاجل، سيضم مسؤولين ورجال أعمال، وهدفه الرئيسي هو تحريك الاتفاقيات المبرمة بين البلدين، والتي يتجاوز عددها المائة دون تفعيل، والوقوف عند أهم الإشكالات التي تواجه المتدخلين من الجانبين، واقتراح أي اتفاقيات تظهر الحاجة إليها لتحسين العلاقات بين البلدين لتيسير التعامل والتنسيق في مختلف المجالات.
في المقابل، فإن اللقاءات بين المشرعين من الجانبين، لم تتطرق للملفات الشائكة في المنطقة، مثل قضية الصحراء وقضية المنقبين الموريتانيين الذين يقول النواب إنهم يتعرضون لاعتداءات عند تجاوزهم للحدود الشمالية للبلاد، بل تم التركيز على بناء “علاقة استراتيجية”، ترقى إلى المستوى الذي يجب أن تكون عليه علاقة بلدين جارين.
وفي الوقت الذي اتجهت عدد من التحليلات للربط بين تنظيم منتدى موريتاني مغربي، والإعلان قبل أسبوعين عن تنظيم منتدى موريتاني جزائري، أكدت المصادر الموريتانية أن المنتدى المغربي كان مخططا له وسبق التفكير فيه.
وشددت ذات المصادر على أن النواب من البلدين، يملكون رؤية مؤحدة، حول استعجالية تحسين التعاون بين البلدين “لتكون البداية بالبرلمان وستتبعها الحكومات”، مضيفة أن الزراعة ستكون أول مجالات التعاون بين البلدين في المرحلة المقبلة.
أزمة تضريب الصادرات المغربية
وجاءت زيارة البرلمانيين المغاربة لموريتانيا في ظل استمرار أزمة الصادرات المغربية، حيث رفعت موريتانيا مع حلول العام الجديد ضرائبها على الصادرات المغربية من الخضر، إلى ما يقارب الثلاثة أضعاف، ما رأى فيه المصدرون المغاربة استهدافا لمنتوجهم ومنعا له من ولوج السوق الموريتاني.
وزير الخارجية الموريتاني محمد ولد مرزوك الذي زار الرباط قبل أقل من أسبوعين، حاول التخفيف من الغضب المغربي بالتأكيد على أن الأزمة ستحل في وقت قريب، محاولا تجريد قرار التضريب من أي صبغة سياسية.
في المقابل، فإن الحكومة الموريتانية في آخر تصريح للمتحدث باسمها، نفت وجود أي توجه نحو التراجع عن رفع الضرائب على الخضر الواردة على البلاد من الخارج، وذلك بحجة حماية المنتوج المحلي من المنافسة، وتعزيز حظوظ استهلاكه والإقبال عليه في السوق الداخلية.