story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

البارصا ولابورتا وأولمو !

ص ص

عجز البارصا عن تسجيل لاعبيه داني أولمو وباو فيكتور في قوائم عصبة الدوري والجامعة الإسبانية حتى لحظة كتابة هذه السطور، بسبب عدم مطابقة وضعية النادي لقواعد اللعب المالي النظيف، هو تحصيل حاصل، ونتيجة حتمية كان ينتظرها من يعرف خبايا البيت الكطالوني، وما فيه من قنابل موقوتة في جميع تنظيماته الإدارية والمالية والتقنية.

ما يحدث لنادي برشلونة حاليا هو فقط حلقة من حلقات سلسلة السياسات والصفقات الفاشلة التي تورطت فيها إدارته منذ عهد ساندرو روسيل وبعده حليفه الأبدي جوسيب بارتوميو، وما يرتكبه الرئيس الحالي جوان لابورتا خلال ولايته الثانية من وعود كاذبة، ومن قرارات ترقيعية، هو أقصى ما يمكن أن يفعله المحامي المثير للجدل من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من بيت وجده على حافة الإفلاس.

ويبدو الآن أن قضية داني أولمو إن انتهت بعدم تسجيله في قوائم الدوري الإسباني للفترة الثانية من الموسم، ستحدث زلزالا حقيقيا بين أعضاء الجمعية العمومية للبارصا، وقد تبدأ داخلها إجراءات لعقد دورة للتصويت على إقالة الرئيس جوان لابورتا، بعدما لم تعد تقنعهم إدعاءات وجود مؤامرات تستهدف النادي مصدرها نفوذ ريال مدريد على رابطة الدوري، أو وعود برفع الإيرادات بجلب عقود رعاية مع الشركات العملاقة.

البارصا قد تجد حلا آنيا مع رابطة الدوري من أجل تسجيل لاعبيها داني أولمو وباو فيكتور، وقد ينقذ الرئيس جوان لابورتا نفسه من مصير الإقالة، ليستمر في ترقيعاته ووعوده الكاذبة.. ولكن الأكيد أن مستقبل البارصا المالي لن يصبح أحسن حالا مما هو عليه الآن، ولن يدوم الهدوء في النادي الكطالوني طويلا، لأن تراكمات التسيير الفاشل كثيرة وقد تظهر إحداها في أية لحظة.

غالبا في الأندية التي تتأزم وضعيتها المالية، وتفشل إدارتها في إنعاش ميزانيتها، يتم بيع أسهمها لمالك أو ملاك جدد، وتبدأ صفحة جديدة بسياسة جديدة وإمكانيات مالية قادرة على إحيائها من جديد، وهذا هو الحل الوحيد الذي يمكن أن ينهي معاناة البارصا ويعيد لها هيبتها.. ولكنه حل غير ممكن في برشلونة بالنظر لمعطى آخر بعيد عما هو مالي أو رياضي.

نادي برشلونة هو الواجهة القومية للكطلان، ومصدر رمزية لشعورهم العرقي، ويعتبرونه منتخبهم الوطني الذي يمثل أمتهم وإقليمهم، ومقترح طرح أسهمه للبيع بشكل كامل لا يريدون حتى مناقشته، ولأجل ذلك تجد الأغلبية الساحقة من أعضاء النادي من أصول كطلانية عريقة، ينظرون إلى هوية المرشح للرئاسة قبل جيبه، ويتوجسون من أي اختراق من خارج كطالونيا.

الكطلان معروف عنهم في معاملاتهم المالية أنهم محافظون، وحتى في ثقافتهم الإجتماعية يتنذر عليهم باقي الإسبان بأنهم بخلاء ولا يحبون الإنفاق كثيرا على مشاريعهم، فيما ناديهم في حاجة إلى رأس مال مغامر في ملكية شخص أو أشخاص من خارج الإقليم أو حتى من خارج إسبانيا، لكي يضعه ضمن تَجَمّع الأقوياء ماليا في أوروبا.

وبين هذا الحل وعدم إمكانية اللجوء إليه، ستبقى البارصا تدور في متاهة قواعد اللعب المالي النظيف، وتحل مشكلا قديما بصناعة مشكل جديد، وتعتمد على أطفال أكاديميتها لاماسيا الموهوبين في الحفاظ على إسم نادي برشلونة وتاريخه وهيبته.