البارصا واللعب المالي النظيف
الصعوبات الكبيرة التي وجدها نادي برشلونة في تسجيل لاعبه داني أولمو ضمن قائمة اللاعبين لدى رابطة الدولي الإسباني، وتكرر نفس مشاكل النادي الكطالاني مع قواعد اللعب المالي النظيف كل موسم، أثار بعض شكوك محبيه في أن ناديهم مستهدف من قبل جهات ما، مستدلين بكون “البارصا” هي الوحيدة التي تتعرض لكل هذه العوائق في تسجيل اللاعبين وفي المصادقة على التوازن المالي للنادي.
قبل الحديث عن برشلونة، فالملاحظ أن الجمهور العادي لكرة القدم حتى في البلدان الأوربية، يتداول باستمرار مصطلح اللعب المالي النظيف، لكن الأغلبية الساحقة لا تعرف تفاصيله المعقدة، ولا تستوعب الكثير من قواعده المتشابكة.
في تعريف مبسط، فاللعب المالي النظيف هو أن الأندية عليها أن تكون مداخيلها أعلى من النفقات لتجنب الإفلاس من جهة أو الدخول في مشكلات قانونية، أما على الصعيد القانوني، فهي تتضمن الكثير من المتغيرات حسب الدوري وقوانين الدولة التي ينشط فيها، ففي وقت سابق في إسبانيا كان أي نادٍ يسجل خسائر مالية، فإنه يدفع قيمتها في الموسم الموالي من خلال تخفيض سقف الرواتب للنادي، إذا كانت الخسائر 10 ملايين يورو فإن كتلة الرواتب الإجمالية المدفوعة يجب أن تخفض بشكل حتمي بـ 10 ملايين يورو في الموسم الذي يليه.
هناك أيضاً نقطة مهمة تتعلق بفاتورة الرواتب الخاصة باللاعبين والتقنيين والموظفين، والتي لا يجب أن تتجاوز 60% من الميزانية العامة للنادي.
وعلى عكس إسبانيا، فإن الدوري الإنجليزي الممتاز مثلا يفرض على الأندية أن لا تتجاوز خسائرها 105 مليون جنيه إسترليني في 3 مواسم متتالية كحد أقصى، وما دام النادي يسجل خسائر تحت هذا المعدل، فإنه سيكون قادراً على تسجيل لاعبيه بشكل عادي.
بالنسبة لبرشلونة، الأمور واضحة جدا ولا تحتمل أي اتهام لأية جهة أو “نظرية مؤامرة” تدفع في اتجاه كونه مستهدفا، فتراكم سنوات التدبير المالي السيء للنادي وكتلة الرواتب المرتفعة ل”جيش” اللاعبين والمدربين والموظفين والأعوان المحسوبين عليه، مقارنة بمداخيله التي تراجعت كثيرا بعد نهاية جيل “التيكي تاكا” الذهبي، وعدم حصوله على الألقاب، ستسبب له المزيد من المتاعب مع قواعد اللعب النظيف مستقبلا، إلا في حالة تنازل مسؤوليه وأعضاء جمعيته العمومية على الخطوط الحمراء “القومية” التي تعتبر البارصا فريقا وطنيا لكطالونيا ولا يجوز بيعه أو فتح الأبواب للأغنياء من خارج الإقليم للإستثمار فيه وزيادة رأس ماله.
الجميع في برشلونة رغم كل هذه الإنكسارات والصعوبات لازالوا لم يستوعبوا بعد أن ناديهم الذي كان يطحن الأخضر واليابس ويمتع العالم قبل سنوات، قد أصبح اليوم فريقا عاديا يسهل على أي كان هزمه وانتزاع النقاط منه، لذلك فهم لازالوا يأملون أن تستعيد البارصا عافيتها ويعود زمن السطوة والألقاب من جديد، وهو أمر يعرف الواقعيون منهم أنه من سابع المستحيلات، على الأقل خلال السنوات المقبلة.