الاتحاد الفلسطيني يطالب “فيفا” بتعليق عضوية إسرائيل بسبب أندية المستوطنات

أعاد الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم تسليط الضوء على ملف الأندية الإسرائيلية الناشطة في المستوطنات بالأراضي المحتلة، مطالبًا بتعليق عضوية الاتحاد الإسرائيلي بسبب “انتهاكه للوائح الفيفا، وخرقه للقانون الدولي”، من خلال إشراك أندية مقامة في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين.
وقال أحد المندوبين الفلسطينيين خلال الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) المنعقدة في العاصمة الباراغويانية أسونسيون إن “عدم اتخاذ قرار لا يُعد موقفًا محايدًا”، داعيًا “فيفا” إلى تقديم تقرير خلال شهر حول الإجراءات المتخذة، بينما لم يصدر أي رد عن ممثلين من الجانب الإسرائيلي خلال الجلسة.
وشدد الطلب الفلسطيني على ضرورة “التحرك الفوري لطرد الأندية التابعة للمستوطنات من المنظومة الكروية المعترف بها دوليًا”، مع اتهامات للاتحاد الإسرائيلي بالتواطؤ في ممارسات تمييزية ضد لاعبين عرب، وهو ما نفاه الأخير سابقًا.
ورغم حساسية الملف، أكد رئيس “فيفا” جياني إنفانتينو، خلال الجمعية التي انعقدت، مساء الخميس 15 ماي الجاري، أن العمل على هذا الطلب “قد بدأ بالفعل، ولا يزال مستمرًا”، في إشارة إلى بدء دراسة الشكوى الفلسطينية دون تقديم جدول زمني واضح للحسم فيها.
وأضاف: “دعوني أؤكد لكم أن التقدم يتحقق”، في إشارة إلى الشكوى المقدّمة ضد الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم.
ويستند الطلب الفلسطيني إلى سلسلة من المعطيات القانونية والتنظيمية، على رأسها مشاركة أندية إسرائيلية تنشط في مستوطنات مقامة بشكل غير قانوني في الضفة الغربية والقدس الشرقية، ضمن مسابقات الاتحاد الإسرائيلي، في خرق واضح للوائح “فيفا”.
كما يتهم الاتحاد الفلسطيني الاتحاد الإسرائيلي بالتواطؤ في انتهاكات للقانون الدولي والتمييز ضد اللاعبين العرب.
ويُذكر الطلب بلجنة المتابعة الفلسطينية–الإسرائيلية التي أنشأها “فيفا” عام 2015، والتي أوصت سنة 2017 باتخاذ “موقف تحذيري” يُمهل الاتحاد الإسرائيلي ستة أشهر لإخراج أندية المستوطنات من بطولاته، وإلا فسيواجه عقوبات، لكون “الخيارات الأخرى غير مجدية أو تفتقر إلى الشرعية الدولية”، وفق نص التوصية.
ويضيف المقترح الفلسطيني: “رغم ذلك، تجاهل فيفا هذه التوصية، وسمح للاتحاد الإسرائيلي بالاستمرار في استخدام أراضٍ تم اغتصابها من عائلات فلسطينية مهجّرة”، مشيراً إلى أن الاتحاد الفلسطيني كان قد طالب خلال كونغرس فيفا في بانكوك بتاريخ 17 ماي 2024 بطرد فوري للأندية الإسرائيلية الموجودة في الأراضي المحتلة.
ويشدد الاتحاد الفلسطيني على أن إدارة كرة القدم في الضفة الغربية حق حصري له، وليس للاتحاد الإسرائيلي أي ولاية تنظيمية خارج حدود دولة الاحتلال.
وقد أحال رئيس “فيفا”، جياني إنفانتينو، القضية إلى كونغرس الاتحاد الدولي، الذي قرر بدوره في 3 أكتوبر 2024، إحالة الملف على لجنة الحوكمة والتدقيق والامتثال لإجراء تحقيق شامل وتقديم توصياته.
ويشير الاتحاد الفلسطيني إلى أن هذه اللجنة لم تنهِ بعد تحقيقاتها أو ترفع توصياتها إلى مجلس “فيفا”، رغم أن نطاق التحقيق يقتصر فقط على تحديد عدد وهوية الأندية الإسرائيلية المشاركة في مسابقات الاتحاد الإسرائيلي من داخل المستوطنات.
وإلى جانب هذا التوتر السياسي انسحب وفد الاتحاد الأوروبي بقيادة رئيس “يويفا” ألكسندر تشيفرين من الجلسة الافتتاحية، احتجاجاً على تأخر إنفانتينو في الوصول، الأمر الذي حال دون مشاركتهم في النقاشات الأولى، بما في ذلك الملف الفلسطيني.
وأصدر (ويفا) بيانا شديد اللهجة عقب انسحاب بعض الأعضاء، واصفا الاضطراب الناجم عن تأخر وصول إنفانتينو بأنه “مؤسف للغاية”، متهما رئيس فيفا بتقديم “مصالحه السياسية الخاصة” على الرياضة.
وقال “يُعد كونغرس فيفا أحد أهم الاجتماعات في عالم كرة القدم، حيث تجتمع جميع الدول الـ 211 المشاركة في اللعبة لمناقشة القضايا التي تؤثر على الرياضة في جميع أنحاء العالم”.
وأضاف “تغيير الجدول الزمني في اللحظة الأخيرة، لما يبدو أنه مجرد تلبية لمصالح سياسية خاصة، لا يخدم اللعبة، ويبدو أنه يضع مصالحه في المرتبة الثانية”.
ورغم اعتذار رئيس “فيفا” بعد وصوله، إلا أن الانسحاب الأوروبي كان رسالة واضحة عن استياء متراكم، خصوصاً في ظل الخلافات المستمرة حول الحوكمة الكروية العالمية.