الإضراب العالمي بالمغرب.. غضب طلابي وتلاميذ ينتفضون واحتجاجات مهنية لأجل غزة

بعد يوم من مليونية الرباط، لم يتوانَ المغاربة في استكمال مشهد التضامن بمشاركة قوية في “الإضراب العالمي” لأجل غزة، إذ عمت احتجاجات غاضبة مختلف مدن المغرب، شارك فيها مئات الطلبة وأطر التعليم والصحة، بالإضافة إلى التلاميذ الذين شُدّت الأنظار نحوهم بعد خروجهم من عدة مؤسسات تعليمية للتعبير عن رفضهم للعدوان الإسرائيلي.

وفي هذا السياق، شهدت الجامعات المغربية، يوم الإثنين 7 أبريل 2025، مظاهرات واسعة في أكثر من 14 مؤسسة جامعية، وفق ما أفاد به نائب الكاتب الوطني للاتحاد الوطني لطلبة المغرب في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”.

غضب طلابي

وقال عدنان اللغميش، نائب الكاتب الوطني للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، إن فروع الاتحاد انتفضت في أكثر من 14 مؤسسة جامعية من خلال تنظيمها لإضرابات دراسية مصحوبة بأشكال احتجاجية جماهيرية، وذلك ضمن فعاليات “يوم الغضب الطلابي” الذي أعلنت عنه الكتابة الوطنية للاتحاد.

وشهدت الاحتجاجات الطلابية مشاركة واسعة من عموم الطلبة والطالبات، حيث نُظمت مسيرات حاشدة داخل أسوار الجامعة وخارجها، مع رفع شعارات تدعم القضية الفلسطينية وتطالب بـ “وقف فوري” لكافة أشكال التطبيع مع إسرائيل.

وتظاهر مئات الطلبة، بعد انخراطهم في الإضراب العالمي، معبرين عن غضبهم تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة، ومطالبين بإنهاء اتفاق التطبيع مع إسرائيل، وذلك بعدد من الجامعات من بينها، جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، وجامعة ابن زهر بأكادير، وجامعة عبد المالك السعدي في تطوان، وجامعة محمد الأول في وجدة.

وأضاف اللغميش أن هذه الاحتجاجات تأتي استكمالاً لمسيرة الاتحاد “في دعمه المبدئي لغزة وفلسطين، في وجه حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوى الشر الصهيونية بشراكة أمريكية واضحة، ودعم غربي مكشوف، وتواطؤ عربي مقيت”، وتماشياً مع الموقف التاريخي الداعم لفلسطين، باعتبارها قضية وطنية مركزية “لا تقبل تهاوناً أو تقاعساً في نصرتها”.

كما تظاهر طلبة المعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة بطنجة، في مسيرة احتجاجية توجهت من المعهد إلى المستشفى الجهوي في المدينة، تنديداً بتواصل العدوان الإسرائيلي على غزة، واستهداف جيش الاحتلال للأطقم الطبية والمستشفيات في القطاع.

انتفاضة تلاميذية

وأشاد الاتحاد الوطني لطلبة المغرب باحتجاجات التلاميذ في عدد من المدارس في مدن مغربية مختلفة، وقال اللغميش “نعتبر هذه التحركات النوعية تعبيراً ذا قيمة، ووزن في المشهد التضامني المغربي مع فلسطين”.

في مشهد تضامني لم يكن متوقعاً من المتابعين للحراك المغربي لأجل غزة، خرجت حشود من التلاميذ للاحتجاج في عدد من المؤسسات التعليمية، في مدن عدة من بينها وجدة وطنجة وفاس، وتطوان، إلى جانب الدار البيضاء وسلا ومكناس، كما لم يُستثنى إقليم الحوز الذي شهد بدوره مسيرة تلاميذية وسط جبال الأطلس.

وردد التلاميذ هتافات غاضبة من قبيل “هذا عيب هذا عار، غزة في خطر”، و”المغرب وفلسطين شعب واحد مو شعبين”، وجابوا في احتجاجاتهم الشوارع المجاورة المحيط بمؤسساتهم التعليمية مع تطويق أمني في بعضها، كما تظاهر عدد منهم داخل أسوار المدارس.

إضراب مهني

وشهدت عدة مؤسسات تعليمية بعدد من المدن المغربية توقفاً عن الدراسة، بعد انخراط أطر تربوية في الإضراب العالمي من أجل غزة، وشهدت مدينة طنجة في هذا الصدد مظاهرة أمام مديرية طنجة أصيلا للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، والتي تحولت إلى مسيرة حاشدة جابت شوارع المدينة.

المسيرة التي نظمتها تنسيقية “أساتذة المغرب ضد التطبيع”، بعد تأسيسها حديثاً شهدت رفع الأعلام الفلسطينية وهتافات غاضبة طالبت بوقف حرب الإبادة في غزة.

وفي وجدة، نظمت الأطر الصحية مظاهرات احتجاجية أمام كل من المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس ومستشفى الفارابي، تنديداً بالعدوان الإسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني في غزة.

وتأتي احتجاجات الأطر الصحية في وجدة، بدعوة من المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية للصحة المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، للتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني ورفض الإبادة الجماعية في غزة.

وإلى جانب المغرب، شهدت عدد من الدول على رأسها فلسطين، يوم الإثنين 7 أبريل 2025، إضراباً عالمياً شاملاً تضامناً مع قطاع غزة، ورفضاُ للعدوان الإسرائيلي المتواصل منذ أكتوبر 2023.

وبينما تم تنفيذ الإضراب على المستوى الشعبي في دول العالم، أخذ طابعاً رسمياً في الضفة الغربية، والقدس المحتلة، بعد قرار وزارة التربية الفلسطينية بتعطيل المدارس، وقرارات مشابهة بتعطيل دوائر رسمية.

وقالت “القوى الوطنية والإسلامية” في فلسطين إن البلاد تشهد “إضراباً شاملاً لكل مناحي الحياة في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي مخيمات اللجوء والشتات”.

ودعت القوى إلى “إنجاح الإضراب العالمي لإعلاء الصوت وتسليط الضوء على جرائم الاحتلال”، مبينة أن الإضراب يأتي “رفضاً لحرب الإبادة على قطاع غزة بمشاركة المتضامنين وأحرار العالم”.

من جانبها، دعت حركة المقاومة الإسلامية – حماس إلى المشاركة في الإضراب الشامل والخروج في مسيرات الغضب رفضاً لعدوان الاحتلال على غزة ودعماً للمقاومة.

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة في غزة لليوم 20 على التوالي. وارتفع عدد الضحايا إلى 50 ألفاً و695 شهيداً و115 ألفاً و338 مصاباً منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة.