story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

الإستثمار في المواهب

ص ص

البرنامج الرياضي الإسباني الشهير “شيرينغيتو”، فتح موضوع الإستثمار في تكوين لاعبي كرة القدم، وصناعة النجوم صغار السن وبيعهم للأندية الأوربية الكبيرة، وطرَح نموذج نادي ليل الذي أصبحت أرقام معاملاته المالية السنوية تصل إلى مستويات قياسية بفضل هذه السياسة الذكية التي أصبحت علامة تميز النادي الفرنسي.

تحدثوا في البرنامج عن توفر نادي ليل حاليا على لائحة من المواهب الصغيرة الذين لا يتجاوز أعمارهم عشرين سنة، وكيف أن منقبيه استقطبوهم في الأربع سنوات الأخيرة إما بالمجان، أو بمبالغ صغيرة، وتحولوا في وقت قصير إلى نجوم واعدة تساوي ملايين الأوروات في قيمتهم السوقية.

أول من في قائمة النادي الفرنسي حاليا هو الموهبة المغربية أيوب بوعدي الذي انتقل بالمجان من فريق مغمور إسمه كريل إلى أكاديمية ليل عندما كان يبلغ من العمر 13 سنة.. بوعدي اليوم بعدما لعب أساسيا مع الفريق الأول وأبهر الجميع في مباريات كبيرة خصوصا ضد ريال مدريد، قفز سعره في سوق الإنتقالات خلال شهور قليلة إلى 10 مليون أورو.

الحارس الفرنسي لوكاس شوفاليي كان قد استقطبه ليل سنة 2014 بالمجان من نادي مارك، واليوم وصلت قيمته السوقية إلى 25 مليون أورو.. البرتغالي تياغو سانطوس استقدمه النادي الفرنسي من أكاديمية برايا بمبلغ 6 مليون أورو العام الماضي، وهذا الموسم أصبح يساوي 15 مليون أورو.. الإنجليزي أنجيل غوميز استقدموه من مانشستر يونايتد قبل سنتين بالمجان، واليوم يساوي سعره 28 مليون أورو.. الكندي جوناتان دافيد، اشتروا عقده سنة 2020 من نادي جينك البلجيكي بمبلغ 27 مليون أورو، وحاليا وصلت قيمته السوقية إلى 45 مليون أورو.

نادي ليل الفرنسي الذي دائما ما يلعب الأدوار الطلائعية في منافسات البروميير ليغ والكأس، وأيضا يقارع كبار القارة الأوربية في عصبة الأبطال، يعطي الدليل على أن نجاح أي ناد واستمراريته في التألق، لا يرتبط بوجود شخص غني في منصب الرئيس، أو شركة عملاقة تموله، أو تَوفُّرِه على منح الدولة والجهاز الوصي على كرة القدم في البلاد، بل الأمر مرتبط بوجود مسيرين لهم من الذكاء والكفاءة في التدبير، ومن العقلية الإستثمارية التي لا تعرف “السعاية” والتباكي بالفقر والأزمة المالية، ما يجعلهم يخططون جيدا لينجحوا في مهمتهم.

تاريخنا الكروي المغربي يتحدث عن أندية عُرفت على مدار عشرات السنين بإنجاب المواهب وتزويد البطولات الأجنبية والمنتخبات الوطنية بأجود اللاعبين، وكان الجميع يعرف أنها مدارس حقيقية لتفريخ “الكوايرية”،ويكفي أن نذكر المغرب الفاسي والنادي القنيطري والرجاء والوداد والجيش والرشاد البرنوصي واللائحة طويلة وعريضة.

هذه الأندية لو كانت قد استمرت في “صباغتها” القديمة بالإعتماد على أبنائها والثقة فيهم، وطورت عملية التكوين وفق مناهج حديثة، واستثمرت في الكم الهائل من المواهب الكروية المنتشرة في مدن وقرى المغرب، وأهلتهم للعب في أعلى مستويات كرة القدم، لكانت اليوم تتقاطر عليها عروض أعرق الأندية الأوربية من أجل استقطاب مواهبها، ولَكُنا حاليا في أنديتنا المغربية نتربع على قائمة أغنى الأندية الإفريقية بمداخيل صفقات اللاعبين.