الإدريسي: مقاطعة الجماهير للديربي ممارسة لحرية التعبير ويجب احترامها

أكد بدر الدين الإدريسي، رئيس تحرير صحيفة المنتخب الرياضية، أن مقاطعة جماهير الوداد والرجاء لمباراة “الديربي” المرتقبة، السبت 12 أبريل 2025، تأتي في إطار حقهم في التعبير عن استيائهم، معتبرًا أن هذا الموقف يعود إلى حالة من الإحباط التي عاشتها الجماهير بسبب “المحن التي مرت بها” في الفترة الأخيرة.

وأوضح الإدريسي في تصريح خاص لصحيفة “صوت المغرب” أن “مقاطعة الديربي تعود في النهاية إلى جماهير الفريقين، الذين اتخذوا هذا الموقف وقدموا تبريراتهم، والتي علينا قبولها في إطار حرية التعبير المكفولة للجميع”.

وأضاف الإدريسي أنه “من حيث الشكل، يمكننا فهم المقاطعة، ولكن من حيث المضمون، أعتقد أنها تسيء إلى مباراة بحجم الديربي، وكذلك تسيء إلى احتفالية إعادة فتح مركب محمد الخامس”.

وأشار المتحدث إلى أن سلوك المقاطعة يعكس معاناة الجماهير نتيجة العديد من الإجراءات التي تعرضت لها، مثل إغلاق الملعب والتضييق على تنقلاتهم، وهو ما جعلها (الجماهير) تشعر بالتهميش والظلم.

وأعرب الإدريسي عن احترامه الكامل لجماهير الفريقين وحقها في التعبير عن امتعاضها، لكنه كان يتمنى لو لم يتم اتخاذ قرار المقاطعة، خاصة في وقت يتزامن فيه الديربي مع إعادة فتح أحد المعالم الرياضية المهمة في المغرب.

وأضاف: “كنت أتمنى أن لا تحدث هذه المقاطعة، لأن الديربي كان سيكون مميزًا خاصة وأنه يتزامن مع إعادة الحياة لمركب محمد الخامس”.

وكانت جماهير الوداد والرجاء قد تمسكت بقرارها القاطع بمقاطعة مباراة “الديربي”، في خطوة احتجاجية تعكس حجم الغضب الشعبي ضد ما وصفته الفصائل المشجعة بـ”الاستغلال والتضييق الممنهج” على الجمهور الكروي.

وأكد مصدر خاص لصحيفة “صوت المغرب”، مقرب من إحدى المجموعات المشجعة، أن الأسباب الحقيقية لهذه المقاطعة تتجاوز ما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، موضحًا أن “كرامتنا كجماهير على المحك”.

وأضاف أن “المقاطعة قرار سيادي نابع من قناعة راسخة بأن الجمهور لن يكون أبدًا أداة تسويقية تُستغل في حملات تجميلية أو مناسباتية”.

كما أشار المصدر إلى أن المقاطعة تأتي أيضًا احتجاجًا على ما وصفه بـ”الاعتقالات التعسفية” التي تطال المناصرين، إضافة إلى اعتراض الجماهير على مقتضيات الفصل 507 من القانون الجنائي، الذي يُستخدم، حسب تعبيره، “لتجريم الحضور والدعم الجماهيري بدل حمايته”.

وتكتسب هذه المقاطعة رمزية خاصة، كونها تأتي في وقت يتسم بتصاعد التوتر بين السلطات وفصائل الألتراس، بعد موسم رياضي “صعب” تخللته مضايقات، أبرزها منع تنقل المشجعين إلى مدن أخرى، “والتضييق الأمني”، فضلًا عن مشاعر التهميش التي رافقت تدبير ملف الفريقين الكبيرين على المستويين الإداري والمالي.

يذكر أن المباراة، التي سيحتضنها ملعب مركب محمد الخامس بالدار البيضاء، تنطلق عند الساعة الثامنة مساء بتوقيت المغرب.