الإدريسي: تلاميذ المغرب ينتصرون لفلسطين ويوقظون الذاكرة العربية

في مشهد لافت، خرج آلاف التلاميذ المغاربة، الإثنين 7 أبريل 2025، في مظاهرات حاشدة بعدد من المدن المغربية، تضامنًا مع الشعب الفلسطيني في وجه العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة والضفة الغربية.
وجاءت هذه التحركات استجابة لنداء الإضراب العالمي الذي دعت إليه منظمات نقابية وشعبية عبر العالم، للتنديد بحرب الإبادة والتهجير القسري التي يتعرض لها الفلسطينيون.
وقد انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي صور وفيديوهات توثّق مسيرات التلاميذ التي جابت الشوارع الرئيسية في مختلف المدن، حيث رفع المشاركون شعارات تعبّر عن التضامن مع القضية الفلسطينية، وتحيّي صمود المقاومة في وجه آلة القتل والدمار.
وفي السياق، أكد المفكر الإسلامي أبو زيد المقرئ الإدريسي أن خروج التلاميذ والأطفال المغاربة في مظاهرات داعمة لفلسطين، ليس أمرًا غريبًا، بل هو نتيجة طبيعية “لهذا الفجور المتواصل، والامتداد الزمني المهلك، والمناظر المؤلمة التي تقتحم الوعي والكرامة”.
واعتبر المقرئ الإدريسي في تصريح لصحيفة “صوت المغرب” أن السبب المباشر لتحرك هؤلاء التلاميذ هو “إدراكهم أن أغلب ضحايا الحرب من أبناء سنّهم، أطفال مثلهم يحلمون باللعب، والفرح، والبراءة، والأمان، قبل أن تنقض عليهم آلة القتل الإسرائيلي”.
وأوضح الإدريسي أن الشعارات التي رفعها التلاميذ، مثل “السنوار” و”صلاح الدين”، تعبّر عن بداية عودة الأمة إلى هويتها الدينية والتاريخية، مشيرا إلى أن معالم هذا التحول بدأت منذ نكسة 1967، عندما اكتشف الناس أن الأنظمة العربية اتبعت سياسات علمانية تابعة للاستعمار، ما أدى إلى سلسلة من الهزائم المذلة أمام إسرائيل وأمريكا.
وانتقد الإدريسي استمرار التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، معتبرًا أن “ما بقي لنا هو الوعي الإسلامي، والهوية الإسلامية، والتاريخ الإسلامي، في ظل حذف متعمد لمعالم الأمة من المناهج التعليمية، ومحاولات طمس الذاكرة والانتماء”.
وأوضح أنه “كان يفضل أن تبقى الاحتجاجات سلمية وفي غير أوقات الدراسة أو العمل، تجنّبًا للخسائر، إلا أن طغيان إسرائيل دفع القوى الوطنية إلى الدعوة للإضراب، فاستجاب له التلاميذ والطلبة أولًا، كما حدث تاريخيًا في كل مراحل النضال ضد الاستعمار”.
وفي سياق متصل، شبّه الإدريسي ما يجري في غزة اليوم بحرب لا مثيل لها، “تفوق فظاعة حروب هولاكو”، موضحًا أن الأخير “كان يحارب جيوشًا، بينما إسرائيل تحاصر وتبيد شعبًا أعزل، محاصرًا منذ أكثر من عشرين عامًا، ومحرومًا من مقومات الحياة الأساسية، ويتعرض لحروب سنوية متواصلة بآليات متطورة وأسلحة فتاكة”.
واستنكر المفكر المغربي مزاعم الاحتلال بشأن نقض الهدنة، قائلًا: “لقد قبلت حماس الهدنة ورضيت بها رغم قساوتها، لكن إسرائيل خرقتها بدعم أمريكي سافر”، مضيفًا أن “نتنياهو زوّر وثيقة نُسبت إلى يحيى السنوار لتبرير خرق الاتفاق، والفضيحة وصلت إلى القضاء الإسرائيلي، حيث يُحاكم اثنان من كبار مساعديه بتهمة التزوير”.
وختم الإدريسي تصريحه بالقول: “لا نطلب من حكامنا الآن أن يساعدوا إخوانهم، ولا حتى أن يقفوا على الحياد لا سمح الله، نطلب فقط أن يكفّوا عن دعم العدو الصهيوني بالسلاح، والمعلومة، والمال، والفضاء، والبترول الذي يملأ طائراته لقتل الأبرياء”.