الأندية الوطنية ورواتب اللاعبين
التحول الكبير الذي عرفته كرة القدم المغربية بين نهاية تيسعينيات القرن الماضي واليوم على مستوى الإمكانيات المادية والتجهيزات الرياضية واللوجيستيكية المخصصة للأندية، لم يوازه تطور المستوى التقني العام للاعبين والمدربين.
إذ على العكس من ذلك أصبح الجميع يتحسر على مستوى مباريات البطولة الوطنية خلال أزمنة الفقر والخصاص و”الصينية ” ولاعبيها المهرة الذين كانوا يمنحون الجمهور الكروي فرجة أسبوعية جميلة أصبحنا ناذرا ما نشاهدها اليوم في زمن “الخير والخمير”.
خلال الأشهر الأخيرة وأمام المردود التقني الهزيل للمباريات وآداء اللاعبين المتواضع بدأ جمهور البطولة الوطنية من خلال وسائل التواصل الإجتماعي يثير باستغراب قيمة صفقات انتدابهم ورواتبهم الشهرية المرتفعة جدا مقارنة مع مستواهم التقني والمهاري وبعض سلوكاتهم الهاوية داخل الميدان وخارجه.. طبعا هذا الإنتقاد لم يتقبله المعنيون به ويعتبرونه فقط تحاملا مجانيا وجهلا من المنتقدين بقيمة الأجور التي أصبحت تدور في فلك كرة القدم العالمية حاليا.
لاعبونا عندما يقارنون رواتبهم بالرواتب التي تمنحها الأندية الأوربية للاعبيها ومدربيها، ينسون أن هذه الأخيرة هي مؤسسات اقتصادية مستقلة وشركات استثمار منتجة تعيش بفضل عائداتها المالية من سوق الإشهار و النقل التلفزي و كذلك بيع منتوجاتها التي تحمل شعار النادي .. الأندية الأوربية لا تعيش بفضل دعمها من طرف الهيآت المنتخبة والقطاعات الوزارية بالمال العمومي، بل إن هذه الأندية بلاعبيها ومدربيها هي التي تدعم صناديق الدولة بآداء الضرائب على رواتبهم المرتفعة.
المواطن المغربي المتتبع لمباريات البطولة الوطنية من حقه أن يتساءل عن الرواتب المرتفعة المخصصة لللاعبين و المدربين (المعفاة من أي ضريبة على الدخل) و يقارنها بمستواهم التقني طالما أن أنديتهم عاجزة لحد الآن عند تأسيس شركات رياضية حقيقية تستثمر في قاعدتها الجماهيرية الكبيرة و تسوق منتوجها الكروي داخل و خارج البلاد و تستغني عن الدعم العمومي الذي لم يعد من المقبول بعثرته على ” الدبيز ” والتسيير الهاوي.