story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

الأمطار في الأطلس الكبير تعيد للساكنة رعب ليلة زلزال الثامن شتنبر

ص ص

لا تزال معاناة ساكنة “الأطلس الكبير” مستمرة، فبعد أن دمرت هزات زلزال الثامن من شتنبر العنيفة منازلهم، جاءت زخات المطر القوية في فصل الشتاء لتعيد رعب ليلة الزلزال من زاوية أخرى وفي غياب تام لأسقف آمنة.

ويحكي مواطن من إقليم الحوز، لصحيفة “صوت المغرب”، حجم الذعر التي خلفته كارثة الأمطار ليلة أمس الخميس 18 يناير 2024، قائلا إن الأوضاع التي بات يعيشها سكان المناطق المنكوبة تسببت في واقع كارثي، وخلفت خسائر وخيمة، فالخيام لم تتحمل قوة الرياح، مما أدى إلى اقتلاعها”.

ودعا المتحدث ذاته السلطات الرسمية للتدخل العاجل وأخذ التدابير اللازمة لمواجهة تبعات الزلزال، خاصة في ظل التساقطات المطرية والرياح العاتية، موضحا أن “كل ما ظل لساكنة المناطق المنكوبة مجرد بقايا خيام، كانت تقيهم بشكل يسير من البرد”.

وعن الظروف السكنية في هذه المناطق، أوضحت المنسقة الإقليمية للائتلاف المدني من أجل الجبل بإقليم الحوز، نجية أيت امحند، في هذا السياق أنه “بعد مرور ما يزيد عن مائة يوم على محنة الزلزال، لازالت الساكنة تجهل طول مدة بقائها في الخيام، التي لا تستجيب لمعايير برودة الطقس ولا للتساقطات المطرية القوية”، مبرزة أن العديد من ساكنة المناطق المنكوبة أرسلت بشكل متكرر شكايات لدى القيادة، ليتم إرسالها فيما بعد إلى العمالة، لكن لم يتوصلوا بأي رد بعد إرسالهم لها، ما يعمق حجم معاناتهم أكثر”.

دراسة معلقة

وتقول أستاذة تدرس بدوار دو أزرو  في إقليم تارودانت، في حديثها لصحيفة “صوت المغرب”، إنها عاشت ليلة مرعبة، لم يقل وطأة فاجعتها عن كارثة الليلة التي ضرب فيها الزلزال، مسجلة أن “الساكنة استفاقت على خراب واقتلاع الأقسام البلاستيكية المركبة، بسبب الرياح القوية التي لم يتوقف عصفها منذ أمس إلى غاية صباح اليوم الجمعة”. 

وأضافت أن ” الدراسة توقفت لم يعد بمقدورنا أن ندرس في أوضاع مشابهة للتي نعيش في ظلها اليوم، الأمطار خربت كل شيء”.

وتوصلت “صوت المغرب” بصور  خاصة أظهرت حجم تفاقم أزمة التعليم بجهة الحوز والمناطق المجاورة لها، حيث اقتلعت الأقسام المركبة الليلة الماضية إثر اشتداد سرعة الرياح والمطر وتناثر الغبار.

احتاجاجات بالمئات

وخرج مئات المتظاهرين القاطنين بالدواوير المتضررة إلى الشوارع، للتعبير عن الغضب والإحباط، بعد أسابيع من انتظار المساعدات والشروع في مرحلة الإعمار إلى جانب غياب التعويضات.

في هذا السياق، أكدت المنسقة الإقليمية للإئتلاف المدني من أجل الجبل بإقليم الحوز، أن “الساكنة تنتظر بفارغ الصبر الدعم الاستعجالي، و أي تواصل رسمي يوضح  لها متى تستفيد الساكنة من البناء” مذكرة بأنه “رغم أن بعض الدواوير توصلت بمنازل متنقلة من طرف بعض الجمعيات، لكن عددها لا يستطيع تغطية حجم حاجيات المتضررين من أماكن الإيواء”.

تخوفات “تجد تأكيدها”

ولم تخفت الأصوات الحقوقية في الحديث عن الأوضاع السيئة التي عاشتها ساكنة الدواوير المتضررة، في هذا الصدد، قال رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان عزيز غالي، إن تخوفات الجمعية وتحذيراتها المتكررة التي لم تتوقف عن التعبير عنها منذ بدء محنة الزلزال، وجدت تأكيدها الآن في الفيديوهات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي التي تظهر مدى سوء تداعيات الزلزال على الساكنة المنكوبة، خاصة في فصل الشتاء والأمطار التي شهدت عليها عدة جهات المملكة في الليلة الماطرة الماضية.

وسجل غالي أن ” الجمعية تتوصل بشكل يومي بآلاف الشكايات والاتصالات المتكررة من ساكنة دواوير وقرى منطقة الحوز، تطالب فيها بتوفير المساعدات الغذائية وبعض الاحتياجات الخاصة”، لافتا إلى أن الساكنة لا تزال تقطن في نفس الخيام التي أنشئت في البداية، ما يجعلها لا تستجيب لمقومات مواجهة فصل الشتاء وبرودة الطقس، فالوضعية كارثية بكل المقاييس”.

وكانت الجمعية قد عبرت بتاريخ 17 يناير 2024، في بيان لها عن استيائها الكبير بخصوص الغموض الذي يكتنف تدابير وإجراءات معالجة تداعيات الزلزال وعلى رأسها الحق في الدعم، والسكن، والبنيات، والخدمات الأساسية.

كما استنكرت الجمعية عدم استفادة غالبية المتضررين من زلزال “الأطلس الكبير”  من دعم الوقائع الكارثية، وتركهم في خيام  تعرضهم لمخاطر الطبيعة وتقلبات الأحوال الجوية، رغم تقديمهم بشكل متكرر نداءات إلى المسؤولين.

مساعي إعادة الإعمار

وفي إطار مساعيها لإعادة الإعمار، اتخذت الحكومة خطوات مباشرة تروم تخصيص مساعدة مالية مباشرة بقيمة 140 ألف درهم للمساكن التي انهارت بشكل كلي، و80 ألف درهم لتغطية أشغال إعادة تأهيل المساكن التي انهارت جزئيا، بعد عمليات قبلية للخبرة وأشغال التهيئة وتثبيت الأراضي.

وفي هذا الصدد، كانت  المنسقة الإقليمية للائتلاف المدني من أجل الجبل بإقليم الحوز، في تصريح سابق لـ”صوت المغرب”، قد عقدت مقارنة بين “من يقطن في بيت تقيه جدرانه قساوة البرد ويشتكي من البرد وبين من يعيش في خيمة بلاستيكية في درجات حرارة أقل من الصفر”، ذلك لإبراز حجم معاناة ساكنة المناطق التي تضررت بسبب زلزال الثامن من شتنبر.

بالإضافة إلى أنها أكدت أنه “لازال تدخل الدولة يقتصر على توفير خيام فقط، وحتى الجمعيات المتطوعة لا تستطيع توفير المزيد من المنازل المتنقلة بسبب غلاء تكلف تصنيعها ونقلها إلى الدواوير المتضررة”.