الأشعري: الاستمرار في حكومة جطو كان خطأ ندمت عليه
انتقد محمد الأشعري كل من يصورون استمراره في الحكومة بعد انتخابات 2002 التي فاز بها حزب الاتحاد الاشتراكي، على أنها خيانة للراحل عبد الرحمان اليوسفي الذي تم استبدل كوزير أول حينها بالتكنوقراطي ادريس جطو، مشيرا إلى أن استمراره في الحكومة كان بمثابة خطأ.
وأفاد الشاعر والروائي والوزير السابق للثقافة باسم حزب الاتحاد الاشتراكي في حكومة التناوب، أثناء حلوله ضيفا على برنامج “ضفاف الفنجان” الذي يبث على منصات صحيفة “صوت المغرب”، أن الحزب كاملا قرر الاستمرار في الحكومة.
وأوضح الوزير السابق، أنه تمنى لو أتيحت له إمكانية الانسحاب من الحكومة بقرار شخصي، مؤكدا أن ما منعه آنذاك من الاستقالة هو أنه كان وزيرا حزبيا “فالأهم يصبح هو القرار الحزبي ولس القرار الشخصي”.
ورد الأشعري على الذين يصوّرون الاستمرار في الحكومة كما لو كان خيانة لاختيار عبد الرحمان اليوسفي. قائلا إن “المرحوم كان يتمتع بمصداقية كبيرة داخل الحزب، وله كاريزما كبيرة، وكان يمكن لو كان هذا هو اختياره، أن يأتي إلى اللجنة المركزية ويقول لقد تم خرق المنهجية الديمقراطية، ويجب التوقف عند هذا الحد، لكنه لم يقل ذلك”.
الندم على الاستمرار
اعتبر محمد الأشعري أن ما حصل من الناحية السياسية في 2002 كان خطأ، “وأنا شخصيا قمت بنقد ذاتي خاص، وقلت ربما كان يُسمح للسياسيين بأن يذهبوا في هذا الحل التوفيقي والاستمرار في الحكومة من أجل استكمال الاوراش، لكن أنا لم يكن مسموحا لي شخصيا، لأنني كان يجب أن آخذ مسافة كأديب وكمثقف من هذا الأمر. أي كان بإمكان أن أقول: حتى إذا كان ذلك يرضيكم ويقنعكم فأنا شخصيا لن أكون فيه، لكنني لم أفعل ذلك”.
وأفاد أنه استمر في حكومة جطو “التي لم تكن إطلاقا حكومة سيئة، بالعكس احتفظ بصورة جيدة عن الطريقة التي كان يتعامل بها الأستاذ إدريس جطو وطريقة قيادته للحكومة والمكانة التي كانت للاتحاديين فيها، فقد كانوا قوة أساسية داخل الحكومة. كما أحتفظ بصورة إيجابية عن الأشياء التي أنجزها في وزارة الثقافة أو استطعت مواصلة إنجازها مع الأستاذ إدريس جطو”.
التراجع الديمقراطي عام 2007
واعتبر الأشعري أن سنة 2007 شكلت نقطة الانعطاف التي تراجع فيها المغرب عن الطموح أو الحلم الديمقراطي، “أقول 2007 لأنها شهدت إنذارا قويا لم ننصت إليه، وهو تدني نسبة المشاركة وحصول حزب الاتحاد الاشتراكي على الرتبة الخامسة، وفي ذلك الوقت طالبت بعقد مؤتمر استثنائي لتقييم تجربة حكومة التناوب وتجربة المشاركة في الحكومة التي بعدها”.
وقال الأشعري إن “الاستمرار الأعمى في سياسات التوافق كانت له نتائج وخيمة على العمل السياسي بصفة عامة في المغرب، وليس على الاتحاد الاشتراكي فقط”، متسائلا في نفس الوقت “وإلا لماذا بات المغاربة يتخلفون عن المشاركة في الانتخابات؟ لأنه بالنسبة إليهم لم يعد هناك أي تمايز يسمح لهم بالاختيار. وأصبح لمقولة “كلشي بحال بحال” ما يبررها في الواقع.
لقراءة الحوار كاملا، يمكنكم الاشتراك في مجلة “لسان المغرب” بالضغط على الرابط