الأسود تتأهب للانقضاض على غزلان المينا في ليلة الخطوة الأخيرة نحو المونديال

تتجه الأنظار، مساء الجمعة 5 شتنبر 2025، إلى المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، الذي يفتتح رسمياً في حلة جديدة، حين يستضيف المباراة المنتظرة بين المنتخب الوطني المغربي الأول لكرة القدم ونظيره النيجري، لحساب الجولة السابعة من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026.
ليلة التأهل
ويدخل “أسود الأطلس” المباراة بمعنويات عالية بعد تحقيقهم العلامة الكاملة في التصفيات حتى الآن (15 نقطة من خمس مباريات)، متصدرين المجموعة الخامسة بفارق ست نقاط عن تنزانيا، أما منتخب النيجر، بقيادة المدرب المغربي بادو الزاكي، فيسعى إلى استثمار خبرة مدربه وخلق المفاجأة أمام خصم يعرفه جيداً.
وتفصل أسود الأطلس خطوة صغيرة نحو العبور لمونديال القارة الأمريكية، إذ تكفيهم نقطة التعادل لحجز بطاقة التأهل للعرس العالمي للمرة الثالثة على التوالي في إنجاز غير مسبوق لكرة القدم الوطنية.
ويمنح سجل المواجهات بين الطرفين أفضلية واضحة للمغرب، الذي فاز في تسع مباريات من أصل عشر، بينما لم ينجح “الغزلان” سوى في انتصار يتيم سنة 1991.
ومنذ أول لقاء جمعهما في تصفيات أولمبياد 1972، ظل التفوق مغربياً، وصولاً إلى آخر مواجهة في مارس الماضي برسم ذهاب تصفيات مونديال 2026، انتهت بفوز الأسود بهدفين لواحد، الأمر الذي يعزز ثقة المنتخب الوطني، لكن في الوقت ذاته يشكل ضغطاً إضافياً لضرورة الحفاظ على هذا السجل الناصع.
قمة تكتيكية
وتحمل المباراة، التي تنطلق عند الساعة الثامنة مساءً بتوقيت المغرب، بعداً تكتيكياً مثيراً بين مدربين مغربيين يعرفان بعضهما جيداً، ولهذا ركز مدرب المنتخب الوطني، وليد الركراكي، خلال معسكر المعمورة، الذي انطلق الإثنين فاتح شتنبر، على ضبط التوازن بين الانضباط الدفاعي وتنويع الخيارات الهجومية، مع تدريبات مكثفة على التمريرات السريعة والضغط العالي.
كما أن الحصة الأخيرة التي أجريت، مساء الخميس 4 شتنبر 2025، على أرضية ملعب الأمير مولاي عبد الله عرفت وضع اللمسات النهائية على التشكيلة الأساسية، وسط أجواء حماسية زادها التدشين الرسمي للملعب من قبل ولي العهد الأمير مولاي الحسن حبة جديدة.
وفي المقابل، يعتمد بادو الزاكي على مجموعة متجانسة تقودها بعض العناصر الشابة، مع التركيز على الصلابة الدفاعية والمرتدات السريعة.
ولذلك، يرى المحلل الرياضي هشام رمرم أن المباراة أمام النيجر لن تكون سهلة بالنسبة للمنتخب المغربي، رغم أن الفريق قريب من ضمان التأهل مباشرة إلى كأس العالم 2026.
وأوضح رمرم، خلال حديثه مع صحيفة “صوت المغرب”، أن صعوبة اللقاء لا تأتي فقط من المنافس، بل أيضًا من الضغوط النفسية والفنية المرتبطة بظروف المباراة، خاصة مع افتتاح ملعب مولاي عبد الله الجديد بسعة كبيرة وحضور جماهيري كثيف، حيث نفدت التذاكر بسرعة، ما يزيد من أهمية التركيز والانضباط داخل أرضية الملعب.
وأضاف المتحدث أن اللقاء يمثل فرصة مهمة لتقييم أداء اللاعبين الشباب والجدد، لا سيما نائل العيناوي، الذي وصفه بالإضافة القوية للفريق الوطني.
وقال: “العيناوي انتقل مؤخرًا إلى روما بمبلغ محترم بالنسبة لعمره، وهذه خطوة كبيرة في بداية مشواره الاحترافي، ومن المتوقع أن يسهم في تعزيز وسط الميدان وحل بعض الصعوبات التكتيكية التي ظهرت بعد الانتقالات الأخيرة”.
وأشار هشام رمرم كذلك، إلى أن مواجهة النيجر تشكل فرصة لاختبار قدرة اللاعبين الجدد والعائدين على التأقلم السريع مع الفريق، وتحمل الضغط الجماهيري والأداء التكتيكي المطلوب.
وخلص المحلل الرياضي إلى أن المباراة، رغم أن الرهان على التأهل شبه محسوم، تمثل اختبارًا مهمًا لقدرة المنتخب على إدارة الضغوط، واستثمار الفرص الفردية والجماعية، مع الحفاظ على الانضباط التكتيكي قبل الانطلاق في الاستحقاقات الكبرى المقبلة، وعلى رأسها كأس أمم إفريقيا 2025، وكأس العالم 2026.
وكان المنتخب الوطني قد استهل معسكره التدريبي بحصة استرجاعية الاثنين الماضي، تلتها حصص مكثفة يومي الثلاثاء 2 والأربعاء 3 شتنبر الجاري في مركب محمد السادس لكرة القدم بالمعمورة، حيث أولي اهتمام خاص للجانب البدني، خصوصاً بالنسبة للاعبين العائدين من الدوريات الأوروبية، بهدف تفادي الإرهاق والإصابات.
يشار إلى أن الطاقم التحكيمي للمباراة سيكون كونغولياً بقيادة جان جاك نغامبو ندالا، يساعده بلايز نيبينا سيبوتو وغويلاين نغيلا بونغيلي، بينما أسندت مهمة الحكم الرابع للويس موامبا ماسانغوني، تحت إشراف المقيّم الأنغولي مانويل كانديدو ومراقبة البوركينابي موسى داهاني.