الأسماك المغربية تعود لمليلية بعد الإعلان عن موعد استيرادها

بعد نجاح أول عملية تصدير إلى المغرب، أعلنت مندوبة الحكومة الإسبانية في مليلية صابرينا محمد عبد القادر أن الأسماك المغربية سوف تعود إلى المدينة المحتلة، الثلاثاء القادم، مع أول شحنات استيراد من المغرب عبر معبر بني إنصار منذ 2020، بعد إعادة فتح الجمارك.

وقالت صابرينا في اجتماع ترأسته، الخميس 13 فبراير 2025، إن نقطة التفتيش الصحية باتت جاهزة للعمل في ميناء المدينة، مشيرة إلى أنه “خلال الأيام القادمة وحتى يوم الثلاثاء، سيتم الانتهاء من التفاصيل الأخيرة لضمان استيراد الأسماك دون أية مشاكل”.

وترى صحيفة إل فارو دي مليلية أنه إذا تم الالتزام بالموعد الذي أعلنته صابرينا محمد، فإن الأسماك المغربية التي تحظى بتقدير كبير لدى سكان مليلية، “ستعود إلى الأسواق بعد خمس سنوات من إغلاق الحدود بسبب جائحة كوفيد-19 في عام 2020”.

وأفادت بأنه “لا شك أن هذه أخبار سارة”، إذ أن السمك المغربي يعد دائما محل ترحيب كبير لدى المستهلكين في المدينة المحتلة، سواء كانوا أفرادا، أو أصحاب المطاعم والمقاهي، موضحة أنه “يتميز بسعره المعقول لجميع الفئات وتنوع أنواعه”، فضلا عن كونه “يصل إلى مليلية بعد صيده بليلة واحدة فقط، مما يضمن جودة عالية ونكهة طازجة، بل وحتى رائحة مميزة”.

بدورها أعلنت مندوبة الحكومة الإسبانية في سبتة المحتلة كريستينا بيريز لوسائل الإعلام، الخميس 13 فبراير 2025، أن الأسماك ستكون كذلك أحد المنتجات التي سيتم العمل على إدخالها بشكل أكبر، لكنها لم تحدد موعد أول عملية استيراد.

وتمكنت شاحنة تجارية إسبانية من عبور جمارك سبتة المحتلة نحو مدينة الفنيدق، في سابقة وصفتها وسائل إعلام إسبانية بـ”التاريخية”، إذ أنها المرة الأولى التي تعبر فيها شاحنة محملة ببضائع معلنة رسميا من معبر “باب سبتة” بعد استكمال جميع الإجراءات الجمركية.

وانطلقت الشاحنة، الثلاثاء 12 فبراير 2025، محملة بمنتجات مرتبطة بقطاع السيارات في تمام الساعة 15:25، بينما غادرت شاحنة أخرى محملة بمنتجات منزلية مليلية المحتلة، في الساعة 19:30، وكلاهما نجح في تسليم البضائع للجانب المغربي بعد عدة محاولات باءت بالفشل خلال يناير الماضي وبداية فبراير الجاري.

وبينما تعد الشحنة القادمة من مليلية أول عبور عبر جمارك المدينة المحتلة شمال شرق البلاد منذ 2020، فإن الشحنة التي عبرت معبر “باب سبتة” تعتبر أول رحلة تجارية رسمية على الإطلاق، وهي خطوة رئيسية نحو “تطبيع العلاقات التجارية”، وفق ما أشار إليه الجانب الإسباني.

في هذا الصدد، قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، الأربعاء 12 فبراير 2025، إن إسبانيا والمغرب يعملان لضمان “عدم التراجع بعد أول عبور رسمي للسلع عبر جمارك سبتة، حيث لم تكن هناك جمارك من قبل، والثاني عبر مليلية، التي أغلقتها الرباط في عام 2018″، وفقا لصحيفة إل فارو دي سبتة.

وأوضح ألباريس، من باريس حيث يشارك في اجتماع مع نظرائه الأوربيين، أن شاحنة جديدة محملة بالبضائع “عبرت الثلاثاء من مليلية إلى المغرب، بينما شهدت سبتة لأول مرة في التاريخ عبور سلع نحو الأراضي المغربية”.

وأشار الوزير إلى أن “الجمارك الإسبانية والمغربية تواصلان العمل المشترك بشكل طبيعي لضمان استمرار تدفق السلع عبر المعابر الجمركية في المدينتين ‘المستقلتين’، بحيث يكون هذا الأمر نهجا دائما بلا رجعة”.

يذكر أنفتح الجمارك كان أحد البنود الرئيسية في البيان المشترك الذي وقعه البلدان في 7 أبريل 2022، عقب اجتماع بين الملك محمد السادس ورئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، والذي أنهى أزمة دبلوماسية بين البلدين، لفتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية.