story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

اقتلعت الخيام وفصول دراسية.. رياح قوية تُعمّق جراح متضرري زلزال الحوز

ص ص

تتواصل معاناة ساكنة إقليم الحوز، المتضررة من زلزال 08 شتنبر 2023، في ظل ظروف مناخية قاسية فاقمت وضعهم الإنساني الصعب، كان آخرها اقتلاع خيام الإيواء وعدد من الفصول الدراسية، جراء رياح قوية ضربت المنطقة الأربعاء 09 أبريل 2025، مخلفة أضرارًا مادية كبيرة وتأثيرات نفسية عميقة، خاصة في صفوف النساء والأطفال.

وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورًا وفيديوهات توثق لحظات الرعب التي عاشها سكان عدد من الدواوير، من بينها دوار ادوزرو بجماعة أزگور، حيث تضرر قسم خاص بالتعليم الأولي بشكل كامل، وتطايرت محتوياته.

وفي السياق، قال حسن إرغي، فاعل مدني بجماعة أزگور، إحدى الجماعات المتضررة من زلزال الحوز، إن سكان المنطقة يعيشون أوضاعًا إنسانية صعبة للغاية، مشيرًا إلى أن من أبرز التحديات التي تواجههم في الآونة الأخيرة الرياح القوية التي تسببت في أضرار مادية ونفسية جسيمة.

وأكد إرغي في تصريح لصحيفة “صوت المغرب” أن الرياح العاتية التي هبّت خلال اليومين الماضيين أدت إلى اقتلاع العديد من الخيام، وحتى المساكن المؤقتة المشيدة بالقصدير لم تصمد، مضيفا أنه: “في دوار ادوزرو، تضرر قسم خاص بالتعليم الأولي بشكل كامل، وتطايرت الكراسي والأغطية، ولم يتبق منه شيء يُذكر”.

معاناة مستمرة

وأوضح المتحدث أن السكان يواجهون هذه الظروف المناخية القاسية منذ أزيد من سنة ونصف، دون تحسّن يُذكر في أوضاعهم الاجتماعية، قائلا: “شخصيًا عشتُ بعض هذه اللحظات المرعبة، الرياح هبّت ليلًا، وكان بين السكان رُضّع ونساء مذعورات لا يعرفن أين يلجأن، والخروج من الخيمة خطر، والبقاء داخلها أكثر رعبًا”.

وأشار إلى أنه، رغم مرور هذه العاصفة دون أضرار جسدية جسيمة، إلا أن التأثير النفسي كان عميقًا، خاصة وأن السكان لم يتجاوزوا بعد الصدمة النفسية للزلزال، مما يزيد من هشاشتهم في مواجهة هذه الظروف الصعبة.

وأضاف إرغي أن جماعة أزگور لا تزال من المناطق التي يسكن فيها المواطنون داخل الخيام والمنازل المؤقتة، في ظل تقلبات مناخية حادة، حيث ترتفع فيها درجات الحرارة داخل الخيام بشكل خانق خلال الصيف، وتُسجَّل حالات اختناق، وفي الشتاء تعاني الساكنة من البرد القارس، خصوصًا في المناطق الجبلية حيث تنخفض درجة الحرارة إلى ما دون الصفر.

دعوة لتسريع وتيرة الإعمار

وفي السياق ذاته، وجّه الفاعل المدني دعوة مباشرة إلى السلطات من أجل تسريع عملية إعادة الإعمار، والتدخل بشكل حازم لضمان عودة حياة الساكنة إلى طبيعتها في أقرب وقت.

وأكد أن هناك “منازل لم تبدأ فيها الأشغال بعد، رغم مرور أكثر من عام ونصف، والتصريحات الرسمية لا تعكس الواقع”، مضيفًا أن “العديد من المواطنين لا يزالون محرومين من أبسط شروط العيش الكريم، بسبب الدعم المالي غير الكافي أو التأخر في صرفه”.

وأشار إلى أن المواطنين يواجهون ضبابية في تحديد الجهة المسؤولة، إذ يتنقلون بين القيادات والعمالات دون نتيجة، في غياب جهة واضحة يمكن محاسبتها، مبرزا أن “بعض المواطنين ذهبوا إلى الرباط بحثًا عن حلول، لكنهم أُعيدوا إلى عمالات أقاليمهم، التي رمت بالكرة إلى السلطات المركزية بالرباط، وهكذا يدخل المواطن في حلقة مفرغة من التسويف واللامسؤولية”.

توزيع غير عادل للدعم

ومن أبرز الإشكالات التي أثارها المتحدث، أن أغلب المتضررين من الزلزال، “رغم أن منازلهم تهدمت كليًا، لم يستفيدوا سوى من 80 ألف درهم فقط”، وهي القيمة المخصصة للمنازل المهدمة جزئيا، في حين أن المبلغ المخصص المهدمة كليا هو 140 ألف درهم.

وأضاف أن بعض الأسر كانت تقطن في منازل كبيرة تضم عدة عائلات، لكن مع إعادة البناء تم تخصيص مساحات ضيقة جدًا لا تتجاوز 70 إلى 80 مترًا مربعًا، مما جعلهم غير قادرين على العودة، ومُجبرين على البقاء في الخيام.

شروط “ابتزازية”

وما زاد من تعقيد الوضع، وفق تعبيره، “هو اشتراط التوقيع على التزامات مقابل الحصول على الدفعة الأخيرة من الدعم، تشمل التزام المستفيد بدخول المنزل في تاريخ محدد، حتى وإن لم تكن ظروفه جاهزة للسكن، مع التنازل عن أي مطالبة مستقبلية بفروقات التعويض أو الدفعات غير المصروفة”.

ووصف إرغي هذا الأمر بـ”الابتزاز الصريح”، مؤكّدًا أن الكثير من المواطنين عبّروا عن رفضهم لهذه الشروط المجحفة، “ما دفع السلطات في ما بعد إلى سحب بعض تلك الالتزامات بعد أن اتّضح وجود عشوائية وتخبط في التعامل مع الملف”.

وشدد المتحدث على ضرورة فتح تحقيق نزيه في ما وصفه بـ “الاختلالات الكبيرة التي شابت عملية إعادة الإعمار”، مشيرًا إلى وجود حالات لم تستفد من الدعم رغم أحقيتها، في حين استفاد آخرون لا تتوفر فيهم الشروط، دون أن تتم محاسبة أي جهة أو شخص.

وخلص إلى المطالبة بالتعامل مع هذا الملف “بالشفافية الكاملة ومحاسبة عادلة لكل المقصرين، حتى لا يشعر المواطن بأنه تُرك وحيدًا في مواجهة المأساة”، قائلا: “الحياة هنا صعبة للغاية، وكل ما نطلبه هو القليل من الدعم لنتمكن من مواجهة هذه الظروف القاسية”.