اعتصامات ومسيرات ..طلبة الطب يصعدون في وجه الحكومة ويطلقون “أسبوع غضب”
احتجاجا على غياب أي تجاوب حكومي مع مطالبهم، يستعد طلبة الطب والصيدلة إلى خوض “أسبوع غضب” ابتداء من اليوم الأحد 7 يوليوز 2024، بمسيرة وطنية واحتجاجات جهوية، للمطالبة بحل عاجل يعيط الطلبة إلى مدرجات كلياتهم، بعدما غادروها منذ أزيد من ستة أشهر، منهمين الحكومة بـ”تدبير مجحف” للأزمة، يقولون إنهم يسوقهم إلى سنة بيضاء.
وفي السياق ذاته، قالت اللجنة الوطنية للطلبة، اليوم الأحد، إن معركتهم التي يؤكدون على أنها “مستقلة عن أي توجه سياسي” لا زالت مستمرة، ومقاطعتهم للدروس والامتحانات ممتدة منذ دجنبر الماضي، وذلك “نتيجة تراكمات وتجاوزات بعيدة كل البعد عن الإصلاح الفعلي”، وأن استمرار المقاطعة “لا يعني قبول الطلبة بالسنة البيضاء، لكن إيمانا منهم بحتمية نصرهم ومشروعية مطالبهم”.
واتهم الطلبة الحكومة بالتماطل الكبير في التجاوب مع مطالبهمن ما خلف أزيد من 200 يوم دراسة مهدور، مطالبين المسؤولين بتوضحي موقفهم من الأزمة، وما إذا كانوا يدفعون بها نحو سنة بيضاء، ومعتبرين أن الجهات المسؤولة “لا ترغب في إيجاد مخرج لهذه الأزمة بل وتجعل منها آلية للتراشق والتطاحن السياسي بين الأحزاب، وفرصة لتصفية الحسابات الضيقة على كاهل مطالب طالب الطب والصيدلة بالكلية العمومية”.
وأطلق الطلبة مناشدة لكافة المسؤولين من أجل “تحضير العقل والحكمة في التعامل مع الملف المطلبي الذي لايحمل في طياته سوى مطالب تصب في مصلحة جودة تكوين طبيب وصيدلي الغد”، ومحذرين من “التهديد عبر تصريحات على مستوى الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي”.
وكشف الطلبة عن برنامج احتجاجي شبه يومي، ينطلق اليوم الأحد بإنزال محلي بالعاصمة الرباط بساحة باب الأحد، يلين غدا الإثنين 8 يوليوز إنزال جهوي أمام كلية الطب والصيدلة بأكادير، ثم مسيرة جهوية في مراكش، ومسيرة محلية في طنجة وإنزال في فاس ومسيرة وطنية يوم الثلاثاء 16 يوليوز تحت عنوان “مسيرة الغضب” بالرباط أمام قبة البرلمان.
وعبر الطلبة عن تمسكهم بالحق في ممارسة جميع الخطوات التصعيدية السلمية التي يرونها مناسبة، من اعتصامات محددة المدة ومفتوحة داخل كليات الطب والصيدلة، ما لم يتم التأسيس لحوار جدي متوج بمحضر موقع.
وكانت الحكومة، قد امتنعت عن تقديم أي تفاعل جديد مع أزمة طلبة الطب المتواصلة، بعد أن قاطع الطلبة وبنسبة كبيرة الامتحانات التي كانت قد برمجت في كلياتهم خلال الأسبوع الماضي.
وقال مصطفى بايتاس، الناطق الرسمي باسم الحكومة الخميس 4 يوليوز 2024، في ندوة صحافية أعقبت اجتماع المجلس الحكومي، إنه قدم قبل ثلاثة أسابيع، عرض الحكومة الذي قال إنه يجيب على مختلف النقاط المطروحة، وبطريقة تقنية قال إنه تم اعتمادها لتوضيح مختلف العناصر ونقديم الأجوبة.
وأضاف بايتاس أن الحكومة “تلتزم بما قدمته في عرضها”، دون تعليق عن استمرار الأزمة، وما يمكن أن تتجه إليه بعد مقاطعة الطلبة لرابع امتحانات تتم برمجتها في كلياتهم.
وكان حزب التقدم والاشتراكية، قد حمل الحكومة، وخصوصا وزارة التعليم العالي بالتحديد، مسؤولية ما وصفه بـ”الوضع الخطير” بكليات الطب والصيدلة، بعدما قاطع الطلبة الامتحانات الربيعية التي برمجتها الحكومة.
وتوقف الحزب، في اجتماع مكتبه السياسي الثلاثاء 2 يوليوز 2024، عند الوضع الخطير على صعيد كليات الطب والصيدلة، بعد تأكد استمرار مقاطعة الطلبة للامتحانات والدروس والتداريب لمدة تقارب السبعة أشهر.
التقدم والاشتراكية ليس أول حزب يحمل ميراوي بشكل خاص ووزارته مسؤولية ما آلت ليه الأوضاع داخل كليات الطب، بل إن حزب العدالة والتمنمية، وعلى لسان رئيس مجلسه الوطني إدريس أزمي، كان قد حمل ميراوي مسؤولية الوصول إلى سنة بيضاء في كليات الطب، واتهم ميراوي بالدفع نحو هذا الخيار، وقال إنه وزير “غير مسؤول”.