تصدير الأفوكادو…30 مليار لتر من الماء خسرها المغرب مقابل 1,2 مليار درهم!
يسير المغرب نحو تحقيق رقم قياسي جديد في تصدير الأفوكادو بتصديره ل 40 ألف طن من هذه الفاكهة، وهو ما أدر عليه ما يناهز (1.2 مليار درهم) 120 مليون دولار.
وأمام هاته المكاسب الاقتصادية التي حققها المغرب، وتبوئه مكانة ضمن كبار مصدري هذه الفاكهة في العالم، إلا أن عملية حسابية بسيطة تظهر حجم الخسائر المائية التي تكبدتها البلاد جراء استمرار تحقيق أرقام قياسية في تصديرها لفاكهة الأفوكادو المستنزفة للفرشة المائية، رغم ندرة المياه واستمرار حالة الجفاف التي تعرفها البلاد للسنة السادسة على التوالي.
وباعتماد معطيات المعهد الهولندي للصحة العامة والبيئة، التي تشير إلى أن كيلوغرام واحد من هذه الفاكهة يحتاج إلى 729 لترا من الماء، يتبين أن 1.2 مليار درهم التي حصدها المغرب من تصدير 40 ألف طن الأفوكادو كلفته ما يناهز 30 مليار لتر من الماء (30 مليون متر مكعب)، وهو ما يكفي لملئ 12 ألف مسبح أولمبي، أو بتعبير آخر هي نفس الكمية التي تكفي لتغطية حاجيات مدينة الدار البيضاء بأكملها من الماء لأزيد من شهر.
ويزداد هذا الرقم سوادا باعتماد معطيات أخرى عن كمية استهلاك هذه الفاكهة للماء، كتلك الصادرة عن مجلة “هيدرولوجيا وعلوم نظام الأرض” العلمية التي تشير إلى أن كيلوغراما واحدا من الأفوكادو يتطلب في الحقيقة ما يناهز 2000 لتر من الماء، حيث سيصل رقم “الخسائر المائية” لهذه ال1.2 مليار درهم إلى 80 مليار لتر أو 80 مليون متر مكعب.
وكانت تصريحات سابقة لوزير التجهيز والماء، نزار بركة أشارت إلى أن الحكومة قد قررت وقف دعم زراعة الأفوكادو، وبدأت في نهج منطق الحذف المرتبط بكمية الماء في المناطق المختلفة، وهو المنطق الذي تم الاعتماد عليه لاتخاذ قرار وقف زراعة البطيخ الأحمر في طاطا وتخفيض زراعته في زاكورة.
إلا أن الواقع يقول عكس ذلك، حيث تشير التوقعات إلى أن المغرب سيصل إلى 60 ألف طن كحجم صادرات من هذه الفاكهة خلال الموسم الفلاحي الحالي، وهو ما يشكل رقما قياسيا غير مسبوق، مما يعني مزيدا من الخسائر المائية.
وكان توسيع مناطق زراعة هذه الفاكهة قد أدى إلى الزيادة في محاصيلها ب20 بالمائة خلال سنة 2023 مقارنة بالسنة التي قبلها، وهو ما ساهم بشكل كبير في هذا النمو الذي يعرفه الموسم الحالي.
بل واتجه المستثمرون المغاربة إلى الانفتاح على أسواق عالمية جديدة مثل جورجيا، حيث قام المغرب لأول مرة بإرسال شحنة مباشرة لفاكهة الأفوكادو من نوع “هاس” إلى جورجيا، وذلك بفضل التعاون بين أحد المستوردين المحليين وسلسلة أحد المتاجر الكبرى، مما أتاح للمستهلكين الجورجيين إمكانية الوصول إلى كمية وفيرة من الأفوكادو المغربي بسعر منخفض.