استطلاع: المغاربة أقل ترددا على قاعات السينما بسبب منصات “الستريمينغ”
أفاد استطلاع رأي حديث، أجرته صحيفة “ليكونوميست”، بشراكة مع مجموعة “سينورجيا” أن 58 بالمائة من المغاربة قلصوا من نسبة ترددهم على قاعات السينما والمسرح منذ بدء استخدامهم لمنصات “الفيديو تحت الطلب” (ٍVOD) ك”نتفلكس” و”أمازون برايم فيديو” و”ديزني +”.
ويوضح ذات الاستطلاع تغير عادات استهلاك المغاربة للأفلام والمسلسلات نحو هذه المنصات نظرا لطبيعة المحتوى الذي توفره، حيث يمكن لمستخدمي هذه المنصات مشاهدة محتوياتهم المفضلة في أي زمان ومكان حال صدورها، مع إمكانية التوقف والعودة إلى المشاهدة وقتما أرادوا، على عكس مشاهدة نفس المحتويات على التلفاز وما يتطلبه ذلك من التقيد بزمن عرض الفيلم الذي تفرضه القناة والجلوس أمام الاشهارات التي تخلل عرض المحتوى.
نفس الأمر بالنسبة لقاعات السينما والمسرح، والتي تتطلب الحاجة إلى التنقل لقاعة العرض، ويبدو أن هذا النمط في الاستهلاك، حسب الدراسة، يبدوا أكثر انتشار ضمن فئة الشباب الأقل من 45 سنة، فيما تظل الفئة الأكبر سنا أقل انجذابا لهذه المنصات.
هذا التغير في نمط الاستهلاك ليس حكرا على المغرب فقط، بل هو جزء من توجه عالمي بدأ منذ سنوات وشهد أعلى معدلات نمو خلال جائحة كورونا، حيث بات عدد كبير من الأشخاص حول العالم يتبنون ثقافة ما بات يعرف ب “نتفلكس والاسترخاء”، “Netflix and chill” والتي بدأت منذ سنة 2009.
ففي هذا السياق ترجح معطيات موقع “ستاتيستا” المتخصص في تحليل البيانات أن يتجاوز عدد المشتركين في هاته المنصات الملياري مستخدم، لتشكل سوقا يقدر حجمه ب 182 مليار دولار، تتقاسمه عدد من العلامات التجارية يتركز معظمها بالولايات المتحدة الأمريكية.
في المقابل، يوضح تقرير لجريدة “ليكونوميست” الناطقة باللغة الفرنسية، أن مدى انتشار هذه العلامات التجارية في المغرب لا زال مقيدا نظرا لرسوم الاشتراك التي يعتبرها البعض مرتفعة، وهو ما يدفع الكثيرين نحو تطبيقات ومواقع المحتويات المقرصنة لما توفره من خيار المشاهدة المجانية لأحدث الإصدارات العالمية، فقط مقابل تحمل بعض الإعلانات الصغيرة التي قد تظهر فجأة على واجهة العرض وهي معادلة يفضلها الكثيرون.
هذا الطرح تأكده نتائج الاستطلاع التي أظهرت أن 13 بالمائة من المغاربة فقط لديهم ولوج إلى منصات “الفيديو تحت الطلب”، في مقابل شريحة واسعة (87 بالمائة) لا تتوفر على اشتراك في إحدى هذه المنصات.
وبين الرجال والنساء، سجل الاستطلاع تفوقا نسبيا للنساء في نسبة الاشتراك على هذه المنصات، حيث تتوفر 15 من المستجوبات على حساب بإحدى هذه المنصات، في مقابل 11 بالمائة عند الرجال.
أما على مستوى التوزيع الجغرافي، فتظهر النتائج أن سكان الشمال الشرقي هم الأكثر اهتماما بهذه المنصات بنسبة 17 بالمائة، مقارنة بـ 15 بالمائة للمدن الوسط، و7 بالمائة فقط في الجنوب.