story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
دولي |

ارتقى ساجداً في خيمته.. من هو صلاح البردويل الذي اغتالته إسرائيل في غزة؟

ص ص

ساجداً داخل خيمته، ارتقى القيادي في حركة المقاومة الإسلامية – حماس، صلاح البردويل، جراء غارة إسرائيلية استهدفته هو وعائلته، يوم الأحد 23 مارس 2025، في منطقة المواصي بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

وقالت حماس في بيان إن البردويل استشهد مع زوجته في “عملية اغتيال صهيونية غادرة” أثناء قيامه ليلة الـ23 من شهر رمضان المبارك، داخل خيمتهما. وأضافت أن ذلك يأتي “ضمن سلسلة المجازر الوحشية التي يرتكبها العدو بحق شعبنا الصابر الصامد في قطاع غزة”.

ونعى نشطاء صلاح البردويل، الذي التحق بركب الشهداء من قيادات لحركة، معتبرين أن قصص استشهادهم أبلغ رد على المزاعم التي تدّعي فرار قيادات المقاومة من الحرب، بين منعم في الفنادق ومختبئ في الأنفاق، بعيداً عن هموم الشعب الفلسطيني.

الرواية الإسرائيلية التي تردد لتبرير حرب إسرائيل المدمرة على غزة، فقدت معناها اليوم، بينما يتابع العالم ارتقاء القادة إما في خطوط القتال الأمامية، أو في المخيمات، بالنسبة لمن لا يحمل سلاحاً مثل صلاح البردويل، الذين يتقاسمون المعاناة مع أبناء شعبهم.

وحتى إن كان منهم من قد دخل الأنفاق، فهي جزء لا يتجزأ من الميدان حيث تُعدّ العدة وتُوضع الخطة. وإن اضطر بعضهم للتنقل بين الفنادق، فذلك لضرورات فرضتها طاولة التفاوض لوقف العدوان الإسرائيلي، وهي لا تقل أهمية عن حمل السلاح.

من هو صلاح البردويل؟

صلاح البردويل هو سياسي فلسطيني، وعضو في المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية – حماس، ونائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن كتلة التغيير والإصلاح التابعة للحركة. كان هدفاً لقوات الاحتلال الإسرائيلي، التي استهدفت منزله أكثر من مرة في جميع حروبها على غزة.

وُلد البردويل في مخيم خان يونس عام 1959، لأسرة يعود أصلها إلى قرية الجورة المحتلة. متزوج وله ثلاثة أولاد وخمس بنات.

حصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية من جامعة القاهرة عام 1982، والماجستير في الأدب الفلسطيني من معهد الدراسات والبحوث العربية في القاهرة عام 1987. ثم نال درجة الدكتوراه في الأدب الفلسطيني أيضاً من السودان عام 2001.

التحق بحركة حماس منذ تأسيسها أواخر عام 1987. وتعرّض للاعتقال والتحقيق من قبل الاحتلال الإسرائيلي لمدة سبعين يوماً في سجني غزة وعسقلان عام 1993، كما اعتُقل عدة مرات من قبل أجهزة أمن السلطة الفلسطينية.

وفي عام 1996، شارك البردويل في تأسيس “حزب الخلاص الوطني الإسلامي”، الذي جاء كخطوة بديلة للالتفاف على تضييق السلطة الفلسطينية على حركة حماس، ومثّل الحزب في المجلسين الوطني والمركزي التابعين لمنظمة التحرير.

ترأس صلاح البردويل الدائرة الإعلامية لحركة حماس، وأشرف على إدارة وتطوير وسائلها الإعلامية. وانتُخب في الانتخابات التشريعية عام 2006 نائبًا في المجلس التشريعي عن كتلة “التغيير والإصلاح”، وكان مسؤولاً عن ملف العلاقات الخارجية في الكتلة، ومقرراً للجنة السياسية في المجلس التشريعي، وعضواً في لجنة الرقابة.

ارتبط البردويل بعلاقة قوية مع رئيس حركة حماس في غزة الشهيد يحيى السنوار، والقائد العام لكتائب القسام الشهيد محمد الضيف. وفي عام 2021، انتُخب عضواً في المكتب السياسي للحركة، ثم تولى مسؤولية مكتب التخطيط للحركة في الداخل والخارج.

وبموازاة نشاطه السياسي، كان البردويل ناشطاً في اتحاد الكتّاب الفلسطينيين ونقابة الصحافيين الفلسطينيين، كما أسس صحيفة “الرسالة” عام 1996، كأول وسيلة إعلامية تابعة لحركة حماس.

وكان يكتب مقالاً أسبوعياً ساخراً في الصحيفة ذاتها بعنوان “من شوارع الوطن”، عبّر فيه عن هموم الناس، وسلط الضوء على واقع الشعب الفلسطيني، وناقش من خلاله القضايا السياسية، كما انتقد السلطة الفلسطينية.

وظلّ البردويل يدعو إلى مصالحة حقيقية تقوم على إصلاح منظمة التحرير بما يضمن مشاركة كل مكونات الشعب الفلسطيني في مؤسساتها، والاتفاق على برنامج وطني مشترك لمواجهة إسرائيل، حاثاً السلطة الفلسطينية على مغادرة مربع التنسيق الأمني والانخراط في مواجهة الاحتلال.

واعتبر أن المقاومة الفلسطينية أعادت الاعتبار للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وفرضت معادلة الردع على الاحتلال وجيشه.

وفي نعيها بعد استشهاده، أشادت حركة حماس بمناقب البردويل، واصفة إياه بـ”علم من أعلام العمل السياسي والإعلامي والوطني”، مشيرة إلى أنه كان “رمزاً في التضحية، إذ إنه لم يتخلّف يوماً عن واجب أو موقف أو ساحة من ساحات الجهاد وخدمة القضية”.

من جانبه، نعى المجلس التشريعي الفلسطيني النائب البردويل، الذي ارتقى في “جريمة جديدة ضد الآمنين والقادة الذين يديرون الشأن العام”، مشيداً بدور صلاح البردويل في خدمة قضيته وشعبه.