story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

اختفاء “الهيدروكورتيزون” من الصيدليات يهدد حياة المرضى ويضع وزارة الصحة في واجهة المساءلة 

ص ص

يعيش مرضى “الغدة الكظرية” على حافة أزمة صحية خانقة بسبب انقطاع دواء “الهيدروكورتيزون” من الصيدليات، وندرة تواجده بالمدن الكبرى، و قد ملأت منشورات استغاثتهم في الآونة الأخيرة عدة صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تطالب وزارة الصحة بالتدخل لإيجاد حل لهم.

ويوصف دواء “الهيدروكورتيزون” للأشخاص المصابين “بالغدة الكظرية” وهي مرض نادر معروف باسم “أديسون”، ويعني التوقف عن أخذ الدواء الدخول في “أزمة كظرية” تسبب للمريض مضاعفات خطيرة كانخفاض الضغط الدموي وانخفاض حاد في مستوى السكر في الدم،  فالدواء  يقوم بمهمة حيوية لتنظيم وظائف الجسم، وضبط الاستجابة المناعية وضغط الدم، ويمكن للمريض أن يدخل في غيبوبة قد تودي بحياته إذا لم يتم إسعافه بالدواء في الوقت المناسب.

ويقول علي بناني أحد مرضى الغدة الكظرية إن هذا الدواء إلى فترة قصيرة كان متوفرا في المغرب، وأنه على مدى سبع عشرة سنة من مرضه لم يجد أي صعوبة في الحصول عليه إن في المدن الكبرى أو حتى  في المناطق النائية، الشيء الذي أحدث له صدمة فور اختفائه من الصيدليات خاصة وأن خلفيات هذا الاختفاء غير واضحة و غير مبررة.

ويقول المرضى في منشورات الاستغاثة على مواقع التواصل الاجتماعي إن الدواء متوفر في الخارج إلا أن تكلفته مرتفعة.

ويناشد المرضى وزارة الصحة بالتدخل العاجل، والمسؤولين البرلمانيين بطرح أسئلة تخص موضوع الدواء على وزير الصحة لمعرفة خلفيات المنع ومآل المرضى في ظل هذه الأزمة.

وفي ذات السياق قال الكاتب العام لكونفدرالية نقابات صيادلة المغرب أمين بوزوبع في تصريح خاص لصحيفة “صوت المغرب” إن “الهيدروكورتيزون” ليس وحده الدواء الذي شمله الانقطاع، بل هناك أدوية لأمراض أخرى تعرف بدورها انقطاعات متكررة.

وأوضح المتحدث ذاته أن هذه  الانقطاعات ترجع إلى ندرة المواد الأولية التي تدخل في الصناعة الدوائية، نظرا لكون سوق صناعة الأدوية يعرف احتكارا من طرف دولتين تنتجان أزيد من 80٪ من المواد الأولية على الصعيد العالمي وهما الهند والصين.

وفي ظل غياب أي بديل “للهيدروكورتيزون” يقترح بوزوبع صناعة أدوية جنيسة محليا، كما اقترح ضرورة إعطاء حق استبدال الدواء للصيدلي بمنح دواء مماثل لضمان استمرار المريض في العلاج وتفادي أي أخطار صحية يمكن أن يتسبب فيها الانقطاع المفاجئ.

وفي ظل غياب أي تفاعل أو استجابة من الوزارة الوصية وجه النائب البرلماني أحمد العبادي سؤالا كتابيا إلى خالد آيت الطالب وزير الصحة والحماية الاجتماعية يوم الإثنين 20 ماي 2024، يسائله من خلاله عن أسباب انقطاع وغياب هذا الدواء من الصيدليات وعن الإجراءات و التدابير التي ستتخذها الحكومة لتوفيره.

وكان خالد أيت الطالب وزير الصحة والحماية الاجتماعية قد أوضح خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب في السادس من ماي، أن أزمة انقطاع الأدوية في المغرب خارجة تماما عن إرادة الوزارة، بسبب ارتفاع الأسعار في السوق الدولية وعدم توفر المواد الخام.

وأشار المسؤول الحكومي ذاته إلى أن وزارته وضعت استراتيجية محكمة لتأمين المخزون الاحتياطي للأدوية، غير أن هذا لا يعني أن المغرب سيكون في مأمن تام من انقطاع الأدوية حسب قوله.

نورة المنور- صحافية متدربة