story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

ابن الراضي: اتهام بنكيران بالتطاول على الجيش “ثقيل وغير مبرر”

ص ص

اعتبر الكاتب الصحافي مصطفى ابن الراضي أن اتهام الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، بالتطاول على المؤسسة العسكرية بسبب انتقاده لمشاركة “لواء غولاني” التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي في مناورات “الأسد الإفريقي”، هو اتهام “ثقيل وغير مبرر”، مشدداً على أن تصريحات بنكيران تندرج ضمن حقه كمواطن وفاعل سياسي في التعبير.

وقال ابن الراضي، خلال مداخلة له في برنامج “من الرباط” الذي تبثه منصة “صوت المغرب”، إن تحميل تصريحات ابن كيران هذا القدر من التأويل “محاولة لجرّ الجيش إلى ساحة السجال السياسي، وهو ما يتناقض مع التوجه المغربي الذي عمل على إبقاء المؤسسة العسكرية خارج التجاذبات السياسية”.

وكان عبد الإله ابن كيران قد انتقد خلال كلمة له في اجتماع الأمانة العامة للحزب نهاية الأسبوع المنصرم، مشاركة “لواء غولاني” التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي في مناورات “الأسد الإفريقي”، معتبرا أن قيام الجيش الإسرائيلي بمناورات عسكرية في المغرب أمر “لا يجوز شرعا ولا ديمقراطيا”.

في هذا السياق، علق ابن الراضي على كلمة بنكيران، قائلا إن هذا الأخير بدا واضحًا أنه “كان شديد التحفظ، متشككًا ومتحفظًا في كلماته، نبرة صوته كانت هادئة، إيقاع كلامه بطيء، وكان يُطلق مواقف ثم يقيّدها بإشارات واضحة إلى التزامه بمواقف الدولة ومؤسساتها، وعلى رأسها المؤسسة الملكية”.

وأوضح أن بنكيران لم يذكر المؤسسة العسكرية بشكل مباشر أو وجه لها أي خطاب، بل استعمل كلمات مثل “دولتنا” ثلاث مرات، و”أرضنا” مرتين، وهو ما يدل على أنه كان يخاطب الدولة بمفهومها المؤسساتي، وليس الجيش كمؤسسة قائمة بذاتها، كما أحصى خلال حديثه استخدامه لكلمة “يعني” أكثر من 18 مرة، ما يعكس حالة من الحذر، وليس الهجوم.

وبخصوص ما يُكتب حول “تطاول بنكيران على المؤسسة الملكية أو العسكرية”، شدد ابن الراضي على ضرورة تقديم أدلة واضحة تثبت هذه الادعاءات، مضيفًا: “من يتهمه بالتخوين والاستهداف عليه أن يُثبت، لا أن يطلق الكلام على عواهنه، خصوصًا وأننا أمام تصريحات لرجل يتحدث من موقع سياسي واضح، كرئيس حكومة سابق وأمين عام لحزب سياسي”.

واستطرد بالقول: “ما يعنيني هو الدفاع عن الحق في التعبير، لا أحد يملك في المغرب سلطة أن يحدد للسياسيين ما يجب أن يقولوه، أو ما يجب أن يصمتوا عنه. كلام بنكيران يندرج ضمن الحقوق الأساسية للمواطنين، وبشكل أخص للفاعلين السياسيين”، معتبرا أنه “من الخطير” محاولة مصادرة هذا الحق.

وأشار إلى أن تصريحات ابن كيران هي تصريحات فاعل سياسي، وأمين عام لحزب، ورئيس حكومة سابق، مبرزا أن “هذه المواقع السابقة والحالية تخوّله أن يتحدث، وأن يعرف الموقع الذي يتحدث منه، وأن يتحمل المسؤولية”.

وختم ابن الراضي بالتأكيد على أن المؤسسة العسكرية المغربية حافظت على مسافة من التفاعلات السياسية، ولم تكن يومًا جزءًا من الديناميات الداخلية، مشيرًا إلى أن ذاكرته الشخصية لا تحتفظ بتدخلات الجيش إلا في سياقات استثنائية، كحالات الكوارث الطبيعية أو الطوارئ الصحية، وهو ما يعكس، برأيه، موقع المؤسسة العسكرية كمؤسسة متسامية على الفعل السياسي اليومي.

مفاوضات بأقل الخسائر

اعتبر الراضي أن تدبير ملف التطبيع في المغرب يتم ضمن “مفاوضة مجتمعية”، نجتازها، بحسب تعبيره، “بأقل الخسائر”، مشيرًا إلى أن الدولة تُدير الملف بقدر من المرونة مما “يتيح للمجتمع هامشًا للتعبير والرفض”.

وأوضح ابن الراضي أن المغرب يعيش وضعًا خاصًا في علاقته بالتطبيع، يتجلى في تفهم شعبي ضمني لإكراهات الدولة بشكل واعي أو غير واعي، حتى من قبل الرافضين للتطبيع، قائلاً: “رغم رفضنا، فإننا نتواطأ تواطؤًا إيجابيًا ونقول: ربما لدى الدولة مبررات”.

ولفت إلى أن التحولات الدولية الأخيرة، خصوصًا في أوروبا، توضح أن العالم بدأ يدير ظهره لإسرائيل، مضيفًا: “أوروبا المسكونة بالعقدة اليهودية، أصبحت في الأسبوعين الأخيرين تتعامل معها بشكل مختلف، ونحن لا، ‘مثل الناس راجعين من السوق ونحن للتو ذاهبون إليه’.”

وفي سياق متصل، أشار ابن الراضي إلى أن رئيس الحكومة الأسبق عبد الإله بنكيران كثّف مؤخرًا خطابه حول فلسطين وغزة والتطبيع، لكنه فعل ذلك بـ”حساب دقيق”، إذ أدرج موقفه في فقرة من البيان الكتابي للمؤتمر، وليس في البيان السياسي الرسمي، وقال: “في أوراق المؤتمر هناك رفض لكل أشكال التطبيع، كما لو أننا نريد أن نقطع علاقتنا تمامًا بإسرائيل، كأننا لم نكن يومًا على صلة بها”.

لمشاهدة الحلقة كاملة المرجوا الضغط على الرابط