ائتلاف حقوقي يرفض خوصصة الماء في فكيك ويدعو إلى الحفاظ على المنطق الجماعي التضامني لتدبيره
دعا “الائتلاف الوطني لدعم حراك فكيك” إلى ضرورة الحفاظ على التدبير الجماعي التضامني للماء بإقليم فكيك، الذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بخصوصية الواحة وبطرق استخدام الماء في الشرب، وسقي الزراعة المعيشية، واستخدامه في الأنشطة اليومية الأخرى.
واعتبر الائتلاف الحقوقي في بلاغ له، أن تفويت ماء فكيك للخواص، “ضربا للديمقراطية التشاركية المحلية، وتعسفا على إرادة الساكنة وانتهاك حقوقها في ملكيته، وتجاهلا لتاريخها الغني في تدبيره، وإنكارا لجهودها في تشييد قنوات توزيعه وتصريفه بفضل سواعدها”، مترجما ذلك في رفعه شعار “الماء ليس سلعة”.
كما نبه المصدر ذاته إلى خطورة الأبعاد الأخرى لخوصصة الماء بواحة فكيك، “منها بالأساس تفكيك التماسك الاجتماعي وتجريف الثقافة والهوية التي استمرت طيلة قرون في تناغم تام مع الطبيعة والبيئة”.
وفي هذا الإطار، دعا الائتلاف السلطات المحلية للاستجابة الفورية “لمطالب الحراك وتحمل الدولة المسؤولية على كافة المستويات للحفاظ على الموروث الطبيعي الغني والتاريخي للواحة والعمل على إنقاذه عوض تفويته للقطاع الخاص الذي لا يهمه سوى مراكمة الأرباح”.
كما ناشد جميع القوى المناضلة في البلاد للالتحاق بالائتلاف الوطني لتشكيل جبهة موحدة ضاغطة وداعمة “للحراك” الشعبي بفكيك، والوقوف الجماعي ضد الإجهاز على الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية للساكنة.
وفي ذات السياق، طالب المكون الحقوقي جميع منظمات وشبكات النضال “بتحفيز تضامن إقليمي وعالمي مع حراك فكيك، والترافع في مختلف المحافل الدولية ضد كل أشكال خوصصة الخدمات الاجتماعية بالمغرب”، وعلى رأسها الماء الصالح للشرب، من أجل تدبيره كخدمة عمومية.
وجاء هذا البلاغ مباشرة بعد جملة الأنشطة التي نظمها “الائتلاف الوطني لدعم حراك فكيك”، المشكل من هيئات سياسية ونقابية وحقوقية ونسائية وشبابية وجمعوية، في إطار قافلة تضامنية تحت شعار: “الصمود، الوحدة والتضامن، من أجل الحقوق والكرامة”، من 14 إلى 17 نونبر 2024.
وشملت الأنشطة، حسب ما أورده البلاغ، المشاركة في الوقفة الاحتجاجية يوم الجمعة 15 نونبر 2024، وهو شكل نضالي أسبوعي دأبت الساكنة على تنظيمه منذ انطلاق “الحراك” في نونبر 2023، حيث رددت خلاله الشعارات وألقيت الكلمات وأُعيد التأكيد على “مطالب السكان العادلة والمشروعة”.
كما تضمنت تنظيم لقاء بين النساء المشاركات في القافلة التضامنية ونساء “حراك فكيك”، والذي كان فضاء خاصاً للوقوف على أدوارهن في الحياة الواحية، ومعاناتهن اليومية جراء سياسة التهميش، ولتقاسم خبرتهن في مقاومة الظلم الاقتصادي والقهر الاجتماعي.
إلى جانب ذلك، تم القيام بزيارات لكافة قصور الواحة، رفقة خبراء وفاعلين محليين للاطلاع على طريقة تدبير الماء في الواحة والتراث المحلي الغني في هذا المجال، والذي سبق وأن تسلم جائزة منظمة الأغذية والزراعة “الفاو” التابعة للأمم المتحدة.
وفي غضون ذلك، نظم “الائتلاف الوطني لدعم حراك فكيك” ندوة عمومية تحت عنوان: “الماء بين السياسات العمومية ومطالب الساكنة”، والتي عرفت حضوراً مكثفاً ونقاشاً مستفيضاً، خصوصاً بين صفوف النساء والشباب.
واستغل الائتلاف البلاغ، للتأكيد مرة أخرى عم مساندته لساكنة فكيك في نضالها المتواصل من أجل حماية منابعها، ووقف تفويت تدبير الماء الصالح للشرب للشركة الجهوية متعددة الخدمات، وكذا خدمات توزيع الكهرباء والتطهير السائل ومعالجة المياه العادمة والإنارة العمومية، كخطوة نحو خوصصتها بما سيترتب عنها من كوارث اجتماعية وإنسانية.