story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

“إيض يناير” في أول احتفال رسمي بالمغرب.. ماذا حققت الأمازيغية؟

ص ص

بعد مسلسل طويل من الجدل حول إقرار “إيض يناير” عيدا رسميا، يحتفل المغاربة يوم غد الأحد 14 يناير الجاري، بشكل رسمي بالسنة الأمازيغية الجديدة، ولأول مرة كعطلة رسمية مؤدى عنها؛ وبهذه المناسبة يتجدد النقاش حول مدى التكريس الإيجابي للهوية الأمازيغية ضمن الخارطة المغربية على جميع أصعدتها، وبما يستدعيه ذلك من حفاظ على قيمة المواطنين المغاربة على اختلاف انتماءاتهم العرقية والثقافية والاجتماعية داخل مكونات المجتمع المغربي.

وفي حديث لـ أستاذ الأنثروبولوجيا بجامعة ابن زهر بأكادير، الحسين بويعقوبي، خص به صحيفة “صوت المغرب” وناقش فيه أهم مكتسبات تكريس الأمازيغية كهوية وطنية خلال السنوات الفارطة، اعتبر بويعقوبي أن هذا الاحتفال هو مناسبة تسلط الضوء على ما تم إنجازه وما يجب إنجازه، وفرصة نجيب فيها عن مدى وصول الثقافة الأمازيغية إلى مكانتها المنشودة وسط المشهد الثقافي بالمغرب.

تنزيل متعثر

وأشار بويعقوبي إلى أنه منذ وصول الملك محمد السادس إلى الحكم، اتخذ المغرب قرارات غير مسبوقة في تاريخ اللغة والثقافة الأمازيغية، بدءا بتأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في سنة 2001، مرورا بإدراج اللغة الأمازيغية في المنظومة التعليمية ابتداء من سنة 2003، ثم تأسيس القناة الأمازيغية في سنة 2008، متوجا هذا المسار بإقرار اللغة الأمازيغية كلغة رسمية للبلاد في دستور سنة 2011.

وبالرغم مما حققته الثقافة الأمازيغية خلال العشرين سنة الماضية، تبقى وتيرة إنزال مقتضيات الدستور وما تقرر في القانون التنظيمي لسنة 2019، بطيئة جدا، ما يجعل هذه اللغة الرسمية تفقد جزءا من حيويتها، حسب ما أوضحه أستاذ الأنثروبولوجيا بجامعة ابن زهر بأكادير.

ضياع الوقت، فيه استمرار لموت اللغة الأمازيغية

 الحسين بويعقوبي

ولفت بويعقوبي إلى أن “منظمة اليونيسكو صنفت بعض لهجات اللغة الأمازيغية ضمن اللهجات المهددة بالإنقراض” مستبعدا أن يسمح المغرب بانقراض إحدى لغاته التي “شكلت صلب هويته وثقافته منذ قرون”.

التوظيف الاعتباطي لـ”تيفيناغ”

وفي تعليق على ما أثاره انتشار يافطات مكتوبة بأحرف تيفيناغ غير سليمة على واجهات مؤسسات عمومية، من غضب واسع في صفوف النشطاء الأمازيغيين، قال المتحدث إن البلاد تعرف “مستوى معين من الفوضى في توظيف اللغة الأمازيغية”، موضحا أن “العديد من المغاربة الناطقين باللسان الأمازيغي لا يتقنون حروفها، إذا كان يتقن حروفها، يجد صعوبة في إتقان قواعد الكتابة، وإذا كان يتقن هذه الأمور كلها، يعوزه أحيانا ترجمة لمصطلح بشكل دقيق، وهو ما يدفع الاستعانة بالمعاجم، أو الاتصال الرسمية المتخصصة، مثل المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية.

وأوضح في هذا السياق، أنه “ليس كل ناطق باللغة الأمازيغية بإمكانه أن يترجم إسم المؤسسة، فتحديد هذه المفاهيم والمصطلحات مقتصرة فقط على ذوي الاختصاص، كالطلبة الباحثين في شعبة اللغة والثقافة الأمازيغية، الذين يتقنون الحروف، و يستطيعون أن يقوموا ببحث عن الترجمة المناسبة”.