إندبندت: بريطانيا تفاوض المغرب على استقبال مهاجرين
قالت صحيفة “إندبندت” البريطانية إن لندن تجري محادثات مع خمس دول أفريقية هي نيجيريا وغانا وناميبيا والمغرب ونيجريا حول صفقة لتدبير طلبات اللجوء “الخارجية” تقضي بترحيل المهاجرين وطالبي اللجوء من ترابها نحو بلدان القارة الخمسة.
وبالموازاة مع مفاوضاتها مع الرباط وباقي العواصم الإفريقية الأربع، نقلت الحكومة البريطانية قبل أيام طالبي إيواء إلى سفينة راسية بجنوب البلاد بحجة “توفير ثمن الإيواء في الفنادق” حسب وزير الهاجرة البريطاني في وقت يطالب فيه اليمين المتطرف بالبلاد بالذهاب أبعد ونقل المهاجرين نحو جزر نائية وقواعد عسكرية غير مستخدمة.
هل يقبل المغرب؟
ولم تعبر الرباط عن أي موقف من المحادثات المحتمل أنها تجري حاليا مع بريطانيا لاستقبال المهاجرين، غير أنها سبقت أن رفضت طلبا ألمانيا مشابها قبل سنوات بشكل قطعي.
وكانت ألمانيا قد أبرمت اتفاقيات لترحيل المهاجرين بأراضيها نحو عدة دول، من أبرزها المغرب، وهي التصريحات التي تفاعل معها المغرب على لسان وزير خارجيته ناصر بوريطة الذي عبر عن رفض المملكة “لتسخير أراضيها لاحتجاز المهاجرين”.
وقال بوريطة حينها “المغرب غير مستعد لتقديم أي جزء من أراضيه كمنطقة احتجاز للمهاجرين للإقامة فيها، أثناء عملية التقييم لمعرفة ما إذا كان سيتم السماح لهم بدخول أوربا”.
وأوضح بوريطة تفاعلا مع المقترح ذاته أن “المغرب، بوجه عام، ضد كل أشكال المراكز، وهذا جزء أساسي من سياستنا للهجرة، وموقف سيادي وطني”، مضيفا أن هذه المراكز تأتي بنتائج عكسية، وأن “العروض المالية لن تغير رأيه، ومن السهل للغاية القول ببساطة إن هذه فرصة للمغرب”.
هجرة إلى ما وراء البحار
خلال السنوات الأخيرة، بدأت الحكومات البريطانية المتعاقبة تحاول تصريف أزمة الهجرة بالبحث عن وجهات لترحيل المهاجرين وطالبي اللجوء، حيث أعلن قبل سنتين عن إبرام اتفاق لبريطانيا مع روندا بقيمة 120 مليون دولار، من أجل إرسال عشرات الآلاف من المهاجرين نحو روندا، غير أنه اتفاق لم يجد طريقا للتنفيذ منذ ذلك الحين.
وقضت محكمة استئناف بريطانية قبل أيام فقط بعدم قانونيته وخلصت إلى أنه لا يمكن اعتبار رواندا دولة ثالثة آمنة، وقالت إن أوجه القصور في نظام اللجوء في رواندا تعني أن هناك أسبابا جوهرية للاعتقاد بأن أولئك الذين سيرسلون إلى هناك ستجري إعادتهم إلى بلدانهم الأصلية، حيث سيواجهون “الاضطهاد أو غيره من أشكال المعاملة غير الإنسانية”.
بالتزامن مع ذلك، أحيت الحكومة البريطانية مقترحا قديما يقضي بإبعاد المهاجرين 4000 ميل إلى جزيرة أسنسيون، وهي جزيرة بريطانية نائية فيما وراء البحار لا يتجاوز عدد سكانها 900 نسمة، كبديل محتمل لخطة روندا، مع البحث عن وجهات جديدة.
وتشير تقديرات إلى أن عدد المهاجرين إلى المملكة المتحدة قد وصل إلى رقم قياسي بلغ 606 آلاف عام 2022، بزيادة 24% مقارنة بـ488 ألفاً عام 2021، بحسب مكتب الإحصاء الوطني البريطاني.