“إنجي” الفرنسية تخطط لبيع حصتها في أكبر مصنع للفحم بالمغرب
تخطط شركة الطاقة الفرنسية “إنجي” (engie) لبيع حصتها في أكبر مصنع للفحم في المغرب بآسفي “صافييك” (SAFIEC)، وذلك بهدف “التركيز على الطاقة المتجددة والبنية التحتية للطاقة”، حسبما قال مدير الشركة بمنطقة شمال أفريقيا لويك جاجيرت هوبر يوم أمس الجمعة 26 أبريل 2024 لوكالة رويترز.
وقال لويك جاجيرت هوبر على هامش منتدى أعمال مغربي فرنسي في الرباط، إنه “بحلول يناير 2027، نخطط للتخلي بالفعل عن جميع أصولنا المتعلقة بمصنع الفحم”.
وأضاف: “نحن ملتزمون ببيع أصولنا في مصنع “صافييك”، حيث تمتلك إنجي حصة تبلغ 33%.
وأضاف أن شركة “إنجي” توصلت بعروض واهتمام مشترين محتملين، دون الإفصاح عن مزيد من التفاصيل.
وقال إن شركاء “إنجي” يدرسون استعمال الأمونيا الخضراء كخيار لإزالة الكربون من المحطة التي تبلغ طاقتها 1386 ميجاوات.
وتدير شركة إنجي أيضا محطة للرياح بقدرة 300 ميجاوات في طرفاية، وهي الأكبر في المغرب، وتقوم ببناء محطة لتحلية المياه ومحطة للطاقة الريحية لتشغيلها في مدينة الداخلة، بشراكة مع شركة الطاقة المغربية الخاصة “ناريفا” (Nareva).
وقال جايجيرت هوبر: “ستكون محطة طاقة الرياح جاهزة في العام المقبل، وبعد بضعة أشهر سيتم تشغيل محطة تحلية المياه”.
وستقوم محطة تحلية المياه بتوجيه 90% من مياهها للري، وسيتم استخدام الـ 10% المتبقية لتلبية احتياجات مياه الشرب لمدينة الداخلة.
وأضاف أن “إنجي” مهتمة أيضا بمشاريع البنية التحتية للطاقة في المغرب، مشيرا إلى كابل بقدرة 3 جيجاوات سيربط مدينة الداخلة بمدينة الدار البيضاء.
وقال وزير المالية الفرنسي برونو لومير أمام منتدى الأعمال إن بلاده مستعدة لتمويل الكابل الذي يقول خبراء إنه سيكلف ما يصل إلى ثلاث مليارات دولار.
وكان وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه قد قال في فبراير الماضي إن باريس تدعم استثمارات المغرب في الصحراء، وأكد مجددا دعمه خطة المغرب للحكم الذاتي، في ظل تقارب للعلاقات بين البلدين بعد فترة جمود دبلوماسي.
وقال لومير إن فرنسا تعتزم أيضا التعاون مع المغرب في تطوير مشروعات للطاقة الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين الأخضر، بالإضافة إلى الطاقة النووية.
وأضاف لومير أن الوكالة الفرنسية للتنمية ستقدم قرضا بقيمة 350 مليون أورو لمساعدة مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط في خطتها للتحول الأخضر.
تصريحات الوزير الفرنسي على أهميتها إلا أنه كان مرتب لها أن تتم في المغرب، حيث أنه قبل وصوله إلى الرباط، كشفت مصادر دبلوماسية فرنسية، عن وجود قرار فرنسي من الإيليزيه، لتشجيع المجموعات الفرنسية، على الاستثمار في الأقاليم الجنوبية، وذلك حتى لا تترك المجال مفتوحا بشكل حصري لأمريكا وألمانيا وإسبانيا، للاستثمار في الصحراء المغربية.
وعلى الرغم من تجاوز البلدين للأزمة الدبلوماسية، إلا أن المغرب أظهر انتقاله إلى مرحلة “البراغماتية”، مطالبا بموقف فرنسي صريح من قضية الصحراء المغربية.
ونقلت مجلة “جون أفريك” تصريحات لدبلوماسيين مغاربة، يعلقون على تصريحات وزير الخارجية الفرنسي الجديد حول المغرب، يؤكدون فيها أن المغرب “تجاوز العصر الذهبي للدبلوماسية الفرنسية”، وأنه اليوم “حان الوقت للبراغماتية: فالأمر يتعلق قبل كل شيء بمعرفة ما إذا كان من الممكن إيجاد أرضية مشتركة بشأن القضايا المهمة، مثل قضية الصحراء”.