story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

إلغاء تقنية “الڤار” !

ص ص

وقوع الرجاء البيضاوي والجيش الملكي في مجموعة واحدة في كأس عصبة الأبطال الإفريقية، وتفاصيل مواجهاتهما التي يديرها طاقم تحكيم أجنبي بدون “ڤار”، واختلافها الواضح عن مباريات الناديين في البطولة الوطنية من حيث الإيقاع والمردود التقني، يطرح علينا السؤال المحرج.. هل تسببت تقنية حكم الفيديو المساعد في المزيد من رداءة المستوى التقني للبطولة الوطنية، وفي رتابة مبارياتها ؟

في المباراة الإفريقية الأولى بين الرجاء والجيش في ملعب العربي الزاولي، كما في المباراة الثانية في الملعب الشرفي بمكناس، شاهدنا في غياب “الڤار” كيف أدار الحكام المبارتين بشجاعة كبيرة وبقرارات حاسمة، وشاهدنا أيضا لاعبي الفريقين يركزون على اللعب وكيفية الوصول إلى المرمى بالمجهود البدني والمهاري، عوض انتظار “صدقات” الحكام الجالسين أمام الشاشات، وبدا واضحا من خلال ارتفاع إيقاع اللعب وعدم توقفه كل مرة وحين، أن وجود “الڤار” في مباريات البطولة الوطنية أصبح ضرره أكثر من نفعه، وأنه صنع لنا عقلية سلبية في الممارسة الكروية تثير ركاما من المشاكل كل أسبوع.

المغرب كان أول بلد إفريقي يدخل تقنية حكم الفيديو المساعد “الڤار” إلى بطولته الوطنية، ووقتها ظن الجميع أنه قرار جيد سيساهم في تجويد مستوى المباريات ويقلل من الأخطاء التحكيمية ومن الإحتجاجات على الحكام، ويضمن المزيد من النزاهة والعدل في إعطاء لكل ذي حق حقه، لكن الذي حصل هو العكس تماما، حيث أصبح اللاعبون ذهنيا أثناء اللعب يفكرون في السقوط ومطالبة الحكم بالعودة إلى “الڤار” أكثر من تفكيرهم في المراوغة والتمرير والقذف نحو المرمى، وحتى الحكام تقلصت لديهم الشجاعة لاتخاذ القرارات في حينها، وغابت لديهم تلك “الشوفة” المجردة الأولى، وأصبحوا يظهرون بشخصية ضعيفة تزيد من حدة الإحتجاجات عليهم، بعدما صاروا يتوجهون باستمرار إلى الشاشة بجانب التماس في لقطات عادية، و”يسكنون” هناك مترددين وخائفين من ردة فعل اللاعبين والجمهور.

استفحال الكثير من السلوكات الهاوية والممارسات المشينة المرتبطة بوجود “الڤار” في بطولتنا الوطنية، وتأثير هذه التقنية (التي نظريا وجدت من أجل تطوير اللعبة) سلبا على أداء اللاعبين والحكام، وعلى المستوى التقني العام وجودة المباريات، أصبح يستدعي وقفة حازمة من مسؤولي كرة القدم الوطنية لدراسة جدواه وتقييم دوره ونتائج اعتماده طيلة هذه السنوات، ولما لا العودة إلى اللعب بدون “ڤار” حتى يفهم الجميع أن الذين ابتكروه كان هدفهم مساعدة حكام الساحة في مهمتهم وليس الحلول مكانهم في كل القرارات.

قد تبدو الدعوة إلى إلغاء العمل ب”الڤار” في بطولتنا الوطنية، من باب المطالب المستحيلة بدعوى أن كرة القدم المعاصرة أصبحت لا غنى فيها عنه، وأنه من المكاسب التي كان المغرب سباقا إليها على المستوى الإفريقي.. ولكن “ما فيها باس” أن نعترف أن اعتماد هذه التقنية في ملاعبنا بعد ظهورها بقليل في ملاعب البلدان المتطورة كرويا، كان قرارا متسرعا لم يراعي عدم نضج المنظومة الكروية المغربية وقابليتها لفهم إدخال آلية تكنولوجية جديدة في كرة القدم، ولا ضرر في أن نعود إلى اللعب بدون “ڤار” حتى تتم هيكلة جوانب أخرى أكثر أهمية منه.