story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
اقتصاد |

“إكس لينكس”: البيروقراطية تهدد مشروع الربط الكهربائي الضخم بين المغرب وبريطانيا

ص ص

حذر السير ديف لويس، رئيس مجلس إدارة شركة “إكس لينكس” البريطانية، من أن بريطانيا قد تفوت فرصة كبيرة في مجال الطاقة المتجددة، التي تقدر قيمتها بـ 25 مليار جنيه إسترليني، بسبب “البيروقراطية والتأخير المستمر في الإجراءات الحكومي”ة.

وأوضح ديف لويس في حوار له مع صحيفة “ذي تيليغراف”، أن مشروع “إكس لينكس” الضخم الذي يهدف إلى ربط المغرب بالمملكة المتحدة عبر كابلات بحرية لنقل الكهرباء المنتجة من الطاقة الشمسية والرياح في المغرب، “قد يتعرض للتعطيل بسبب البيروقراطية وتأخر الموافقات الحكومية”، مورداً أن “الشركة قد تقرر نقل المشروع إلى بلد آخر إذا استمر التأخير في الحصول على التصريحات اللازمة”.

وأشار السير ديف لويس إلى أن المشروع سيعتمد على ربط طاقة الشمس والرياح المنتجة في مدينة طانطان بجنوب المملكة بكابلات تحت البحر إلى المملكة المتحدة، حيث توقع أن يُزود المشروع نحو 9 ملايين منزل في المملكة المتحدة بالطاقة المتجددة، مما سيسهم في خفض انبعاثات الكربون بشكل كبير وتقليل فواتير الطاقة.

وأضاف أنه رغم أن المشروع قد مر بأربع سنوات من التخطيط والتنفيذ، إلا أن “العملية تستغرق وقتًا أطول من المتوقع بسبب البيروقراطية المستمرة”، موضحًا “لقد أنجزنا كل ما طُلب منا، لكن الإجراءات الحكومية تأخذ وقتًا طويلاً”، مشيرًا إلى أن المستثمرين الدوليين بدأوا في إظهار “قلقهم” إزاء تأخر الموافقات.

وفيما يخص المخاوف الأمنية المتعلقة بالمشروع، أكد السير ديف لويس أن “خطر تعرض الكابلات للتلف بسبب تصادم السفن أو التخريب يعتبر ضئيلًا جدًا”، موضحا أن الكابلات ستكون ممتدة في عمق البحر، مما يجعلها بعيدة عن متناول معظم السفن، مضيفا أنها ستكون ضمن المياه الإقليمية البريطانية، مما يعني أن أي محاولة للاستيلاء عليها أو تدميرها ستعتبر “عملاً حربيًا”.

وأشار السير ديف لويس إلى أن المشروع “لا يقتصر على توفير الطاقة المتجددة فقط، بل يمتد أيضًا إلى خلق فرص عمل كبيرة في المملكة المتحدة، حيث تم تخصيص مصنع لإنتاج الكابلات البحرية في إسكتلندا”، موضحًا أن هذا المصنع سيسهم في تلبية احتياجات السوق المحلي في المستقبل، ويعمل على توفير كابلات لمشاريع أخرى في قطاع الطاقة المتجددة.

وشدد المتحدث على أن مشروع “إكس لينكس” أصبح في وضع يمكنه من الحصول على تمويل ضخم، حيث تم اختبار الأسواق المالية مؤخرًا، وتم الاكتتاب بشكل كبير على التمويل المطلوب، حيث أورد أن الشركة تنتظر فقط الضوء الأخضر من الحكومة البريطانية لتنفيذ المشروع بشكل كامل، محذرًا من أن ‘تأخر الحكومة قد يدفع المستثمرين إلى البحث عن فرص في دول أخرى’.

وفي هذا السياق، أكد لويس أن الحكومة البريطانية لم تمنح بعد الموافقة النهائية على المشروع، رغم أنه تم تصنيفه كمشروع ذو أهمية وطنية منذ أكثر من 18 شهرًا، وأضاف أن الشركة في انتظار توقيع عقد طويل الأجل مع الحكومة يضمن لها بيع الكهرباء بسعر ثابت، مشيرًا إلى أن السعر الذي تسعى إليه الشركة أقل من تكلفة الطاقة النووية والكتلة الحيوية والطاقة المد والجزر.

وقال السير ديف لويس إن اختيارات الحكومة البريطانية في التعامل مع مصادر الطاقة المتجددة قد تؤثر على استقرار صورة المملكة المتحدة في السوق الدولية، مشيرا إلى أن المستثمرين يفضلون الاستثمار في المملكة المتحدة بسبب استقرارها القانوني، ولكنهم يبدون قلقهم من بطء العملية البيروقراطية.

وأشار لويس إلى أن التردد في اتخاذ القرار قد يعوق تقدم المشروع، خاصة في ظل المنافسة العالمية المتزايدة في مجال الطاقة المتجددة، حيث أشار إلى أن هناك مشاريع مماثلة في أنحاء أخرى من العالم قد تستقطب التمويل إذا استمر التأخير في بريطانيا.

وفي غضون ذلك، أكد السير ديف لويس إنه على الرغم من التحديات التي قد تواجه المشروع في المملكة المتحدة، إلا أن “إكس لينكس” تعتبر المغرب الشريك المثالي لهذا المشروع بفضل “المناخ المثالي الذي يوفره لتوليد الطاقة الشمسية والريحية”، مضيفا أن “المغرب سيستفيد بشكل كبير من هذا المشروع، حيث سيخلق المشروع نحو 10 آلاف فرصة عمل بالمملكة”.