إعلان وفيات ومفقودين.. نزيف متواصل للشباب المغربي عبر مياه المتوسط
تتواصل محاولات الهجرة غير النظامية نحو مدينة سبتة المحتلة، في نزيف مستمر لشباب مغاربة، يبحثون عن “مستقبل أفضل” في الضفة الشمالية للمتوسط، وسط ألم عائلاتهم التي بدأت البحث عن أبنائها بعدما فُقد أثرهم وانقطعت أخبارهم لمدة من الزمن في الوقت الذي يتم فيه العثور بين الفينة والأخرى على جثت يرميها البحر على الشواطئ الشمالية للمملكة.
وعلى الرغم من سوء الأحوال الجوية خلال هذه الفترة من السنة، يستمر المهاجرون في محاولة القفز فوق السياج الحدودي من أجل العبور إلى الثغر المحتل، أو تجاوز الأرصفة البحرية وهم يواجهون الموت مخاطرين بحياتهم بحثاً عن ملاذ أفضل بالنسبة إليهم في الضفة الأخرى.
وحسب صحيفة “إل فارو دي سبتة،”، حاول عشرة مهاجرين في اليومين الأخيرين اللذين اتسما بأمطار غزيرة وجو بارد، الوصول إلى المدينة عبر البحر، بالتزامن مع محاولات أفراد آخرين العبور عبر السياج، مشيرة إلى أن موجة الهجرة مازالت مستمرة رغم قوات الأمن المكلفة بالمراقبة على الجانبين الإسباني والمغربي، والتي يحاول المهاجرون تفادي الظهور أمامها.
ونقلت الصحيفة ذاتها مقطع فيديو يوثق لحظة وصول شاب مساء، الثلاثاء 29 أكتوبر 2024، إلى الشاطئ في منطقة تراخال، حيث كانت الحراسة المدنية بانتظاره، مرتدياً ملابس سباحة فقط، لافتة إلى أنه بقي في الماء طويلاً حتى استنفد قدرته على البقاء طافياً على الرغم من البرد القارس.
وبعد تعليمات متكررة من الضباط، وصل إلى الرمال حيث تلقى المساعدة من عناصر الحرس.
ويتزامن هذا الوضع، حسب المصدر ذاته، مع ارتفاع ملحوظ في بلاغات الاختفاء، حيث تختفي آثار شبان خلال محاولاتهم العبور إلى سبتة عبر معبر تراخال الحدودي، منبهة إلى أنه من الصعب تحديد مكانهم خاصة بمجرد انقطاع الاتصال بهم بعد مغادرتهم منازلهم.
ومن جهة أخرى، يجري تأكيد وقوع وفيات، مثل وفاة الشاب مروان الذي ينحدر من مدينة المضيق، والذي تم العثور على جثته في مدينة الناظور قبل التثبت من هويته من خلال ممتلكاته.
ومن الذين تم العثور على جثتهم، يوجد طفل قاصر يبلغ من العمر 14 سنة، لم يتم التعرف على هويته إلا بعد شهر ونصف من العثور عليه من قبل الحرس المدني في سبتة، وذلك بتاريخ الجمعة 25 أكتوبر 2024، حسب الصحيفة الإسبانية ذاتها التي أشارت إلى أن الطفل القاصر الذي يدعو محمد قفز في البحر بواسطة عوامة عليها رسومات أطفال، ليلفظ أنفاسه الأخيرة بعد وقت قصير من قفزه في البحر.
وتفترض الجهات التي قامت بفحص جثته، بعد العثور عليها قرب قلعة ديسناريجادو، أنه قد يكون مات من شدة البرد،
هذا ومن بين المفقودين حتى الساعة، يوجد محمد ياسين شعير الذي تطلب عائلته المساعدة في العثور عليه، إذ لم تردهم أي أخبار عنه منذ يوم الأربعاء الماضي.
وقالت صحيفة “إلفارو” إن عائلة محمد ياسين تواصلت مع معها موضحة أن الشاب كان يخطط للعبور إلى سبتة مع عدد من أصدقائه، الذين تم اعتراضهم من قِبَل البحرية الملكية المغربية، في الوقت الذي لم تتوفر فيه معلومات عن مكان وجود محمد ياسين.
وذكرت الصحيفة أن الفتى غادر منطقة فحص أنجرة بطنجة متوجهاً نحو مدينة الفنيدق كنقطة عبور، ومنذ ذلك الحين انقطعت أخباره، لينضاف إلى حالات الاختفاء العديدة التي تتكرر بين مدينتي الفنيدق وسبتة ومختلف نقاط محاولات الهجرة غير النظامية سواء عبر تخوم المدينتين المحتلتين أو سباحة باتجاه السواحل الإسبانية جنوب الأندلس.