إصدار بيان شرعي يُحرم رسوّ سفن بميناء طنجة محمّلة بعتاد عسكري موجه لإسرائيل

أصدر عدد من العلماء والمفكرين والدعاة والخطباء والباحثين فتوى شرعية تُحرّم رسو سفن عسكرية أمريكية بميناء طنجة، يشتبه في حملها “لقِطَعَ غِيارٍ لطائرات حربية” موجهة إلى كيان الاحتلال الإسرائيلي، الذي يواصل عدوانه الغاشم على الشعب الفلسطيني في غزة وسائر أرض فلسطين التاريخية.
وقال العلماء والمفكرين والدعاة والخطباء والباحثين، في بيان شرعي توصلت صحيفة “صوت المغرب” بنسخة منه، إنه “يُحرّم شرعًا السماح برسوّ هذه السفن في أي ميناء مغربي يُستخدم في العدوان على المسلمين، وخصوصًا على فلسطين المحتلة، لما في ذلك من موالاة لأعداء الأمة على أبنائها، وهو من أعظم صور الخيانة والمعاداة لله ورسوله ﷺ”.
واستندوا في ذلك إلى قول الله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ} (سورة الممتحنة: 1). موضحين أن “هذا نهي صريح عن موالاة العدو، ومنه تسهيل مرور الأسلحة لقتل المسلمين”.
وقال البيان الشرعي إن “التساهل مع العدو الظالم، وخصوصًا إن كان في سياق حرب مشاركةٌ له في ظلمه، فكيف بدعمه وتسهيل تزويده بالسلاح؟”، مطالبا بوقف فوري لأي تعاون عسكري أو لوجيستي مع أمريكا يسهم في العدوان على الفلسطينيين أو على أي مظلوم. مصداقا لقوله الله تعالى: {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ} (سورة هود 113).
ودعا البيان العلماء والمفكرين والأحرار للتعبير عن موقفهم الشرعي الواضح دون تردد حول هذه النازلة وأشباهها التي فيها تسهيل للعدوان على بلاد المسلمين، “فلا مكان للحياد في مثل هذه المواطن، ولا ينبغي تأخير البيان عن وقت البوْحِ به”.
وفي سياق ذلك، دعا العلماء والمفكرين والدعاة والخطباء والباحثين “لقطع كل أشكال وأنواع التطبيع مع الكيان الصهيوني، وإلغاء جميع الاتفاقيات الموقعة معه، وسن قانون يجرم التطبيع مع الكيان الغاصب، ونطالب نوّاب الأمة والهيئات المدنية بالتحرّك العاجل لوقف هذه الكارثة الأخلاقية والسياسية”.
وخلص المصدر إلى أن تسهيل مرور هذه القطع الحربية يعتبر “تواطؤا ماديا ومعنويا مع آلة القتل الصهيونية، ومشاركةٌ في العدوان على الأبرياء، وهو ما يُعَدّ خيانة لله ولرسوله ﷺ، ولدماء الشـهداء، وللمواقف الشعبية الرافضة للتطـبيع”.
ومما جاء في نص النداء الشرعي أن إعانة الظالم على ظلمه ظلم، وهو محرّم شرعا، قال الله تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (المائدة: 2)، وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلا تَتَنَاجَوْا بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} (المجادلة: 9)، وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: ” مَنْ أَعَانَ ظَالِمًا بِبَاطِلٍ لِيَدْحَضَ بِبَاطِلِهِ حَقًّا فَقَدْ بَرِئَ مِنْ ذِمَّةِ اللهِ وَذِمَّةِ رَسُولِهِ” أخرجه الطبراني في الأوسط رقم: (2944) وهو حديث صحيح، وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: ” مَنْ أَعَانَ عَلَى خُصُومَةٍ بِظُلْمٍ، أَوْ يُعِينُ عَلَى ظُلْمٍ، لَمْ يَزَلْ فِي سَخَطِ اللهِ حَتَّى يَنْزِعَ”سنن ابن ماجه رقم ( 2320 )، وهو حديث صحيح. وقال ﷺ: “المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ لا يَظْلِمُهُ ولَا يُسْلِمُهُ، ومَن كانَ في حَاجَةِ أخِيهِ كانَ اللَّهُ في حَاجَتِهِ، ومَن فَرَّجَ عن مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرُبَاتِ يَومِ القِيَامَةِ، ومَن سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَومَ القِيَامَةِ…” رواه البخاري في صحيحه رقم (2442). ” لا يُسلمه” أي لا يتركه للعدو، فكيف بمن يُعين عليه غيره بالسلاح المدمر؟