إسماعيل الفتح ومسامير المائدة !
تعيين الحكم المغربي-الأمريكي إسماعيل الفتح للقيام بتشخيص وإصلاح منظومة التحكيم المغربي، مبدئيا لا يمكن لأي أحد يحب الخير لكرة القدم المغربية أن يقف ضده، فالبلاد في حاجة إلى كفاءة كل أبنائها في الداخل والخارج، ومن المفرح أن نرى حكما تمرس في أعلى مستويات كرة القدم، وحضي فيها بمكانة عالمية رفيعة، يعود إلى وطنه ليفيده بكفاءته وتجربته.
ولأن الشيطان يكمن في التفاصيل كما يقال، فمحاولة الغوص في هذه التفاصيل تدفع لطرح مجموعة من الأسئلة والتحذير من بعض الأمور التي نعرفها عن “خروب بلادنا”، وسوابقنا في كيفية التعامل مع كل محاولات الإصلاح.
التصريح الذي أدلى به إسماعيل الفتح لوسائل الإعلام عقب تعيينه، أشار فيه إلى بعض ملامح مهمته في المساعدة على تطوير التحكيم المغربي، لكن لا أحد “قشر” شيئا في مسألة الموقع الذي سيقوم من خلاله ابن الدار البيضاء بهذه المهمة، هل بصفته مديرا جديدا لمديرية التحكيم، بمعنى هل تم وضعه فوق رأس رضوان جيد المدير ونائبه بوشعيب لحرش؟ أم فقط سيلعب دور الموجه لهما ؟ وما هي الضمانات التي أعطاها فوزي لقجع لإسماعيل الفتح كي يقوم بمهمته دون التعرض ل”قشور الموز” من طرف من سيضايقهم نزول هذا “الميريكاني” المفاجئ وغير المتوقع؟
ثم هناك سؤال التوقيت.. لماذا الآن بالضبط وليس من ذي قبل خلال هذا الموسم أو المواسم السابقة التي لم يتوقف فيها الجدل حول التحكيم وقرارات الحكام، وسادت فيها الإتهامات بالأشكال والأنواع لحاملي الصفارة، ومن يقفون وراء تعييناتهم؟ فالتحكيم المغربي هو جزء من هذه البطولة التي تسبح في الرداءة منذ سنوات، ولا يمكن أن نطالب الحكام لوحدهم بأن يشكلوا الإسثتناء ويكون مستواهم يقارب المستوى العالي وسط محيط يلفه “التخربيق” من كل جانب.
إسماعيل الفتح نشأ وتربى وعاش بيننا قبل أن يهاجر، ولاشك أنه يعرف الكثير من “قوالبنا” المغربية العتيقة في تدبير الأمور، ولا أعتقد أنها ستغيب عنه يوم يبدأ مهمته في تشريح واقع التحكيم المغربي ورسم خطة تطويره، والتي قد يرى فيها أعاجيب أخرى لم تخطر على باله، ولذلك كل ما نتمناه الآن بعد تعيينه هو الدعاء له بالتوفيق لما هو في صالح كرتنا المحلية المريضة، وأن يُبعد الله عنه كل “مسامر الميدة” الذين لهم حساسية مفرطة من كلمة الإصلاح والتطوير، وأن يكون إصلاح التحكيم منطلقا لإصلاح شامل لكرة القدم المغربية من جميع جوانبها.. وكوارثها أيضا.
