إسرائيل تجبر آلاف الغزيين على نزوح جديد نحو المجهول
بدأ آلاف الفلسطينيين حركة نزوح قسري جديدة من شرق مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة، الخميس، بعد إصدار الجيش الإسرائيلي أوامر بإخلاء مناطق فيها.
وفي وقت سابق الخميس، أمر ناطق الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، سكان عدد من مناطق وأحياء شرق خان يونس بإخلائها استعدادا لمهاجمتها.
ووفق منشور لأدرعي على منصة إكس، شمل أمر الإخلاء مناطق بني سهيلا والمحطة والكتيبة ومركز المدينة، وحارات: الشيخ ناصر وبربخ والسطر ومعن.
وبعد صدور هذا الأمر، اضطر آلاف الفلسطينيين في خان يونس إلى الخروج في رحلة نزوح جديدة مشيا على الأقدام، حاملين على ظهورهم حقائب صغيرة وبعض الأمتعة الأساسية مثل الأغطية والأفرشة وقليل من الأطعمة.
ويلجأ النازحون إلى منازل أقربائهم أو معارفهم، أو يخرجون إلى المجهول؛ حيث يقومون بنصب خيامهم في الشوارع أو مراكز الإيواء المختلفة، رغم الظروف المعيشية الصعبة والقاسية، في ظل عدم توفر بدائل أخرى.
ويعاني النازحون، وفق هؤلاء الشهود، من ندرة المواصلات ووسائل النقل المختلفة التي يحتاجونها لنقل أمتعتهم بسبب عدم توفر الوقود بشكل كاف؛ ما يضطرهم إلى استخدام العربات التي يتم جرها يدويا أو توزيع الأمتعة على أفراد العائلة جميعا، كما تجد العائلات النازحة صعوبات جمة في نقل المرضى وكبار السن.
وبينما دعا الجيش الإسرائيلي في أمر الإخلاء المواطنين للتوجه إلى ما يسميه بـ”المناطق الإنسانية الآمنة”، فإن واقع الحال يشير إلى أنه لم تعد هناك في غزة أي مناطق آمنة، حيث تعرض الكثير منها في الفترة الأخيرة لهجمات إسرائيلية مميتة، وهو ما لاقى استنكارا واسعا من منظمات دولية عديدة.
كما تفتقر غالبية مساحة “المناطق الإنسانية الآمنة” المزعومة إلى البنية التحتية، ولا يتوفر فيها مياه أو مرافق خدماتية؛ نظراً لكونها مناطق غير مأهولة، ما يجعلها بيئة خصبة لانتشار الأمراض والأوبئة.
والثلاثاء، حذّر متحدث الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمر صحفي يومي، من خطورة أوامر الإخلاء الإسرائيلية على السكان والنازحين بغزة.
ووفقا لبيانات الأمم المتحدة، اضطر 9 من كل 10 أشخاص يقيمون في غزة إلى النزوح بسبب الهجمات الإسرائيلية.
فيما أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، الأربعاء، أن الجيش الإسرائيلي يحشر نحو 1.7 مليون نازح فلسطيني في مساحة ضيقة لا تتجاوز عشر مساحة قطاع غزة.
وبدعم أمريكي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر الماضي، حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 133 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
الأناضول