إسبانيا تعترف بمغربية مدينة العيون في جريدتها الرسمية
تتوالى اعترافات إسبانيا الضمنية، بسيادة المغرب على صحرائه، وهو ما يجد تأكيده في الجريدة الرسمية الإسبانية التي أشارت في إحدى منشوراتها إلى مدينة العيون، كمنطقة واقعة ضمن السيادة الترابية المغربية.
إشارة صريحة
الوثيقة التي نشرت في 29 من شهر غشت الماضي، لم تثر أي جلبة إلى حدود أمس الاثنين 5 فبراير 2024، بعد أن بدأت العديد من الصحف الإسبانية ووسائل إعلام موالية لجبهة “البوليساريو” الانفصالية تداولها، والتي تتضمن معلومات حول صفقة عمومية تخص إنجاز أشغال تجديد مدرسة إسبانية تقع في مدينة العيون، بقيمة ناهزت الـ 60.500 أورو.
التعاطي الإيجابي مع ملف الصحراء، الذي أبانت عنه إسبانيا قوبل بغضب كبير من طرف جبهة “البوليساريو” الإنفصالية، والتي لم يتردد مندوبها في الجارة الشمالية، عبد الله عربي، في بعثه رسالة إلى وزير الثقافة والرياضة الإسبانية والناطق باسم “سومار”، إرنست أورتاسون، يعرب فيها عن رفضه القاطع لما اعتبره بـ”الإشارة غير السليمة”، حسب ما كشفت عنه الصحيفة الإسبانية “إندبندينتي”.
الصحيفة الإسبانية، أكدت أن هذه الإشارة الصريحة لم تورد فقط في الوثيقة التي نشرت في الجريدة الرسمية بل حتى عند الإعلان عن العرض الفائز، والذي يتعلق أساسا بالمؤسسة التعليمية المتواجدة بمدينة العيون المغربية، وهو ما يترجم اعترافا ضمنيا بالصحراء المغربية.
“تحصيل حاصل”
في هذا السياق، اعتبر عبد الحميد البجوقي، كاتب مختص في الشؤون الإسبانية، أن “الوثيقة التي تخص إعلان عن عرض صفقة إصلاح وترميم مدرسة إسبانية في مدينة العيون، هي صفقة تأتي في ظل إرادة إسبانيا إعادة فتح العديد من المؤسسات التعليمية التي كانت مقفلة منذ مدة من جديد”.
وأضاف المتحدث، أن “حملة الإصلاح والترميم هذه، بحد ذاتها تمثل شيئا من التماهي مع الموقف الجديد الإسباني في موضوع الصحراء المغربية، كما أنه مقدمة لفتح مؤسسات أخرى، أو ربما حتى قنصلية إسبانية في المستقبل القريب”، حسب قول البجوقي.
واسترسل الكاتب المختص في الشؤون الإسبانية، أنه “كان من المثير نشر هذا الإعلان المتعلق بعروض إصلاح البنية المذكورة بمدينة العيون وتحديد وجودها بالمغرب، فهذا فيه إشارة واضحة لاستمرار إسبانيا في تفعيل موقفها الجديد الذي يعترف ضمنيا بمغربية الصحراء” مضيفا “ما تشهده العلاقات الإسبانية المغربية من تطور في العلاقات، هو تحصيل حاصل في سياسة إسبانيا الجديدة المتبعة في ملف الصحراء المغربية، وفي العلاقات الإسبانية المغربية وتطورها على العديد من المستويات”.
والحكومة الإسبانية قد عبرت ولأول مرة، بتاريخ 14 مارس 2022، عن دعمها لموقف المغرب في قضية صحرائه، حيث بعث رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، رسالة إلى الملك محمد السادس، يؤكد فيها على اعتراف إسبانيا بأهمية قضية الصحراء بالنسبة للمغرب، وبأن إسبانيا تعتبر المبادرة المغربية للحكم الذاتي بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية من أجل تسوية الخلاف.