إسبانيا تسعى لسحب بساط الاستثمارات في المغرب من فرنسا
أكدت صحيفة “إل إسبانيول” الإسبانية أن مدريد تطمح إلى أن تصير أكبر مستثمر أجنبي في المغرب، مستفيدة من انتعاش العلاقات بينها وبين المغرب، وتراجع العلاقات مع فرنسا.
وأشارت الصحيفة، في تقرير نشرته مؤخرا إلى أن الاستثمارات الإسبانية بالمغرب تسير في منحى تصاعدي، خصوصا بعد الاجتماع الأخير رفيع المستوى الذي عقد في فبراير الماضي، والذي حمل رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيز إلى الرباط.
الاتفاق المبرم بين البلدين والذي يقترب عمره من السنة، أجراه وفد إسباني مكون من 12 وزيرا في حكومة سانشيز، بهدف تعزيز التجارة والاستثمار بما يشمل تسهيلات ائتمانية تصل إلى أزيد من 3 مليارات درهم (800 مليون يورو).
“كسب المعركة”
ودفاعا عن هذا التفسير، تقول الصحيفة إن المغرب مقابل تقاربه مع إسبانيا، لم يعقد الاجتماع رفيع المستوى مع فرنسا هذا العام كما كان مخططا له.
وأضافت الصحيفة الإسبانية نقلا عن جوم ريفيرتير، أحد رجال الأعمال الكاتالان المقيم في الرباط منذ 10 سنوات “إن هناك رغبة من المغرب في منح ضمانات الشركات الإسبانية للعمل على مشاريع يمكن من خلالها كسب المعركة ضد الشركات الفرنسية”.
وحسب ذات الصحيفة فقد تم الاتفاق خلال الاجتماع الأخير بين الوزراء الإسبان ونظرائهم المغاربة، على أن تكون الشركات الإسبانية حاضرة في المشاريع الهندسية الكبيرة.
وهو ما حدث مثلا من خلال مشروع محطة تحلية المياه في الدار البيضاء، والذي بلغت قيمته الإجمالية 1,5 مليار دولار، ومنحت لشركة “أكسيونا” الإسبانية، جنبا إلى جنب مع شركتي “أفريقيا غاز” و”غرين أوف أفريكا” المملوكتين لرئيس الحكومة عزيز أخنوش.
700 شركة
من جانبه أكد عبد الخالق التهامي محلل اقتصادي أن “إسبانيا تستثمر علاقتها مع المغرب جيدا، وهي تحاول أن تأخذ مكان متقدم في مجال الاستثمار بعد أن كانت قد تجاوزت فرنسا وأخذت المركز الأول في المجال التجاري”
وأشار إلى أن عدد الشركات الإسبانية الموجودة في المغرب يقدر بين 600 و700 شركة.
وتابع الخبير أن هناك اتفاقيات بين شركات كبرى مغربية وإسبانية فيما يتعلق بالبنيات التحتية، مؤكدا أن “هناك محاولات للفوز بصفقات قطار الفائق السرعة مراكش – أكادير، بالإضافة إلى صفقات مشابهة في قطاع الطاقة وغير ذلك”
تشبيك للاقتصاد
الطيب أعيس، خبير اقتصادي ومالي أكد أنه من الطبيعي أي يكون هناك تطور في حجم الاستثمارات الإسبانية في المغرب، خصوصا في ظل قرب الدولتين والعلاقات المتميزة التي عرفتها السنوات الأخيرة.
وتابع أنه في ظل استعداد البلدين لاحتضان كأس العالم 2030 إلى جانب البرتغال، من “المنطقي أن تزيد إسبانيا من تعاونها الاقتصادي مع المغرب”، مؤكدا أنه سيكون هناك “تشبيك لاقتصاد البلدين”، وهو ما سيزيد من قوة الروابط الاقتصادية وتطويرها في كلا الاتجاهين.
ثالث سوق لإسبانيا
ويعد المغرب ثالث أكبر سوق لإسبانيا خارج الاتحاد الأوروبي، بعد كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة.
وحسب معطيات الصحيفة الإسبانية فإن:
- الصادرات المغربية إلى إسبانيا، تجاوزت 87 مليون درهم (8 ملايين يورو) سنة 2022، وهو ما يمثل زيادة زيادة قدرها 16 في المائة عن سنة 2019.
- الواردات المغربية من إسبانيا بلغت أزيد من 109 مليون درهم (10 ملايين يورو) سنة 2022، وهو ما يمثل ارتفاعا بنسبة 28.2 في المائة مقارنة بعام 2019.
كما أشارت الصحيفة إلى أن المغرب يعتبر الوجهة الأولى للاستثمارات الإسبانية في إفريقيا، برصيد استثمارات يقارب 8مليار درهم (2 مليار يورو)، هو ما يوفر 19 ألف و915 منصب شغل.