story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
اقتصاد |

تقرير: إسبانيا تراهن على الوساطة الأمريكية بين الرباط والجزائر لإحياء أنبوب الغاز عبر المغرب

ص ص

أفاد مصدر مقرب من الحكومة الإسبانية بأن مدريد تراهن على الوساطة الأمريكية بين المغرب والجزائر، في ظل التطورات الدولية الأخيرة المتعلقة بملف الصحراء، والتي تتجه نحو مفاوضات قائمة على مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب.

وفي تقرير لها، نقلت صحيفة “القدس العربي” عن “مصادر سياسية رفيعة مقربة من الحكومة الإسبانية في مدريد”، قولها بأن “الأجواء بدأت تتغير، وقد تفضي الوساطة الأمريكية إلى اتفاقات إقليمية، مع احتمال قوي لاستئناف تشغيل أنبوب الغاز الذي يمر عبر المغرب”.

وذكرت أن “إسبانيا تشعر بنوع من الارتياح جراء قرار مجلس الأمن الدولي تبني مقترح الحكم الذاتي كقاعدة لمفاوضات حل نزاع الصحراء المغربية، وهو التطور الذي ترى بأنه يخفف من ثقل ملف الصحراء على العلاقات بين مدريد والجزائر بحكم أن الملف دخل دينامية غربية بدعم من إدارة البيت الأبيض ودون اعتراض من روسيا والصين”.

ويقول التقرير إنه “نتيجة لهذه التطورات، تراهن إسبانيا على تحقيق هدفين، الأول وهو تحسين العلاقات مع الجزائر لتستعيد مكانتها الاقتصادية في هذا البلد المغاربي”.

والثاني، يضيف المصدر، هو أن “مدريد تأمل أن يتم استئناف العمل بأنبوب الغاز الذي ينطلق من الجزائر نحو المغرب ويصل إلى إسبانيا”.

وجرى إغلاق أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي الذي يربط بين الجزائر واسبانيا مرورا بالأراضي المغربية سنة 2021 بسبب الأزمة بين المغرب والجزائر والتي وصلت إلى القطيعة الدبلوماسية، وهي الأزمة التي أدت إلى عدم تجديد اتفاقية العمل بالأنبوب.

ورجّح المصدر، بدرجة كبيرة، أنه “في حال نجاح الوساطة الأمريكية واستئناف العلاقات بين المغرب والجزائر، سيتم الشروع مباشرة في الإعداد لإعادة تشغيل أنبوب الغاز، خاصة في ظل سعي أوروبا إلى الاستغناء نهائيًا عن الغاز الروسي خلال السنوات القليلة المقبلة”.

ودخلت العلاقات مرحلة من الحوار لاسيما بعد اللقاء الذي جرى بين وزيري خارجيتي البلدين أحمد عطاف ومانويل ألباريس في جوهانسبورغ يوم 22 من شهر نونبر الماضي على هامش قمة دول العشرين.

كما أن وسائل إعلام إسبانية كانت قد أفادت بوجود “ترتيبات دبلوماسية جارية لزيارة مرتقبة للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى مدريد خلال شهر دجنبر الجاري، وهي زيارة رسمية تأتي في أعقاب الاجتماع رفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا، وما رافقته من رسائل سياسية تعزز الشراكة الإستراتيجية بين الرباط ومدريد”.

ووفق صحيفة “ذا أوبجكتيف” يستعد رئيس الوزراء بيدرو سانشيز لاستقبال تبون في إطار سعي الحكومة الإسبانية إلى الحفاظ على توازن دقيق في علاقاتها مع الجزائر والمغرب، في ظل المستجدات المتسارعة المرتبطة بملف الصحراء المغربية.

وأكد المصدر ذاته أن الحكومة الإسبانية تتجه إلى المصادقة على تعيين راميرو فرنانديز باتشييير سفيرا جديدا لدى الجزائر، خلفا لفرناندو موران كالفو-سوتيلو، تمهيدا للإعلان الرسمي عن الزيارة المحتملة، موضحا أن “هذه الزيارة ستكون الأولى من نوعها لتبون إلى إسبانيا منذ توليه مهامه سنة 2019، بعدما اقتصرت تحركاته الخارجية على دول أوروبية أخرى كإيطاليا والبرتغال وسلوفينيا، في وقت لم يقم سانشيز بزيارة الجزائر منذ 2020”.

لكن بالمقابل، عادت مصادر إعلامية جزائرية، لتكشف أن “عبد المجيد تبون، قد قرر إلغاء هذه الزيارة المرتقبة بسبب الموقف الإسباني وتعاطيه مع الدبلوماسية المغربية”.

وأفاد موقع “ألجيري باتريوت” المملوك لنجل الجنرال المتقاعد خالد نزار، القريب من دوائر القرار بالجزائر، أن “الزيارة الأخيرة للحكومة المغربية إلى إسبانيا وما تلاه من إعلان بلاغ مشترك بدا فيه التوافق جليا بين البلدين، أرخى بظلاله على قرار النظام الجزائري في تعاطيه مع إسبانيا”.

واعتبر الموقع الناطق بالفرنسية، أن البلاغ المشترك الإسباني المغربي، “صيغ بأنامل مغربية”، نظرا لأنه انتصر للطرح المغربي وأعاد التأكيد على دعم إسبانيا للحكم الذاتي ولقرار مجلس الأمن 2797 الذي يكرس الحكم الذاتي كإطار للتفاوض بين الأطراف لحل النزاع المفتعل حول مغربية الصحراء تحت السيادة المغربية.

ويأتي هذا بعدما أشادت إسبانيا بالمصادقة على القرار 2797 الذي يؤكد أن “حكما ذاتيا حقيقيا تحت السيادة المغربية هو الحل الأكثر قابلية للتطبيق”.

ونوهت إسبانيا، في الإعلان الذي تم اعتماده عقب أشغال الدورة 13 رفيعة المستوى، يوم الخميس 4 دجنبر 2025 بمدريد، بالقرار 2797 الذي صادق عليه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 31 أكتوبر 2025، والذي يؤكد أن حكما ذاتيا حقيقيا تحت السيادة المغربية هو الحل الأكثر قابلية للتطبيق لتسوية قضية الصحراء المغربية.