إخوة زيان يطلبون من الملك محمد السادس العفو عن أخيهم ويخشون وفاته داخل السجن
أوضحت صحيفة الاندبيندينتي الإسبانية، أنها توصلت بنداء من إخوة النقيب محمد زيان غير الأشقاء، وهم إسبان يطلبون من الملك محمد السادس العفو عن أخيهم الذي يقضي عقوبة سجنية في قضيتين مختلفتين.
وذكرت الصحيفة في مقال لها أن زيان له سبعة إخوة من أبيه الإسباني ذي الأصول المغربية (ولد في مليلية)، توفي إثنان منهم، ويقيم ثالث في أمريكا، فيما الأربعة يقيمون بإسبانيا، وهم من وجهوا النداء، وكلفوا شقيقتهم أنخيليس أندراديس بالتحدث باسمهم.
وقال المصدر ذاته، “إن إخوة زيان حافظوا على عدم الكشف عن هويتهم السرية حتى الآن”، قبل أن يخرجوا عن صمتهم على صفحات صحيفة الإندبندينتي. ويزعمون أن “الوضع يبرر ذلك”، بحيث أن أخيهم يقبع في أحد السجون المغربية منذ ما يقرب من عامين، ولا زالت أمامه ست سنوات أخرى من السجن، مضيفا “أنها عقوبة قاسية، بالنظر لكونه يبلغ من العمر 83 عامًا، وهو ما يجعل عائلته تشكك في إمكانية خروجه من السجن حيا”.
وتقول أخته أنجيليس: “سيكون الأمر صعبا أكثر إذا استمر لمدة عام آخر داخل السجن، إنه يعاني من مشاكل في الظهر والقلب والكلى، حالته الصحية متدهورة للغاية.”.
ونقلت الصحيفة أنه تم استبعاد زيان، الملقب “بأكبر سجين في العالم”، من العفو الملكي الذي أصدره الملك محمد السادس الشهر الماضي، بمناسبة مرور 25 عاما على اعتلائه العرش، وهو العفو الذي استفاد منه 2476 سجينا.
وأضافت أن إخوته الإسبان الأربعة غير الأشقاء يطلبون من الملك محمد السادس العفو عنه، خاصة “وهو يستعد لإصدار جولة جديدة من العفو الملكي بمناسبة الذكرى السنوية لثورة الملك والشعب”.
وتقول أنجيليس، إنها رأت أخيها آخر مرة منذ بضعة أسابيع، أثناء جلسة الاستماع في إحدى المحاكمات التي واجهها منذ ذلك الحين.
وفي ماي الماضي، حُكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة “تبديد أموال الدعم العمومي المخصص للحزب المغربي الحر”، وهي التهمة التي ينفيها زيان ويعتبرها “حلقة جديدة من المطاردة السياسية لتصريحاته العلنية”، تقول أنجيليس.
وتنقل الصحيفة عن أخته قولها، “إن زيان ربته والدتهم منذ أن كان يبلغ السادسة من عمره، ذلك أن أمه الحقيقية وهي إسبانية كذلك، اضطرت للفرار من إسبانيا زمن الجنيرال فرانكو نحو المغرب، لأنها كانت من المعارضين الجمهوريين لحكم فرانكو، لينشأ زيان منذ السادسة من عمره مع أبيه وزوجة أبيه الإسبانية.
وحسب أخته دائما فإنه احتفظ بعلاقته مع إخوته وعائلته الإسبانية، ولم تنقطع الصلات معهم، ومارس دوره كأخ أكبر لهم، موضحة أنه “تم الاعتراف به في البرلمان كمواطن إسباني مسجون بالمغرب، وحاول الحزب الشعبي الإسباني الضغط لإطلاق سراحه باعتباره مواطنا إسبانيا”.
غير أن زيان كان يرفض ذلك، “ويتشبت بمغربيته”، وأكدت الصحيفة هذا الأمر بالعودة إلى حوار سابق معه، حيث صرح زيان إنه من الناحية القانونية فهو إسباني، وهو يحب إسبانيا، ولكنه اختار أن يكون مغربيا، وغير نادم على ذلك.
وتقول أخته أنخيليس إنها طلبت من أبنائه الهجرة نحو إسبانيا وطلب الجنسية الإسبانية، التي سيحصلون عليها بسهولة، بالنظر للوثائق التي يتوفر عليها والدهم زيان ومنها شهادة الميلاد الإسبانية، “ولكن زيان الأب رفض ذلك، مع أن أبناءه لم يمانعوا في ذلك”.
وخلصت أخته إلى أنها تمكنت من رؤيته مرة واحدة مؤخرا أثناء جلسة محاكمة، مبرزة أن زيان لم يستقبل زائراً منذ بضعة أسابيع، مضيفة بالقول: “لقد خفضوا زياراته إلى عشر دقائق، وهو يرفضها حتى تصل إلى 20 دقيقة”. فضلا عن أن السلطات المغربية “ترفض السماح لإخوته الإسبان برؤيته بمبرر أنهم لم يدلوا بما يثبت هذه العلاقة”، وقالت إنهم بصدد إجراء اختبارات الحمض النووي لإثبات هذه العلاقة.
وإلى جانب تهمة “تبديد أموال الدعم العمومي المخصص للحزب المغربي الحر”، يقضي النقيب والوزير السابق محمد زيان، منذ فبراير 2022، حكماً بثلاث سنوات حبساً نافذاً في قضية أخرى، إثر شكوى رفعتها ضده وزارة الداخلية شملت إحدى عشرة تهمة، بينها “إهانة رجال القضاء وموظفين عموميين، وإهانة هيئات منظمة، والتشهير، والتحرش والمشاركة في الخيانة، وغيرها”.