story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
تكنولوجيا |

إبراهيم الرباج.. موهبة مغربية وسط ضباب لندن

ص ص
خلال السنوات الأخيرة، كان كل من يتابع الفئات الصغرى لنادي تشيلسي، يجذب انتباهه لاعب موهوب ذو شعر طويل، وقامة قصيرة وقدم يسرى ساحرة مع مراوغات مذهلة ومهارات تجذب الإهتمام، هي نفس المواصفات التي أبهر بها الأسطورة ليونيل ميسي الجميع في بداياته الأولى في أكاديمية برشلونة “لاماسيا”، لكن الأمر في لندن يتعلق بيافع إنجليزي ذو أصول مغربية إسمه إبراهيم الرباج، الذي ما زالت موهبته تسقل في أروقة “كوب هام” مدينة تشيلسي الرياضية.
الولد الصغير إبراهيم، الذي يبهر كل من يتابعه أو يشاهد مقاطع فيديو له، من النظرة الأولى لشكله وكيفية لعبه على الميدان، لا يمكن إلا أن تتذكر بدايات ليونيل ميسي في كتالونيا، حتى أن البعض سماه “ميسي البلوز” أو “ميسي المغربي” كما سماه الصحافي الإيطالي الشهير المتخصص في الإنتقالات فابريزيو رومانو..
فمن هو هذا الوجه الواعد الجديد؟ وكيف نشأ ومن أين مر حتى وصل لأكاديمية النادي اللندني العريق؟ وكيف فضل حمل قميص المغرب بلد أبيه، بدل قميص إنجلترا بلد أمه؟
 
موهبة لندنية
في عام 2009 رأى إبراهيم الرباج النور في عاصمة الضباب لندن ليصبح واحدا من ستة أبناء لأب مغربي وأم انجليزية، ونشأ في بلدة آشفورد متيما بكرة القدم منذ نعومة أضافره، حتى قرر والداه إلحاقه بأكاديمية شارلطون في عمر السابعة، وبها قدم مستويات مميزة جذبت أنظار مؤطري كريستال بالاس ليضم الموهوب الصغير الذي مكث في أكاديمية النادي حتى بلوغه عام 2019.
وهناك بدا الجميع منبهرا بما يملك إبراهيم من قدرات تسبق عمره، وظهر معجبا بنجم كريستال بالاس الأول حينها ويلفرويد زاها من خلال صورة تم التقاطها لهما سويا، لكن كان أيضا متيما أكثر بالأسطورة الراحل دييغو مارادونا حيث يحتفظ بقميصه التاريخي لمنتخب الأرجنتين.
كما سبق لابراهيم أن نشر صورة من طفولته برفقة “بوستر” شهير لميسي في طفولته يتشابهان في الكثير من تفاصيلها. كما حضي ابراهيم أيضا بفرصة اللقاء مع مدرب مانشستر سيتي بيب غوارديولا، وكأن القدر يعده لشيء ما رفقة الرجل الذي انفجرت موهبة ميسي تحت قيادته.
في رحاب البلوز
ظهور الرباج المميز مع كريستال بالاس، أشعل حماسة تشيلسي ليخطب وده. ونجح في انتدابه مجانا في صيف 2021.
وهناك واصل ابراهيم تطوره دون أن يهمل الاستماع لنصائح مواطنه حكيم زياش الذي كان يجاوره في النادي اللندني، ثم تدرج بتوهج كبير مع الفئات السنية وصولا إلى فريق تحت ستة عشر عاما الذي سجل معه اثنين وخمسين هدفا وصنع ستين خلال أربعين مباراة فقط، بمتوسط يقترب من ثلاث مساهمات في المباراة الواحدة.
وفي فيديوهات منتشرة له تظهر قدراته الفنية من مراوغات بارعة وأهداف بالقدم اليسرى تذكرنا بشيء من براعة ليونيل ميسي.
إبراهيم ترقى مؤخراً للعب مع فريق شيلسي تحت 17 عاماً وسط ردات فعل خالطها الإنبهار والدهشة في آن واحد بين المتابعين سواء من أنصار “البلوز” أو غيرهم من من سنحت لهم فرصة التعرف على موهبة الرباج، فغرد أحدهم قائلاً : “راقبوا حركة رأسه وأخبروني بمن يذكركم” ليتطرق البعض لأسماء مثل ميسي رونالدينيو ومارادونا، فيما كتب آخر “لقد ولد ميسي من جديد”، وتساءل أحدهم: “ما الذي يمنع هذا الطفل من الحصول على استدعاء للتدرب مع الفريق الأول أو حتى الظهور لدقائق قليلا في مباراة بالدوري بنفس الطريقة التي فعلها يامال مع برشلونة عندما كان يبلغ خمسة عشر سنة”.
 
خياران بين إنجلترا والمغرب
على صعيد الإنتماء الدولي، يعتبر إبراهيم مؤهلاً لحمل قميص المغرب أو انجلترا بل وتزعم بعض التقارير بأنه يمكنه تمثيل فرنسا أيضاً، لكن بدون معلومات أكثر، بحيث كانت انطلاقة مشواره الدولي بخوض مباراة مع المنتحب المغربي تحت 15 عام ضد جنوب أفريقيا في دجنبر 2023 قبل أن يتحول للعب مع منتحب انجلترا تحت 15 عام في فبراير الموالي ليظهر في أربع مباريات أحرز بها هدفاً وصنع ثلاثة ومن عجيب المفارقات أنه سجل أحد أفضل أهدافه ضد منتخب بلده الأم المغرب في مباراة ودية قدم بها أيضاً تمريرة حاسمة.
وفي غشت الماضي ترقى الرباج للعب ضمن منتخب تحت 16 عام فخاض ثلاثة مباريات قدم خلالها تمريرة وحيدة ضد إيطاليا ودياً.
وقد بدا المسؤولون في بلاد الأسود الثلاثة غير مستعدين للتفريط في موهبة واعدة تثير إعجاب الجميع، إذ كانت مختلف التقارير الإعلامية تشير إلى أن الاتحاد الإنجليزي يعمل جاهدا للحفاظ على إبراهيم من أجل ضمان مواصلة تمثيله لمنتخبات انجلترا وإيصاله إلى المنتخب الأول، لكن دخول الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على الخط، والإرتباط الوثيق لأسرة اللاعب بالمغرب حسم قرار الرباج، بتمثيل المنتخب المغربي دوليًا.
سيكون الرباج ضمن صفوف المنتخب المغربي تحت 17 عامًا للمشاركة في بطولة كأس أمم إفريقيا التي ستنطلق اليوم في المغرب، ليبدأ بذلك مشواره الدولي مع “أسود الأطلس”، وسط آمال كبيرة بأن يصبح أحد أبرز النجوم الواعدين في الكرة المغربية.
 
موهبة واعدة
إبراهيم الرباج منح إشارات عديدة على كونه نجما في طور التكوين وينتظره مستقبل مشرق في عالم كرة القدم، حيث يجيد اللعب على الجناحين أو في مركز صانع الألعاب، ولديه من الجودة ما يكفي لتغيير مجريات المبارات في أي لحظة، وإلى جانب مهاراته الفنية في المراوغة والتمرير والتسجيل، يتمتع بسرعة فائقة عند امتلاك الكرة، كما يستخدم جسده بشكل جيد على الرغم من صغر بنيته وحداثة سنه.
وإلى جانب براعته وتميزه فوق أرضية الملاعب، يبدو أنه تلقى تنشئة فيها قسط وافر من التشبع بالثقافة المغربية والإسلامية، بحيث تحدث إلى وسائل الإعلام في مركز محمد السادس بالمعمورة، بالدارجة المغربية، بالإضافة إلى ذلك تظهر في حسابه على انستغرام صور له ببيت والديه وبالخلفية الكثير من مظاهر “تامغريبيت”، وصور أخرى مع شقيقه بلباس تقليدي مغربي نشرها في شهر رمضان لعام 2020.