أوضاع صعبة وتهميش وغياب الإنصاف.. ضحايا فيضانات طاطا يسلطون الضوء على معاناتهم
بعد مباشرتها التحضير لمقاضاة الحكومة المغربية لإلزامها بإعلان إقليم طاطا منطقة منكوبة، أقدمت لجنة “نداء طاطا” على عقد اجتماعات تواصلية مع المتضررين جراء السيول الطوفانية التي اجتاحت الإقليم الشهر الماضي مخلفة قتلى وخسائر مادية، وذلك بغرض الوقوف على أوضاعهم، “ونقائص عملية إحصاء الضحايا والأضرار”.
وقالت لجنة نداء طاطا، في بلاغ توصلت صحيفة “صوت المغرب” بنسخة منه، إنها اجتمعت يومي السبت والأحد 12، 13 أكتوبر 2024، مع ممثلين عن ضحايا الفيضانات التي شهدها الإقليم، في كل من واحة توك الريح التابعة لجماعة إديس، وواحة الرحالة بجماعة سيدي عبد الله بنمبارك، إضافة إلى ممثلي جمعيات المجتمع المدني في كل من جماعات تسينت وطاطا، وتكزميرت وأقا.
وقالت اللجنة إنها ناقشت مع المتضررين عدة نقاط جوهرية تتعلق بالأزمة التي يعيشها السكان بعد الكارثة، والتي كان بينها “الوضعية الصعبة للسكان المتضررين”، مشيرة إلى أنها تفاقمت بعد الفيضانات الأخيرة، حيث تعاني العائلات من “نقص حاد على مستوى الموارد والخدمات الأساسية، مما يزيد من حدة التهميش الذي يعاني منه الإقليم”.
كما تم الوقوف على نقائص عملية إحصاء الضحايا والخسائر؛ حيث عبّر المجتمعون عن استيائهم من “القصور الذي شاب عمليات الإحصاء، ما أدى إلى عدم شمولية المعطيات وغياب إنصاف شامل للمتضررين”، فضلاً عن غياب مخاطب رسمي على مستوى الإقليم، إذ تم تسجيل “رفض السلطة المحلية للمقترحات التي تقدم بها الفاعلون المدنيون لتجاوز الاحتقان الاجتماعي، مما يعقّد فرص التفاهم ويحول دون وضع حلول ناجعة لصالح جميع الضحايا”، حسب المصدر ذاته.
وتعتزم لجنة “نداء طاطا” التحضير لملتقى “أمشاوار”، يومي 26 و27 أكتوبر 2024، الذي شدّد المجتمعون على ضرورة إنجاحه في واحة توك الريح، بمشاركة الضحايا وجميع الفاعلين المدنيين والسياسيين والاجتماعيين، مؤكدة على “أهمية مراعاة النوع الاجتماعي، وتحقيق العدالة في تمثيلية الجماعات، وضمان تنوع التجارب والمساهمات في أشغال الملتقى”.
وتأتي هذه اللقاءات في إطار الدينامية التي تقودها لجنة “نداء طاطا”، حسب البلاغ ذاته، وهي مبادرة “تسعى إلى تسليط الضوء على التحديات التي تواجه الإقليم والنهوض بأوضاعه عبر مقاربات شاملة تتجاوز الحلول الترقيعية”.
وأفاد بلاغ لجنة “نداء طاطا” أن الهدف من ملتقى “أمشاوار” هو جمع الضحايا والخبراء والفاعلين المحليين في فضاء مفتوح للحوار من أجل إيجاد حلول عملية ومستدامة لمواجهة تداعيات الكوارث الطبيعية، إضافة إلى تعزيز دور المجتمع المدني في اتخاذ القرار.
وتستعد اللجنة المذكورة، التي تضم نشطاء حقوقيين ينتمون لإقليم طاطا، لمقاضاة الدولة في شخص رئيس الحكومة عزيز أخنوش، بهدف إلزامه بإعلان الإقليم منطقة منكوبة وتفعيل القانون 110.14 المتعلق بالتأمين ضد الكوارث الطبيعية لإنقاذ سكان طاطا والأقاليم المجاورة من آثار الفيضانات الأخيرة.
وقال بنشيخ محمد لحبيب وهو محام بهيئة الرباط وعضو في لجنة نداء طاطا، في تصريح سابق مع صحيفة “صوت المغرب”، إن اللجنة ستعتمد “التقاضي الاستراتيجي” للمرافعة أمام المحكمة الإدارية بالرباط بهدف التأثير في السياسة العمومية المرتبطة بتدبير الأزمة في أقاليم الجنوب الشرقي المتضررة جراء السيول التي اجتاحت المنطقة في شتنبر الماضي، مخلفة قتلى ومفقودين وخسائرة مادية.
ولفت بنشيخ إلى أنه ستتم الاستعانة في تسجيل هذه الدعوى بكل من منتدى أفوس للدمقراطية وحقوق الإنسان باعتباره فاعلاً مدنياً في الإقليم، والجمعية المغربية لحقوق الإنسان التي تتمتع بالمنفعة العامة، بمشاركة أزيد من مائة محام ومحامية، مشيراً إلى أنه كان مقرراً تسجيلها الإثنين 7 أكتوبر إلا أن ذلك تعذر بسبب تزامن التاريخ مع الإضراب الوطني للمحامين.