أميرال إسباني: الجيوش الأوروبية ستدافع عن سبتة ومليلية ضد أي “غزو مغربي”

قال الأميرال الإسباني المتقاعد خوان رودريغيز غارات إن الجيش الموحد الذي يتوقع مراقبون إنشاءه من قبل دول الاتحاد الأوروبي، من شأنه أن يساهم في الدفاع عن سبتة ومليلية المحتلتين، “في حال تعرضهما لغزو من قبل المغرب”.
وأوضح غارات، في مقابلة مع إذاعة كوبي (COPE)، الجمعة 7 مارس 2025، أن معاهدة الاتحاد الأوربي لا تضع حدوداً جغرافية للدفاع عن أعضائه، مشيراً إلى أنها تهدف إلى حماية وحدة الأراضي لجميع الدول الأوروبية.
وأفاد بأن ذلك يتطلب التزام الدول الأعضاء بتنفيذ بنود المعاهدة، مشدداً في نفس الوقت على أن أفضل طريقة لإسبانيا من أجل ضمان التزام حلفائها بتلك البنود هو أن تكون وفية لهم عندما يحتاجون إليها، كما هو الحال اليوم.
ويرى الأميرال الإسباني أنه يجب على الجيش أن “يكون مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بفكرة الأمة، وينشأ من إرادة مشتركة للدفاع عن النفس، وهذا هو الأساس الذي قامت عليه فكرة الأمة عبر التاريخ”.
ويقول إن أول جهد يجب بذله، قبل النظر إلى الجانب الاقتصادي، “هو أن يشعر الإسبان بأن الدفاع عن لاتفيا (دولة أوروبية على حدود روسيا) يخصهم، وأن يشعر اللاتفيون بأن الدفاع عن سبتة ومليلية يخصهم”، بحيث أن المال لا يشتري إرادة الشعوب، التي تعد عنصراً أساسيا في بناء منظومة دفاعية.
وأشار غارات إلى أنه “لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به”، مشيراً إلى أن حلف الناتو يمتلك هيكلاً عسكرياً متكاملاً، وهو ما يفتقر إليه الاتحاد الأوروبي. وقال إنه يمكن تحقيق ذلك ببعض التنازلات من الدول الأعضاء، “إلا أن الأنظمة التي تفتقر إليها أوروبا وتحتاجها لإنشاء جيش من الدرجة الأولى لا يمكن تصميمها بين عشية وضحاها”.
وأشار كمثال على ذلك إلى أن “أكبر نقص تعاني منه أوروبا حالياً هو في أنظمة الدفاع ضد الصواريخ الباليستية”، إذ أنه لا يوجد أي نظام أوروبي قادر على تنفيذ هذه المهمة، “ومن غير المرجح أن نتمكن من شرائه من الولايات المتحدة، على الأقل ليس بالثقة الكافية للحفاظ على استقلالنا الاستراتيجي”، وفقاً لتعبيره.
لذلك، الخيار الوحيد المتاح يضيف غارات “هو تصميم وبناء نظام خاص بنا، ولن يكون هذا النظام جاهزاً للعمل قبل عشر سنوات على الأقل”.
وأوضح الأميرال أن “الصواريخ الباليستية تعمل مثل قذيفة المدفع، حيث ترتفع إلى أعلى ثم تسقط معتمدة على القصور الذاتي، تماماً كما تفعل قذائف المدفع. ولكي تصل إلى قارة أخرى، يجب أن ترتفع أكثر من ألف كيلومتر، ولا يوجد حتى الآن أي سلاح دفاعي في العالم يمكنه الوصول إلى هذا الارتفاع”.
أما بالنسبة للإطار الزمني لإنشاء الجيش الأوروبي، يقول الأميرال الإسباني المتقاعد خوان رودريغيز غارات “إذا توفرت الإرادة السياسية، يمكن إنشاء الهياكل التنظيمية للجيش الأوروبي بسرعة، خلال عام واحد فقط. ولكن لكي يكون لدينا جيش أوروبي فعال، مسلح بجميع الأنظمة الضرورية، وقادر على خوض حرب عالية الكثافة دون الحاجة إلى دعم الولايات المتحدة، فإن ذلك سيستغرق ما لا يقل عن 10 سنوات”.
وبخصوص الهيكل الذي يحتاجه هذا الجيش، يشير غارات إلى أن أوروبا “لن تحتاج إلى الكثير من القوات الإضافية، إذ هناك نقص في كل شيء تقريباً، وخاصة الذخيرة”، لافتاً إلى أن “مستودعات الذخيرة وقطع الغيار لديها شبه فارغة، لكن المشكلة الأكبر التي ستواجه أوروبا هي في كيفية تجميع هذه القطع المختلفة معا”.
وأضاف أن “جميع الدول تمتلك دبابات وفرقاطات”، مبيناً أن ما ينقص هو الأنظمة التي لا تستطيع أي دولة بمفردها الحصول عليها، والتي تحتاج أوروبا إلى شرائها كمجموعة بسبب تكلفتها الباهظة، مشيراً كمثال على هذه الأنظمة إلى حاملة الطائرات الأمريكية التي “لا تعتبر مجرد قطعة عسكرية، بل هي عنصر أساسي في استراتيجية بحرية كاملة”، حسب تعبيره.