ألمانيا تتهم إيلون ماسك بـ”محاولة التأثير على الانتخابات”
اتّهمت الحكومة الألمانية الملياردير الأميركي إيلون ماسك اليوم الإثنين 30 دجنبر 2024، بـ”محاولة التأثير على الانتخابات” التشريعية المقرّرة في ألمانيا في أواخر فبراير بدعمه في أكثر من مناسبة حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف.
وقالت مساعدة المتحدثة باسم الحكومة الألمانية كريستيانه هوفمان خلال الإحاطة الإعلامية الدورية إن “إيلون ماسك يحاول التأثير على الانتخابات الفدرالية بتصريحاته”.
وأكّدت أن “له الحرّية في التعبير عن رأيه” لكن تصريحاته توازي “توصية انتخابية لحزب مراقب” من جهاز المخابرات الداخلي في ألمانيا، “إذ يشتبه بانتمائه إلى اليمين المتطرف” وقد تمّ “الاعتراف” بذلك من قبل القضاء.
وفي ألمانيا، يجوز إخضاع الأحزاب التي تعدّ من اليمين المتطرف لمراقبة الشرطة في ظلّ مخاوف من المساس بالنظام الدستوري.
والسبت نشرت صحيفة “فيلت” مقال رأي لإيلون ماسك اعتبر فيه أن “البديل من أجل ألمانيا” هو “بصيص الأمل الأخير” لهذه البلاد، معارضا بشدّة تصنيفه “الخاطئ” ضمن اليمين المتطرف.
وفي هذا المقال، أعاد صاحب شبكة “اكس” ومؤسس شركتي “تيسلا” و”سبايس اكس” التأكيد على موقفه الداعم للحزب الذي سبق أن أيّده في 20 دجنبر في تغريدة أثارت امتعاضا في ألمانيا في خضمّ الحملة الانتخابية.
وتعطي استطلاعات الرأي حزب “البديل من أجل ألمانيا” 19 % من نوايا التصويت في المرتبة الثانية بعد المعارضة المحافظة التي تحظى بحسب التقديرات بـ 32 % من نوايا التصويت.
ويتنامى الامتعاض في ألمانيا من تصريحات ماسك في ظلّ تنامي نفوذ الملياردير مع اقتراب بدء ولاية الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب الذي كلّفه تولي وزارة مستحدثة لكفاءة الحكومة.
وفي أعقاب انهيار الائتلاف الحاكم في ألمانيا، وصف إيلون ماسك المستشار الاشتراكي الديموقراطي أولاف شولتس بـ”المجنون”.
وفي 20 دجنبر بعد الهجوم الذي استهدف سوقا ميلادية في ماغديبورغ، نعته بـ”المعتوه غير الكفؤ”، داعيا إياه للاستقالة.
وقالت كريستيانه هوفمان الإثنين إن “حرّية التعبير قد تنطوي أيضا على أكبر التفاهات”.
وقارن الرئيس المشارك للحزب الاشتراكي الديموقراطي لارس كلينغبايل سلوك إيلون ماسك بذاك الذي ينتهجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قائلا “كلاهما يريدان إضعاف ألمانيا وإغراقها في الفوضى”.
بدوره، انتقد زعيم المعارضة المحافظة فريدريش ميرتس الأوفر حظّا للظفر بالمستشارية في الانتخابات المقبلة مقال إيلون ماسك، معتبرا أنه يحشر نفسه بما لا يعنيه وينمّ ما كتبه عن غطرسة.
وقال زعيم “الاتحاد المسيحي الديموقراطي” في تصريحات لمجموعة “فونكه” الإعلامية “لا أتذكّر في تاريخ الديموقراطيات الغربية تدخّلا مماثلا في حملة انتخابية في بلد صديق”.