ألعاب أحيزون!
بالصدفة وجدت تصريحا قديما لعبد السلام أحيزون رئيس الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى على هامش الجمع العام العادي للجامعة سنة 2019 والذي يقول فيه إن جامعته واصلت مهمة إعداد النخب الشابة بمؤسسات التكوين التابعة لها وفق مسلك دراسة ورياضة بكل من المراكز الجهوية الخمسة، والأكاديمية الدولية محمد السادس لألعاب القوى، والمعهد الوطني لألعاب القوى، وأن التكوين انصب على تخصصات المسافات الطويلة والقصيرة والمتوسطة.. كما التزمت الجامعة، بحسبه في ذات التصريح بـ”التصدي لتعاطي المنشطات وجعلت من مكافحتها خيارا استراتيجيا شكل إحدى أولوياتها وفق مقاربة صحية وأخلاقية، وذلك درءً لمخاطرها الصحية وحفاظا على نبل الأخلاق”.
المسؤول الأول عن ألعاب القوى المغربية كان يتحدث عن “استراتيجية” إعداد النخب الشابة بعد مرور 13 سنة على أخذه بزمام هذه الرياضة من يد محمد أوزال الذي سيّرها عبر لجنة مؤقتة بين سنتي 2000و 2006، وكل هذه السنوات السيد أحيزون “ما بان ليه والو ما يدير ” للمحافظة على تألق ألعاب القوى وإنجاب الخلف للعدد الكبير من العدائين العالميين الذين كان ينجبهم المغرب في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي في جل المسافات المتوسطة والطويلة.
وإذا أضفنا الخمس سنوات التي مرت على سنة 2019 وألقينا إطلالة سريعة على مجمل السنوات التي قضاها السيد عبد السلام أحيزون والتي وصلت إلى 18 سنة على رأس جامعة ألعاب القوى، وحصيلة وجوده فيها، سنجد أنفسنا أمام حالة غريبة لا تخضع لا لمنطق المسؤولية ولا المحاسبة، ولا على الاستمرار في المنصب مقابل الإنجازات.
كان من الممكن أن نتجاهل وجود عبد السلام أحيزون على رأس جامعة ألعاب القوى كل هذه السنوات، وأن نتغاضى عن تحويلها إلى ما يشبه الممتلكات الخاصة مع حصيلة الأصفار التي أحرزها المغرب في عهده، لو كانت جامعة رياضة مغمورة لا تراكم فيها البلاد تاريخا ولا تتوفر على الإشعاع الكافي وسط الفئات الشعبية مثل العديد من الجامعات الرياضية المغربية التي سجلها رؤساؤها في ملكيتهم إلى الأبد.. ولكن عندما يتعلق الأمر بجامعة رياضة عريقة في المغرب ولها شعبية كانت تنافس كرة القدم في الكثير من الفترات، وأنجبت العشرات من الأبطال العالميين ورفعت راية البلاد كثيرا في المحافل الدولية، وتعجز طيلة 18 سنة عن المحافظة على بريقها وتتوالى الإخفاقات في عهدك ويغيب اسم المغرب عن الكثير من السباقات التي سيطر عليها أبطاله لعقود طويلة، ومع ذلك تبقى لك “الجبهة” للاستمرار في منصبك كل هذه السنوات، فذلك نعبر عنه نحن المغاربة بكلمة واحدة وهي… “وا باز” !!!
رياضة ألعاب القوى المقترنة عندنا نحن في المغرب بالجري فقط، لا تعوزها المواهب منذ أن تركنا الاستعمار وحال سبيلنا، ففي كل المدن والقرى المغربية لابد وأن تجد إلى يومنا هذا من هو مؤهل ليصبح مثل المرحوم عبد السلام الراضي أول حائز على ميدالية أولمبية بروما سنة 1960، أو مثل الأسطورة سعيد عويطة أو هشام الكروج أو نزهة بيدوان أو ابراهيم بوطيب أو خالد السكاح أو باقي اللائحة الطويلة والعريضة من الأبطال الذين أنجبتهم هذه الرياضة المجيدة عبر تاريخ المغرب.. ومن العار أن تتحول من قاطرة للإنجازات الرياضية الوطنية إلى هيكل فارغ من كل روح يكتفي بانتظار ميدالية يتيمة للبطل العصامي سفيان البقالي لكي نقول للجميع بأن كل شيء على ما يرام.