أكاديمي يدعو إلى استثمار “الشيح والريح” في تنمية بولمان
اعتبر حسن المشهور، الأستاذ بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بفاس، أن من الضروري القطع مع التصور التقليدي اتجاه منطقة بولمان، والانفتاح في المقابل على تصور مبني على التنمية المستدامة يحول نبتة “الشيح” إلى مورد طبي نافع، وذلك خلال الندوة الافتتاحية للدورة الأولى للأيام السينمائية والإعلامية لإقليم بولمان، مساء الجمعة 20 يناير 2024، بمدينة ميسور.
وأكد الأستاذ المشهور أن التصور التقليدي السائد عن منطقة بولمان، و”المتجسد في ضعف الإنتاج، والنقص في البنية التحتية، وغياب الأنشطة الصناعية وغياب مظاهر الحداثة والعصرنة”، هو تصور واقعي، ولتغيير واقعه، يقول المشهور، “يجب تعويض الصورة التقليدية بتصور تنموي ينظر للمنطقة كمنتج لموارد طبيعية، وموارد طبية وطاقة متجددة”.
واعتبر الأستاذ الجامعي أن غياب الوحدات الصناعية من أبرز المشاكل التي يواجهها إقليم بولمان، الأمر الذي ينعكس سلبا على فرص الشغل بالمنطقة، إلى جانب ارتفاع نسبة الساكنة المرتبطة بالفلاحة التي تصل إلى 75 بالمائة، وفسر المشهور هذه النسبة بهيمنة المجال الغابوي على الإقليم.
“تعويض الهوية الدفاعية بهوية هجومية، تقضي على مظاهر التخلف” هو ما اقترحه حسن المشهور في معرض حديثه عن منطقة ميسور، مفسرا الهوية الدفاعية بالتبعية وعدم المبادرة وغياب التنمية، أما الهوية الهجومية فيعتبرها أساسية وتنبع من الاستقلالية والحس الإبداعي بهدف تحقيق التنمية المستدامة للمنطقة.
وأوضح حسن المشهور في عرضه إقليم بولمان، “باعتباره متنوع جغرافيا، ويحتوي على مؤهلات، تضمن له التنمية المستدامة، إلى جانب عذرية المجال وخصوبته، والمكون الثقافي المحلي الذي يزخر به الإقليم”، واعتبر المشهور هذا العامل الأخير ميزة يمكن توظيفها كتيمة أساسية للنهوض بالمنطقة.
وخلص المشهور في مداخلته إلى توصيات، تكفل تحقيق التنمية المستدامة لإقليم بولمان، والتي ركزها في: “الطاقة المتجددة والمحافظة على البيئة، من خلال استثمارات في السياحة والفلاحة الايكولوجية، والنباتات العطرية والطبية، إلى جانب النهوض بالمجال السينمائي ورياضة المغامرات”.