أكاديمية الحسن الثاني تحتفي بمتفوقي المباراة العامة للعلوم والتقنيات

نظّمت أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات، كعادتها السنوية، اللقاء السنوي للفائزات والفائزين في المباراة العامة للعلوم والتقنيات، المستفيدين من منحة التميز التي تخصصها الأكاديمية لدعم النخبة من التلاميذ المتفوقين في الشعب العلمية والتقنية.
وحسب بلاغ صادر عن الأكاديمية، فإن هذا اللقاء يأتي في إطار المهام التي تضطلع بها المؤسسة، “وعلى رأسها الإسهام في بلورة سياسة وطنية لتنمية الموارد البشرية في المجال العلمي”، من خلال استقطاب كفاءات شابة واعدة وتوجيهها نحو التميز العلمي والتكنولوجي.
وأشار البلاغ إلى أن القطاع الوزاري المكلف بالتربية الوطنية هو من يُشرف على تنظيم المباراة العامة للعلوم والتقنيات، التي تُفتح في وجه التلميذات والتلاميذ الحاصلين على شهادة الباكالوريا بمعدلات عالية في المواد العلمية الأساسية، حيث يتم انتقاء أربعة فائزين في شعبة الرياضيات، وفائزَين في كل من الفيزياء، علوم الحياة والأرض، وعلوم المهندس.
وأكدت الأكاديمية أن الفائزين العشرة يستفيدون من منحة دراسية كاملة تغطي المسار الأكاديمي بأكمله، من سلك الإجازة إلى غاية الدكتوراه، بشرط الحفاظ على مستوى دراسي متميز طوال فترة التكوين.
وأبرز البلاغ أنه منذ إرساء هذا النظام سنة 2010، استفاد منه 138 فائزًا (97 ذكورًا و41 إناثًا)، موزعين على مختلف التخصصات، من ضمنهم 48 في شعبة الرياضيات، و30 فائزًا في كل من الشعب الثلاث الأخرى.
وأشار المصدر إلى أن عددًا من هؤلاء المتفوقين تمكنوا من الالتحاق بأرقى المؤسسات الجامعية على الصعيد الدولي، من بينها المدرسة المتعددة التقنيات بباريس (École Polytechnique) التي استقبلت 30 فائزًا، والمدارس العليا للأساتذة بفرنسا (ENS – شارع أولم، كاشان، ليون) التي احتضنت 8 منهم، إلى جانب 13 فائزًا آخرين التحقوا بمؤسسات مرموقة من قبيل CentraleSupélec، ومدرسة الجسور والطرق (Ponts et Chaussées)، وغيرها.
وأكد البلاغ أن 12 فائزًا أكملوا بالفعل أطروحاتهم للدكتوراه في مختبرات دولية كبرى، خصوصًا بأمريكا الشمالية، فيما لا يزال 7 آخرون في طور إعداد أطروحاتهم في مؤسسات عالمية مرموقة، منها: معهد مونتريال لخوارزميات التعلم، جامعة ستانفورد، معهد MIT، جامعة نيويورك، جامعة مونتريال، جامعة ساكلاي بباريس، École Normale Supérieure، EPFL بلوزان، وجامعة أوكسفورد.
وأوضح أن “هذه النتائج تعكس بداية تحقق الأهداف الكبرى التي وُضع من أجلها نظام منحة التميز، وفي مقدمتها تعبئة كفاءات علمية مغربية رفيعة المستوى لخدمة الوطن وتعزيز البحث العلمي الوطني”.
وشددت الأكاديمية على أن “الفائزين الذين يتحلون بإرادة قوية وطموح علمي عالٍ، يعبرون عن رغبة صادقة في رد الجميل لوطنهم، من خلال المساهمة في تطوير البحث العلمي العالمي مع الحفاظ على روابطهم المتينة بالمغرب”، وهو ما يتماشى مع الخطاب الملكي الذي ألقاه محمد السادس، يوم تنصيب الأكاديمية، وجعلته هذه الأخيرة شعارًا لعملها: “خدمة الوطن والمساهمة في تنمية العلم العالمي”.
وفي هذا السياق، ذكّرت الأكاديمية بما جاء في الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى 69 لثورة الملك والشعب، حيث وصف الملك أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج بـ”الكفاءات من الطراز العالمي”، لاسيما في التخصصات العلمية، داعيًا إياهم إلى الاستقرار والعمل بالمغرب، أو المساهمة من بلدان إقامتهم، عبر مختلف صيغ التعاون والشراكة.
وختمت الأكاديمية بلاغها بالتأكيد على التزامها بمواصلة تأطير وتشجيع التميز العلمي، وتوفير كل الظروف الملائمة لتكوين جيل جديد من الباحثين المغاربة القادرين على الإسهام في نهضة علمية وطنية ذات إشعاع دولي.