أصوات يسارية تحمل السلطات المغربية مسؤولية “الهروب الجماعي” نحو سبتة المحتلة
حملت شبيبة اليسار الديمقراطي، الدولة المغربية مسؤولية “الوضع الكارثي” الذي تعاني منه الشبيبة المغربية، معتبرة أن محاولة الهجرة الجماعية التي شهدها يوم الـ 15 من شتنبر 2024، “تعد محاكمة ميدانية لفشل الدولة في تحقيق تنمية حقيقية وفشل لمشروع الدولة الاجتماعية”.
وانتقد المكتب الوطني لفيدرالية اليسار الديمقراطي في بلاغ له يوم أمس، والذي اطلعت صحيفة “صوت المغرب” على نسخة منه، “المقاربة القمعية التي تنتهجها السلطات المغربية” في التعامل مع مثل هذه الأوضاع، حيث قال إن نشر الأجهزة الأمنية والتضييق على الحريات لن يزيد الوضع إلا تأزما، وسيزيد من ارتفاع فقدان الثقة لدى الشباب.
وفي هذا السياق، دعا البيان الجهات القضائية إلى فتح تحقيق شامل في أحداث 15 من شتنبر الجاري، “وضرورة الكشف عن المتورطين في تعريض شباب وشابات الوطن إلى حملة تهجير قسرية جماعية”، مناشدا كل القوى الديمقراطية والتقدمية الشبابية “لتوحيد الصفوف وتشكيل جبهة وطنية لمواجهة السياسات التخريبية المسلطة على الشباب”، والمطالبة بوضع سياسة مندمجة للشباب قادرة على تقديم الإجابة الواقعية والعلمية على المشاكل التي تعاني منها هذه الفئة.
وسجل المكتب أثناء حلوله بالمنطقة “ليلة الهروب الجماعي”، وجود تجمعات بشرية تضم نساء ورجالا وشبابا وشابات بالإضافة إلى أطفال أعمارهم أقل من 15 سنة على طول الشريط الساحلي بين مدينة مارتيل إلى حدود باب مدينة سبتة المحتلة، فضلا عن الانتشار الواسع للقوات الأمنية في جميع مداخل مدن شمال المغرب وداخلها.
وأشار ذات المصدر إلى وجود معطيات تشير إلى وجود عشرات المفقودين، وتداول معلومات عن أزيد من 8 حالات وفاة، مضيفا وجود عدد من الجرحى، تتفاوت حالاتهم من حيث درجة الخطورة، “جراء التدخلات الأمنية أو جراء حوادث السير”.
وخلص البلاغ إلى أن، معظم الشبان والشابات الذين تنقلوا لشمال المغرب “لا يجدون مأوى ولا مأكل ولا مشرب بل يفترشون العراء ويتسولون لسد رمقهم”.
ومن جهتها، كشفت مصادر محلية بعمالة المضيق الفنيدق أن الصور أو المقاطع المصورة التي جرى تداولها مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي والتي توثق لأشخاص نصف عراة يجلسون على الأرض بمحاذاة مركبات للقوات المساعدة أو قبالة حائط إسمنتي “هي مقاطع مصورة قديمة تعود لعدة أيام خلت، خلال تمكن القوات العمومية من إحباط عملية هجرة غير مشروعة سباحة نحو ثغر سبتة المحتل”.
وأضافت أنه تم حينها إنقاذ المهاجرين وانتشالهم من مياه البحر، “وهو ما يفسر ظهور هؤلاء الأشخاص شبه عراة إلا من ملابس السباحة التي كانوا يرتدونها حين ضبطهم من قبل القوات العمومية”.
أما الصورة الثانية التي تظهر جلوس أشخاص حيال حائط إسمنتي، “فقد شككت نفس المصادر أن تكون هذه الصورة ذات علاقة بالأحداث الجارية بمدينة الفنيدق”، معربة أيضا عن عدم يقينها حتى من كون الصورة ذات صلة بأحداث جرى تسجيلها بالمغرب.
وجاء ذلك، في إطار التفاعل مع الصور أو المقاطع المصورة التي جرى تداولها منذ البارحة على مواقع التواصل الاجتماعي والتي توثق لأشخاص نصف عراة يجلسون على الأرض بمحاذاة مركبات للقوات المساعدة أو قبالة حائط إسمنتي.
وتعرف مدينة الفنيدق ومختلف السواحل الشمالية للمملكة “نزوح” جماعي لمئات الشباب الذين يريدون الهجرة بطريقة غير شرعية نحو مدينة سبتة المحتلة سباحة.
وقد عرفت المنطقة إنزالا أمنيا واسعا، لإحباط هذه العملية غير قانونية، والتي دعت إليها حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، محددة تاريخ تنفيذها يوم الأحد المنصرم، الموافق لـ 15 شتنبر 2024.