story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
التعليم والجامعة |

أساتذة اللغة الأمازيغية ينتفضون في وجه برادة بسبب “تهميش” لغتهم بمدارس الريادة

ص ص

يواجه مشروع “المدرسة الرائدة”، الذي أطلقته وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، انتقادات لاذعة بسبب ما يعتبره أساتذة اللغة الأمازيغية “تهميشا وإقصاء للغتهم”، رغم أنها لغة رسمية وفق الدستور المغربي، مستنكرين “استثناء اللغة الأمازيغية من العديد من الامتيازات والتدابير التي حظيت بها مواد تعليمية أخرى”، متسائلين في نفس الوقت حول مدى التزام الإصلاحات الجديدة بمبادئ “الإنصاف والعدالة”.

وفي هذا السياق، قال موراد بويسومار أستاذ اللغة الأمازيغية رئيس جمعية أساتذة اللغة الأمازيغية بإقليم سيدي قاسم، “إن الإصلاح الذي قدمه شكيب بنموسى تحت مسمى المدرسة الرائدة يظهر بشكل واضح إقصاء اللغة الأمازيغية، التي تُعتبر لغة رسمية في الدستور المغربي”، مشيرا إلى “أنهم يقومون بتحضير مراسلة سيوجهونها لرئيس الحكومة ووزير التربية الوطنية”.

“الإقصاء”

وأكد بويسومار في حديثه لصحيفة “صوت المغرب”، على أن الإقصاء تجلّى من خلال “حرمان آلاف التلاميذ”، لأكثر من شهرين، من تعلم اللغة الأمازيغية بدعوى أنها ليست مادة “أداتية”، وهو تبرير غير مقبول ينم عن تجاهل أهمية هذه اللغة.

وأشار المتحدث إلى استثناء أساتذة اللغة الأمازيغية من الاستفادة من منحة 10 آلاف درهم، التي استفاد منها زملاؤهم الذين يدرّسون مواد كاللغة العربية، الفرنسية، والرياضيات، مشيرا إلى أن “هذا الإقصاء تم تبريره بأنهم لا يدرسون تلك المواد”، مستدركا أنه “على الرغم من أننا شاركنا في جميع التكوينات الضرورية ، وكنا جزءاً أساسياً من عملية التعليم داخل المؤسسات”.

وأوضح الأستاذ، أن “هناك حالات استفاد فيها أساتذة اللغة الأمازيغية في جهات أخرى من هذه المنحة، بينما تم استثناء جهة الرباط سلا القنيطرة، و في إقليم سيدي قاسم”، معتبرا أن “هذا التمييز غير مبرر ولا يتماشى مع مبدأ المساواة الذي يجب أن يكون في صلب السياسات التعليمية”.

من جهة أخرى، كشف بويسومار حرمان أساتذة اللغة الأمازيغية من الحواسيب التي تم توزيعها هذا الموسم الدراسي، رغم تجهيز الأقسام بالحواسيب للاشتغال بها، مبرزا أن “هذا الحرمان يعيق عملية التدريس ويحدث فجوة بيننا وبين زملائنا الذين استفادوا من هذه الوسائل التكنولوجية”.

وأكد رئيس جمعية أساتذة اللغة الأمازيغية أن “هذا الوضع غير عادل، ونطالب الجهات الوصية على قطاع التعليم بتصحيح هذا الإقصاء الذي يطال اللغة الأمازيغية وأساتذتها”، مشددا على أن “اللغة الأمازيغية جزء لا يتجزأ من الهوية المغربية، وتلاميذنا لهم الحق في تعلمها على قدم المساواة مع اللغات الأخرى”.

وخلص المتحدث ذاته، إلى تأكيده على أن أي إصلاح تعليمي يجب أن يضمن الإنصاف والعدالة لكل الفاعلين التربويين، دون أي استثناء أو تمييز.

“مقاطعة”

وكان أساتذة اللغة الأمازيغية المنظوون تحت لواء التنسيقية الوطنية إلى جانب الفعاليات الأمازيغية قد نظمت وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي و الرياضة بالرباط ، وخاضت إضرابا وطنيا يوم الثلاثاء 26 نونبر 2024، مرفوقا بوقفات احتجاجية أمام الأكاديميات الجهوية لمهن التربية والتكوين.

وأعلن أساتذة اللغة الأمازيغية الشهر الفائت عزمهم مقاطعة عدد من ساعات العمل ومهام وتكوينات على مستوى مدارس الريادة احتجاجاً على إقصائهم من منح هذه الأخيرة، وخروقات “يعرفها ورش تعميم تدريس اللغة الأمازيغية في سلك التعليم الابتدائي”.

ودعت التنسيقية الجهوية لأساتذة وأستاذات اللغة الأمازيغية بالدار البيضاء سطات، في بلاغ توصلت صحيفة “صوت المغرب” بنسخة منه، إلى “مقاطعة كل المهام التي ليست من اختصاصهم داخل ما يسمى بمدرسة الريادة، وتكوينات هذه الأخيرة التي تقصي اللغة الأمازيغية بذرائع واهية”.

وقالت التنسيقية إن التعميم التدريجي للغة الأمازيغية في السلك الابتدائي “انحرف عن مساره الحقيقي وعرج ناحية تعميم الأساتذة بدلاً عن المادة”، مستنكرة مذكرة للمديرية الإقليمية في بنمسيك تنص على اشتغال معلم اللغة الأمازيغية “مع تسعة أفواج بمجموع 30 ساعة، بمعدل ثلاث ساعات لكل فوج إضافة إلى 3 ساعات مخصصة للدعم ومعالجة التعثرات وأنشطة الحياة المدرسية”، متسائلة بشأن كيفية تنزيل ذلك على أرض الواقع “في ظل الاشتغال بأنصاف ساعات بالكاد تكفي لتمرير الأنشطة البيداغوجية المقررة مع هدر لجلها في الانتقال بين القاعات والأفواج”.

واعتبرت “هذه الاجتهادات تعبيراً عن عدم معرفة بحيثيات اللغة الأمازيغية داخل الفصول الدراسية”، مشددة على أنها “تتنافى والمذكرات المنظمة لتخصص اللغة الأمازيغية”، خاصة المذكرتين 133 و116.

ونددت تنسيقية أساتذة اللغة الأمازيغية بإقصائهم من منح مؤسسات الريادة إسوة بزملائهم وزميلاتهم، وهو ما يكرس حسب نص البلاغ “الميز واللامساواة واللاعدالة الأجرية بين الأطر التربوية”، وكذلك بما وصفته ب”التلكؤ والارتجالية” في تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية أفقياً وعمودياً في قطاع التربية والتعليم.

تعميم اللغة الأمازيغية

وكانت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة أعلنت، في أبريل الماضي، مخططها لتسريع وتيرة تعميم اللغة الأمازيغية في مؤسسات التعليم الابتدائي برسم الموسمين الدراسين 2024/2025 و2025/2026، بهدف تحقيق نسبة تعميم تصل إلى 50 في المائة.

وقالت في المذكرة، التي توصلت صحيفة “صوت المغرب” بنسخة منها، إن تحقيق النسبة نفسها يحتاج خطة تطبق على مرحلتين وتقوم على تعيين 600 أستاذ متخصص في تدريس اللغة الأمازيغية ممن تم توظيفهم خلال الموسم الدراسي الحالي في 600 مؤسسة تعليمية لا يشملها تدريس اللغة الأمازيغية.

وأوضحت أنه سيتم تكوين 2000 أستاذ لتدريس الأمازيغية إلى جانب المواد التعليمية الأخرى في المؤسسات التي لا يشملها البرنامج وذلك ابتداء من العام الجاري، مشيرة إلى أن تنفيذ هذه الخطة “سيمكن من تغطية ما يفوق 2000 مؤسسة تعليمية ابتدائية إضافية سيشملها تدريس اللغة الأمازيغية في أفق السنة الدراسية 2025/2026، بما سيسمح ببلوغ نسبة التغطية المستهدفة في إطار مخطط التنزيل المتدرج لتعميم الأمازيغية في المؤسسات الابتدائية”.