أزمة طلبة الطب تتفاقم .. الكليات تصدر قرارات تأديبية والغضب يتصاعد ضد ميراوي
بعد التصريحات الأخيرة التي أدلى بها وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عبد اللطيف ميراوي من قبة البرلمان والتي وصفت بـ”التهديد الصريح” لطلبة الطب، تقاطرت التفاعلات التي جرت “الغضب” على الوزير، فيما مرت كليات الطب نحو إصدار قرارات تأديبية في حق الطلبة.
وأصدرت كلية الطب بطنجة قرارا تأديبيا يقضي بإقصاء طالبين من المؤسسة مع المنع من التسجيل لموسمين جامعيين، كما قررت كلية الطب بالرباط توقيف ثلاثة طلبة لمدة سنتين، والتحقت كلية الطب بوجدة بالركب بإصدار قرار الإقصاء من الكلية والمنع من التسجيل لسنتين في حق طالب.
واتهمت النائبة البرلمانية عن فيدرالية اليسار فاطمة التامني، الحكومة من خلال وزارة التعليم العالي، بـ”التعنت ونهج أسلوب قمعي انتقامي ضد طلبة الطب والصيدلة”. معتبرة أن ذلك ما تعنيه لغة الوزير “التهديدية” بالواضح داخل المؤسسة التشريعية. وترى النائبة البرلمانية أن هذا الأمر لن يتجه بـ”احتجاجات الطلبة نحو الحل، وإنما سيزيد من دون شك من حدتها وسيؤجج الاحتقان وسط الطلبة” وفق تعبير التامني.
وقالت في سؤال كتابي موجه للوزير المعني، إن “إصدار توقيفات في حق طلبة لا ذنب لهم إلا أنهم عارضوا بمعية آلاف الطلبة والأسر والهيئات، مجموعة من القرارات التي شرعت الحكومة في تنفيذها بفرض أسلوب “الأمر الواقع”، وهو ما تم رفضه جملة وتفصيلا، لخير دليل على أن الحوار المزعوم لدى الوزارة تجسد من خلال المجالس التأديبية التي ترجمت سياسة الزجر والقمع والعنف للتضييق على الطلبة والتضحية بمستقبلهم والاتجاه بالمهنة نحو المجهول “.
وأكدت أن اتجاه كليات الطب والصيدلة، لتوقيف طلبة، مبررة قرارها بكون هؤلاء صدر منهم أفعال تخل بالسير العادي
للعملية التعليمية، يسائل الحكومة بشأن عما إذا كان هناك سير عادي للعملية التعليمية أمام هذه التوقيفات.
واعتبرت التامني أن لهؤلاء الطلبة كامل “الحق في التعبير عن الاختلاف حتى وإن كان مع الحكومة نفسها” مضيفة قولها إننا “نكون صيادلة وأطباء الغد القادرين على اتخاد قرارات مصيرية، وليس “روبوتات” كما تريد الحكومة متوسلة بلغة الوعيد والترهيب ، بدلا من الحوار والترغيب”.
وساءلت في هذا الصدد الوزير ميراوي عن التدابير التي تعتزم وزارته القيام بها للتراجع عن هذه التوقيفات التي وصفتها بـ”الانتقامية” ضد طلبة “همهم بالأساس هو تجويد التكوين، واستخدام لغة العقل والحكمة لتجاوز الأزمة القائمة”.
ومن جانبها تفاعلت شبيبة العدالة والتنمية مع تصريحات ميراوي، قائلة إنها تابعت “باستغراب شديد تصريحات الوزير” معتبرة إياها تصريحات “غير المسؤولة” وفق بلاغ لها.
واستنكرت شبيبة العدالة والتنمية ما وصفته بـ”لغة التهديد والوعيد التي تحدث بها وزير التعليم العالي في حق الطلبة”. داعية إياه ومن خلاله رئيس الحكومة،إلى المبادرة إلى إيجاد الحلول المناسبة، عوض التصريحات التصعيدية و”المستفزة وخطاب التشكيك”. على حد تعبير شبيبة المصباح.
واعتبر المصدر ذاته أن هذا الأمر لن يؤدي إلا إلى “تأجيج الاحتجاجات وتعميق حالة عدم الثقة بين الطلبة والوزارة. وفي هذا الصدد، طالبت شبيبة العدالة والتنمية الحكومة بتحمل مسؤوليتها واستئناف الحوار والإنصات للإشكالات العملية الحقيقية التي يطرحها طلبة الطب والصيدلة والمرتبطة بتقليص سنوات الدراسة.