story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
تكنولوجيا |

أرشيف “الكان”.. المغرب في دورة 1972.. تأهل تاريخي بطعم سياسي

ص ص

يعود تأخر ظهور المغرب في أول نسخة لنهائيات كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم، إلى تراكم ظروف متشابكة امتدت من منتصف الخمسينيات إلى بداية السبعينيات؛ فالمغرب الذي تأسست جامعته الكروية سنة 1955 لم يلتحق بالكاف إلا سنة 1959، كما وجد نفسه بين 1958 و1960 تحت عقوبة من الفيفا بسبب مواجهته منتخب جبهة التحرير الجزائرية تضامنا مع مطلب الاستقلال، ثم جاء انسحابه سنة 1962 من مواجهته الحاسمة أمام تونس في التصفيات احتجاجا على منح القارة الإفريقية نصف مقعد فقط في مونديال الشيلي، رغم أنه في العام نفسه خاض مباراة السد ضد إسبانيا وكان يستعد كذلك لاحتضان الألعاب العربية بالدار البيضاء،  هو ما يعكس تعقيد المرحلة أكثر من كونه ضعفا على المستوى الرياضي.

وبعد ذلك، سقط المنتخب سنة 1963 في التصفيات أمام تونس بمجموع المباراتين، ثم اعتذر سنة 1965 وسط اضطرابات اجتماعية وسياسية حادة، كما غاب سنة 1968 خلال فترة حالة الاستثناء التي عطلت جزءا من النشاط الرياضي الوطني، قبل أن يخسر سنة 1970 بطاقة التأهل أمام الجزائر رغم نجاحه الباهر في التأهل في العام ذاته إلى مونديال المكسيك.

الكاميرون 1972.. تأهل بطعم سياسي

ولم تتحقق المشاركة الأولى إلا سنة 1972 في الكاميرون، بعد انتصار المنتخب الوطني على الجزائر في مواجهة فاصلة أجريت بنظام الذهاب والإياب، ويكشف اللاعب الدولي السابق بوجمعة بن خريف عن مدى اهتمام الملك الراحل الحسن الثاني بالمنتخب الوطني حينها، مشيرًا إلى أنه تدخل شخصيًا لتحديد تشكيلة المغرب في مباراة الإياب أمام الجزائر، ويوضح بوجمعة أن تدخل الملك جاء بعد خسارة المنتخب المغربي في مباراة الذهاب بالجزائر بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، وهو ما اعتبره الحسن الثاني إهانة شخصية، خصوصًا في ظل التوتر الكبير بينه وبين الرئيس الجزائري آنذاك هواري بومدين.

ويشير بن خريف إلى أن أهمية المباراة نفسها كانت سببًا إضافيًا لتدخل الملك، فالفوز كان ضروريًا لضمان أول مشاركة للمغرب في كأس إفريقيا، لكن الدافع الأكبر كان رسالة بومدين إلى لاعبي الجزائر التي تضمنت دعوة لتأكيد نتيجة الذهاب، رغم أن هزيمة المنتخب المغربي في الجزائر شابتها الكثير من الإعتداءات والمضايقات.

من جانبه، يروي محمد عبد العليم «بنيني»، لاعب الرجاء البيضاوي والمنتخب المغربي سابقًا، تفاصيل المواجهة الحاسمة بين المغرب والجزائر، قائلًا إن “العلاقات بين البلدين كانت متوترة، مما دفع هواري بومدين لحضور مباراة الذهاب في ملعب العناصر بالجزائر، ونزل إلى مستودع الفريق لتشجيع لاعبيه من أجل هزم المنتخب الوطني”.

وأضاف أن “الحكم التونسي لعب دورًا مهمًا في سير المباراة لصالح الجزائر، بعدما طرد المدافع المغربي السليماني مبكرًا، وهو ما جعل المنتخب الوطني يلعب أغلب المباراة بنقص عددي، فضلًا عن الاعتداء الوحشي على اللاعب الفيلالي الذي حضر من وجدة لمتابعة اللقاء من المدرجات”.

وقبل مباراة الإياب، وأثناء توجه اللاعبين إلى الملعب الشرفي بالحافلة، أعلن المدرب اليوغوسلافي فيدنيك التشكيلة على مسامع الجميع، وختم قائلاً: “هذه التشكيلة حددها الملك الحسن الثاني، ولا دخل لي فيها”.

وكان المدرب قد وعد اللاعبين زهراوي وغاندي بالمشاركة، إلا أن الملك قرر وضعهما على مقاعد البدلاء. المفاجأة الكبرى كانت فوز المغرب في الإياب بثلاثة أهداف دون رد، سجلها كل من بيتشو وباموس ثم بوجمعة.

وأضاف بنيني: «فاز منتخب الحسن الثاني على منتخب هواري بومدين، وتمكن المغرب من التأهل لأول مرة إلى نهائيات كأس إفريقيا بالكاميرون. وقد عنونت الصحف حينها: “الحسن الثاني يهزم الجزائر”.

وبسبب تدخل الملك في التشكيلة وصناعة الفوز، تلقى المدرب فيدنيك قرار الإقالة فور انتهاء المباراة”.

لقب كونغولي وخروج مغربي مبكر

فجر منتخب الكونغو برازافيل مفاجأة من العيار الثقيل في دورة 1972 بالكاميرون التي كانت قد شيدت بالمناسبة ملعبين جديدين بياوندي ودوالا، وهو المنتخب الذي لم يكن أشد الكونغوليين تفاؤلا يتوقع منه أن يجتاز حتى الدور الأول، خاصة وأنه كان يوجد ضمن مجموعة تضم ثلاثة منتخبات قوية وهي منتخبات المغرب وزايير والسودان.

لكن منتخب الكونغو كان بالفعل الحصان الأسود في هذه المجموعة. إذ رغم هزيمته أمام المنتخب الزاييري 2-0 فقد أرغم المنتخب المغربي، الذي كان يتشكل بنسبة كبيرة جدا من لاعبي مونديال مكسيكو 1970، على التعادل 1-1 واكتسح حامل اللقب منتخب السودان 4-2 وتأهل لنصف النهاية بفضل القرعة بعد تساويه في النقط مع المنتخب المغربي الذي كان قد تعادل أيضا في جميع مباريات الدور الأول، ليخرج المنتخب الوطني من الدور الأول في أول مشاركة في “الكان”.

وفي نصف النهاية، فاز المنتخب الكونغولي على منتخب البلد المضيف الكاميرون 1-0 الذي كان يشرف وقتئذ على تدريبه الألماني بيتر شنيتغر ويضم في صفوفه بعض المحترفين من بينهم جان بيير طوكوطو، وواجه في المباراة النهائية منتخبا كان هو الآخر مفاجأة الدورة وهو منتخب نسور مالي بقيادة نجمه الكبير ساليف كيتا وفاز عليه 3-2 بقيادة نجمه مبونو الملقب ب “الساحر” موقعا هدفين حاسمين.