توعدت بإبادة غزة.. من هي الإسرائيلية مسعودة الممثلة بالمسلسل المغربي “الناس لملاح”؟

“ستمحى غزة اليوم”.. عندما يتفوه بها شخص ستعتقد أنه من الجنود الإسرائيليين الذين اجتاحوا القطاع في أكتوبر 2023، لكن ماذا إن كان المُلوّح بهذا الشعار، بطلاً في مسلسل مغربي موجه لشعب يتربع على قائمة الشعوب الأكثر تضامناً مع الشعب الفلسطيني ضد العدوان الإسرائيلي في المنطقة العربية.

“مسعودة” إحدى شخصيات المسلسل المغربي “الناس لملاح”، لمخرجته المغربية جميلة بنعيسى البرجي، الذي صُوّرت حلقاته بين مدينتي الصويرة والدارالبيضاء. والتي بُثت أولاها نهاية شتنبر المنصرم على القناة الثانية المغربية.

كدوش الإسرائيلية

إيفا كدوش، التي جسدت دور “مسعودة”، إسم مثير وغير مألوف لمستوطنة إسرائيلية ظهرت في جنريك المسلسل، وسط عدد من أسماء ممثلين مغاربة، ألفتهم الشاشة ويعرفهم الجمهور. المستوطنة الإسرائيلية تقيم في تل أبيب حسب المعطليات التي توصلنا إليها في صحيفة “صوت المغرب”.

ولا يبدو من نشاطها على مواقع التواصل الاجتماعي أنها شهيرة بكونها ممثلة، إذ تركز منشوراتها على الطبخ والتعريف بمأكولات شعبية تنسبها إلى إسرائيل، إضافة إلى منشورات أخرى متطرفة تتمنى من خلالها الموت والإبادة الجماعية للفلسطينيين، وتدعم جيش الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على القطاع الذي مازال يعيش منذ عام تحت وطأة جرائم حرب إبادة راح ضحيتها مايقرب من 42 ألف شهيد أغلبهم من الأطفال والنساء.

حاولت صحيفة “صوت المغرب” التواصل مع مخرجة المسلسل جميلة بنعيسى البرجي والسيناريست أحمد بوعروة لكن أرقامهما مغلقة منذ أيام، حتى تاريخ نشر هذا التقرير، وذلك بهدف الاستفسار عن الإضافة التي تقدمها ممثلة إسرائيلية بمواقف متطرفة لمسلسل مغربي، ولماذا لم يتم الاستعانة بممثلة مغربية لتجسيد دور مسعودة اليهودية كما جسدت الفنانة سارة فارس دور “جِنين” ابنة مسعودة؟

المسلسل الذي بثت أولى حلقاته، الخميس 26 شتنبر 2024، يسلط الضوء على عودة مغاربة يهود إلى أحياء “الملّاح” التي تشتهر بها عدة مدن مغربية، بعد سنوات من الهجرة خارج الوطن، وفي هذا السياق تنتظر مسعودة قدوم ابنتها “جِنين” التي لا تنوي التفريط في منزل والدتها “الذي أثار أطماع أحد السماسرة، لتعمل جاهدة على إعادة ترميمه بعد العودة”، حسب الموقع الرسمي للقناة الثانية.

“يا له من شعور رائع، لقد تلقيت الصورة التي ستُعرض غداً في شوارع المغرب”، هكذا عبرت الإسرائيلية إيفا كدوش عن فرحتها بعد نشر المصلق الترويجي للمسلسل استعداداً لعرضه بالشوارع، مضيفة في منشور آخر، في أعقاب عرض أول حلقة “أمس تم عرض الحلقة الأولى من المسلسل الذي شاركت فيه كممثلة يهودية وحيدة”، داعية جمهورها الإسرائيلي إلى الاستمتاع بالمشاهدة.

إيفا كدوش تتمنى الإبادة لغزة

“غزة ستُمحى اليوم“

لكن هل تستمتع إسرائيلية “ناس الملّاح” وجمهورها بالمسلسل فقط؟ دعونا نتعرف على الوجه الذي تمثله إيفا كدوش من خلال عدة منشورات، رصدتها ووثقتها صحيفة “صوت المغرب”، على حسابها الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك.

في 23 نونبر 2023، نشرت كدوش صورة صاروخ إسرائيلي -متوجه إلى قطاع غزة- كُتِب عليه بخط اليد “أتمنى أن تقصفكم هذه الصواريخ بشكل مباشر”، وتزامن توقيت نشر هذا المنشور مع إقدام عدد من المستوطنين على حجز مكان لرسائلهم المتطرفة على الصواريخ التي يرسلها جيش الاحتلال لتدمر منازل المدنيين وتقتل الأطفال والنساء في غزة.

وكتبت إيفا كدوش مع الصورة ذاتها، على حسابها الشخصي: “أرسل لهم: مرحباً ولا إلى اللقاء”.

لم تبدأ رسائل كدوش إلى الفلسطينيين في هذا التاريخ، حيث سبق لها أن نشرت في السابع من أكتوبر 2023، عبارة تدعو من خلالها إلى إبادة أزيد من 2.124.000 إنسان في غزة، وكتبت قائلة: “غزة ستُمحى اليوم”. كما نشرت عدة منشورات أخرى تدعم من خلالها جيش الاحتلال الإسرائيلي وتدعو له بالنصر من تخوم لبنان إلى صحراء مصر.

الاحتلال يُبيد الفلسطينيين

يذكر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أباد 902 عائلة فلسطينية ومسحها من السجل المدني بقتل كامل أفرادها خلال سنة من الإبادة الجماعية في قطاع غزة، حسب آخر حصيلة رسمية، يوم الأربعاء 02 أكتوبر 2024، كما أباد 4 آلاف و836 أسرة فلسطينية قتل جميع أفرادها ولم يتبقَ منها سوى فرداً واحداً أو فردين في الأسرة الواحدة، في الوقت الذي تستمر فيه حرب الإبادة الجماعية بقطاع غزة والتي راح ضحيتها أزيد من 51 ألفاً بين شهيد ومفقود، أغلبهم من الأطفال والنساء جراء قصف صواريخ، منذ عام كامل، تحمل رسائل متطرفة مثل رسالة إيفا كدوش البطلة اليهودية بمسلسل “الناس لملاح“.

وفي المغرب، يتواصل التضامن الشعبي المغربي مع الفلسطيين ضد العدوان الإسرائلي الذي لم يتوقف منذ أكتوبر 2023 ، حيث شهدت عشرات المدن والقرى بينها العاصمة الرباط والدار البيضاء والصويرة وطنجة مسيرات مليونية ومظاهرات شعبية تدعم سكان غزة والمقاومة، وتدين التطبيع مع تل أبيب، وتطالب بمقاطعة كل من يدعم حرب الإبادة التي تشنها من أشخاص أو شركات.

ويستعد المغاربة للخروج في “مسيرة شعبية كبرى” دعت إليها العديد من الهيئات السياسية والحقوقية، الأحد القادم 6 أكتوبر 2024، للتضامن مع الشعبين الفلسطيني واللبناني والتنديد بالاغتيالات في صفوف القادة البارزين للمقاومة والصحافيين.

إضافة إلى ذلك، من المقرر أن تنظم احتجاجات أخرى بسائر مناطق المغرب في اليوم الموالي، الإثنين 7 أكتوبر 2024 بمناسبة ذكرى مرور سنة كاملة من العدوان الإسرائيلي على المدنيين الفلسطينيين بقطاع غزة المحاصر.