أخطر الأزمات المغربية الفرنسية في عهد الحسن الثاني
قبل أزمات “العهد الجديد” بعقود، كانت العلاقات المغربية الفرنسية قد عاشت أزمات سابقة، أعمقها وأطولها تلك التي جرت أطوارها بين الملك الراحل الحسن الثاني والرئيس الاشتراكي الذي حكم فرنسا سنوات الثمانينيات، فرانسوا ميتيران.
أزمة سبقها “شهر عسل” تبادل فيه القائدان الخدمات والتقيا بالأحضان والحفاوة الكبيرة؛ قبل أن تندلع حرب ضروس استخدمت فيها اللوبيات والمنظمات الحقوقية والتحالفات الإقليمية…
فعندما كان فرانسوا ميتيران يدخل قصر الإيلزيه يوم 11 ماي 1981، كانت العلاقات مع المغرب تستعد لدخول نفق آخر من العتمة. وهذا القادم من اليسار الفرنسي، المعاشر للسياسة منذ أيام حكومة الأمناء العامين للأحزاب التي أنشأها دوكول، والمحارب القديم ضد الثورة الجزائرية، لم يكن ليستقر بسهولة في قلب الحسن الثاني، خاصة أن هذا الأخير أمضى ثلثا سنوات حياته في مصارعة اليسار واليساريين.
فقد كانت المعادلة عام 1981 شديدة التعقيد، الاشتراكيون الفرنسيون يصلون إلى قصر الإليزيه لأول مرة، ويحققون بذلك “التناوب” مع اليمين الذي ألف الحسن الثاني التعامل معه منذ الاستقلال.
وكان هؤلاء الاشتراكيون بحاجة إلى أصدقاء وحلفاء عبر العالم، وأفضل السفراء الذين يمكنهم اعتمادهم لدى المنطقة العربية والشرق الأوسط كان هو الملك الراحل الحسن الثاني.
بالمقابل، كان على هذا الأخير تدبير العلاقة مع أصدقاء معارضيه اليساريين، واستيعابهم في علاقات طبيعية بين دولتين، وتجاوز عقبة كبيرة تتمثل في علاقة هؤلاء الاشتراكيين الفرنسيين بألذ خصوم المملكة، أي جبهة البوليساريو الانفصالية.
فقد كانت العلاقات الطيبة بين بعض من قادة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والاشتراكيين الفرنسيين، وعلى رأسهم، فرانسوا ميتيران، تنبئ الحسن الثاني بأن سحابة تقترب من سماء علاقات بلاده مع بلاد الأنوار.
استشعر الملك قدوم العاصفة من خلال الضربات المباشرة التي كانت تبلغ الرباط بعد أن باتت حملات الصحافة الباريسية متخصصة في انتقاد حكمه وممارسات أجهزته القمعية ومعتقلاته السرية. ليبلغ الأمر أوجه بصدور كتاب “صديقنا الملك”، والذي أشعل فتيل أزمة طويلة.
وقبل ذلك بقرابة عقدين، كان اختطاف المعارض اليساري المغربين المهدي بنبركة، قد فجّر أزمة خطيرة بين الملك الحسن الثاني والرئيس الفرنسي وقائد “التحرير” الجنرال شارل دوغول.
تفاصيل هذه الأزمات وحيثياتها، في ملف العدد الجديد من مجلة “لسان المغرب”.