story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

أخطأتَ يا وليد!

ص ص

وليد الرݣراݣي الذي أسعد المغاربة وأخرجهم إلى الشوارع والأزقة فرحا، وأجبرهم على حبه واحترامه والتنويه بشخصيته الكاريزمية التي قاد بها المنتخب الوطني في مدة وجيزة لإنجاز تاريخي لم يكن حتى في أحلى الأحلام، والذي أشَدنا جميعا بطريقة تدبيره الذكية للمباريات، وقوته التواصلية مع اللاعبين ووسائل الإعلام، جاء اليوم الذي يجب أن نقول له أيضا بكل الإحترام والتقدير والغيرة على إسم المغرب، “لقد أخطأت يا وليد” مرتين في مباراة الكونغو الديموقراطية.

أخطأ في عدة تفاصيل تدبيرية لمباراة قوية وسط أجواء حارقة، على مستوى التشكيلة وطريقة اللعب والتعامل مع مجريات المباراة، وهي على العموم اخطاء يمكن أن يقع فيها عظماء المدربين، ويعتذرون عن ارتكابها ويحاولون تصحيحها مع توالي المباريات، الشيء الذي ننتظره من ناخبنا الوطني ومن العناصر الوطنية حتى نذهب بعيدا في هذه الكأس الإفريقية الصعبة والشاقة.

لكن الخطأ الأفدح الذي سقط فيه وليد الرݣراݣي هو عندما توجه بعد نهاية المباراة للسلام على عميد منتخب الكونغو الديموقراطية شانسل مبيمبا الذي كان “عوال على خزيت” منذ أن صرح في الندوة الصحفية التي سبقت المباراة أنه ” ذاهب إلى الحرب”، وطبق ذلك بكل إصرار بعدما كان طيلة دقائق التباري يستفز ويصيح ويحتج في محاولة مفضوحة للثأثير ذهنيا على لاعبي الفريق الوطني وتشتيت تركيزهم على المباراة.

وليد الرݣراݣي الذي عهدناه ذكيا وذو تجربة محترمة في عالم الكرة و”تحرامياتها”، سقط بسذاجة هذه المرة في فخ مبيمبا وأعطاه الفرصة لكي يشعل الأجواء التي كانت مشتعلة “من عند الله”، ويدعي أنه تعرض لإهانة و ألفاظ عنصرية من الطاقم التقني للمنتخب الوطني، بعدما قام بتلك الحركة البذيئة التي شاهدها العالم على المباشر.

وإذا قمنا بإلقاء اللوم على وليد الرݣراݣي الذي سقط عن حسن نية في مصيدة مبيمبا، فضرورة أن نلوم أيضا بعض لاعبينا الذين غابت عنهم أيضا في تلك اللحظة رزانتهم، وصعدوا الموقف بالدخول في شنآن مع لاعبي منتخب الكونغو الديموقراطية، وأعطوا صورة سيئة عن كرة القدم المغربية بتلك السلوكات التي شاهدناها فوق الميدان، ورصدتها الكاميرات في بهو مستودعات الملابس.

هذه الأخطاء وما تبعها من تطورات، وجدت من كان يفرك يديه متربصا كعادته في “الدورة” بالمغرب ليصب الزيت على النار، ويزيد في إشعالها، وتحويل لحظة توثر عابرة في أجواء متعبة، إلى قضية وفضيحة تستوجب تحويلها إلى محتوى للنقاش في البلاطوهات، وإلى تقارير تلفزيونية لمحاولة الضغط على أجهزة الإتحاد الإفريقي من أجل أن تتخذ عقوبات تأديبية في حق وليد الرݣراݣي وبعض لاعبيه.

كان واضحا ونحن لازلنا في الدور الأول لنهائيات كأس الأمم الإفريقية، أن هناك إستراتيجية تواصلية وإعلامية للتأثير على تركيز محيط المنتخب الوطني، وهذا شيء يمكنه أن نعتبره عاديا عاديا أحيانا ضمن منطق تنافس كرة القدم ، ابتدأت بتصريحات غير مسؤولة لمدرب تنزانيا الجزائري عادل عمروش الذي تمت إقالته ومعاقبته تأديبيا، وتتواصل اليوم مع عملية ” تغراق الشقف” التي يقوم بها الإعلام الفرنسي والجزائري للمغرب، ولكل ما يحيط من توترات بالمشاركة المغربية في كأس إفريقيا.

بطولة كأس إفريقيا للأمم ستدخل انطلاقا من الدور الثاني في مراحل حاسمة، مما يستوجب من جميع أعضاء وفدنا في الكوت ديفوار مزيدا من الحرص واليقظة تفاديا للسقوط في قشور الموز والإستفزازات التي تأتي من كل الإتجاهات، والتركيز التام على هدفهم من المشاركة، وأن يتفادوا أي شيء يشوش ذهنيا على استعداداتهم للمباريات، فالبقاء بين الأقوياء في إفريقيا يتطلب الكثير من الصبر والهدوء ورجاحة العقل.